تعاون وثيق بـين أنقرة وطهران نكاية في إسرائيل

أردوغان رغب في توجيه صفعة للاسرائيليـين. ا.ف.ب

من الطبيعي أن تكون العلاقات بين الجارتين تركيا وإيران جيدة وطيبة بحكم الجوار وانتمائهما إلى العالم الإسلامي، وهذا ما كانت عليه هذه العلاقات بالفعل حتى اختلفت في البلدين سُبل السياسة والمصالح والتحالفات مع بدء الأزمة في سورية قبل نحو ثلاثة أعوام. وتجلى التناقض الكامل بين موقفي أنقرة وطهران من الأزمة السورية بوقوف كل منهما مقابل الأخرى، فالأولى مع الثورة والشعب، والثانية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ولكن عندما تكون لإسرائيل علاقة بحادث ما يجري على أرض تركيا أو أرض إيران، فمن الطبيعي أن يتم تحييد الخلافات ووضعها جانباً ليحل محلها التعاون، لاسيما في ظل حكومة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، التي توترت علاقاتها مع إسرائيل إثر عدوان القوات لإسرائيلية على السفينة المدنية التركية «مافي مرمرة»، التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة عام 2010 للتضامن مع الفلسطينيين في مواجهة الحصار المفروض عليهم.

في هذ السياق، أبلغ أردوغان إيران بمعلومات عن عملاء لجهاز (الموساد) الإسرائيلي الذين يسعون إلى تنفيذ عمليات اغتيالات وتصفيات لعلماء وباحثين في إيران، خصوصاً في المجال النووي.

وأعطى أردوغان، عبر رئيس جهاز مخابراته، الحكومة الإيرانية تفاصيل اجتماعات عقدت على الأراضي التركية بين إيرانيين وإسرائليين من (الموساد) قاموا بتجنيدهم، على الرغم من أن أنقرة تنفي ذلك وتصفه بأنه «مزاعم وأكاذيب».

ولم تعقب الحكومة الإسرائيلية على الأمر، ولكن رئيساً سابقاً للمخابرات الإسرائيلية، قال لصحيفة «واشنطن بوست»، التي سربت تلك المعلومات، إن «المعلومات المسربة من تركيا قد تكون أدت إلى إعدام الجواسيس». كما يتفق هذا الأمرمع إعلان إيران في أبريل الماضي، أنها كشفت عن شبكة مكوّنة من 15 من عملاء (الموساد).

وعلى ذمة «واشنطن بوست»، فإن أردوغان قرر على ما يبدو الانتقام من الإسرائيليين، وتوجيه صفعة لهم

ريتشادر سبنسر كاتب صحافي بريطاني

 

تويتر