الفلسطيني خالد بكراوي.. ضحية التعذيب في السجون السورية

مخيم اليرموك محطة خالد الأولى للعودة إلى قريته لوبية في فلسطين.

اللاجئون الفلسطينيون في سورية هم ضحايا لحرب طاحنة بين جيش نظامي وآخر حر، لا ذنب لهم سوى أنهم لجأوا إلى وطن بعد أن سلب الاحتلال الإسرائيلي وطنهم الأصلي، ولكن اللاجئ الفلسطيني في سورية اليوم يعيش حالتين لا ثالث لهما، إما نازح أو ضحية للاعتقال والقتل والقصف.

اللاجئ الفلسطيني خالد بكراوي من مخيم اليرموك هو أحد هؤلاء الضحايا، فقد استشهد الأربعاء الماضي 11/9/2013 جراء التعذيب في سجون النظام السوري، حيث اعتقلته قوات النظام في شهر يناير الماضي من العام الجاري، وذلك كعقاب له على دوره الإغاثي في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وكان الشهيد بكراوي أحد أهم مسؤولي الإغاثة في مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية بسورية، وعضو مؤسسة جفرا  للإغاثة والتنمية الشبابية في المخيم الذي يسكن فيه بكراوي.

يشار إلى أن الشهيد خالد من مواليد 1988 هو أحد الفلسطينيين المهجرين من قرية لوبية المهجرة، حيث هاجرت عائلته إلى مخيم اليرموك، فيما بذل كل المجهودات في التخفيف من معاناة اللاجئين الصامدين في المخيم.

ويقول الناطق باسم مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية طارق حمود «لم يرق للنظام السوري سلوك خالد ولم يرضِ البعض، فتربصوا به في منطقة المزة بمدينة دمشق ليغيبوه في السجون يوم 19 يناير 2013، علهم يفلحون في القضاء على صوت بات يقض مضاجعهم، إلا أنهم لا يعلمون أن صوته خالد كاسمه، فترانيم هتافاته في زفاف الشهداء وصورته وهو يعتلي أكتاف أصحابه في مواكب الوداع خالدة في قلوب كل من عرف خالد».

ويضيف «إن خالد لم يخضع ولم يقبل بالمذلة، وفضل الموت على بيع المبادئ، ولكنه لم يحتمل ظلم جلاديه وتعذيبهم، حتى فاضت روحه الطاهرة إلى ربها، تاركاً إرثاً كبيراً عنوانه العطاء، ومضامينه التضحية وحروفة الإباء، في ظروف مجهولة الزمان في أقبية التعذيب».

وكان الشهيد خالد بكراوي، بحسب مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، حاملاً هماً ورثه عن أبويه، مثله في ذلك كمثل أقرانه من أبناء اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، فلم يعرف الكلل والملل، وطّن نفسه ودربها للعمل في يوم تنقلب فيه الموازين والمفاهيم.

وعرف الشهيد خالد بنشاطه ضمن المؤسسات التنموية الشبابية فكان من متطوعي مؤسسة (طمي) التنموية الشبابية، وكذلك في مراكز دعم الشباب التابعة للأونروا، ليصبح بعدها من أبرز الناشطين في مجال تدريب الشباب الفلسطيني بالمخيمات.

كان لخالد حضور لافت في كل المناسبات الوطنية الفلسطينية بهتفاته للشهداء وفلسطين، فقد جرح في مسيرة يونيو 2011 عند حدود الجولان السوري المحتل، وهو يحمل مايكروفونه محاولاً إبعاد الشباب عن رصاص الاحتلال، فكان درعهم الذي تلقى رصاصتين لم تفلحا في قتله.

وتشير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، إلى أن الشهيد خالد بكراوي فاجأ الجميع يوم أطلق مع رفاقه شعار «أنا راجع» بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين، في ظرف خشي فيه الناس على أنفسهم من بطش قد يأتيهم إن هم خرجوا أو هتفوا فيه، حيث رفع لافتة تدل على تمسكه بحق العودة إلى بلدته الأصلية الفلسطينية المهجرة لوبية.

وكان مخيم اليرموك محطة خالد الأولى التي بدأ يخط فيها طريق عودته إلى قريته لوبية في فلسطين، ولم يضع لنفسه محطة أخرى سوى فلسطين، ففضل البقاء في سورية على النزوح منها، ليخدم من استطاع وبما استطاع من أهله وإخوانه. ونعت حركة الشباب الفلسطيني الشهيد بكراوي، حيث قالت في بيان لها، «إن خالد بكراوي أفنى سنوات عمره القليلة والغنية في العمل من أجل فلسطين المحتلة وشعبها، فكان من أصدق الناشطين في ميدان النضال الشبابي بمختلف مواقعه خارج الوطن، وأسهم بقوة في ترجمة آليات عمل حول تفعيل دور الشباب الفلسطيني والحفاظ على اتجاهه التحرري، ورفع راية العودة عالياً، والتي أصر عليها مراراً وتكراراً».

وتضيف الحركة «إن الشهيد بكراوي إابن المخيم الناشط الإغاثي الحالم بمستقبل أفضل له ولأبناء شعبه، فقد تسلح بالقلم والعلم وخاض غمار العمل الإنساني بجسده النحيل، حيث أجاد وأبدع في خدمة من نزح إلى المخيم عندما اشتعلت الثورة في المناطق المجاورة وغص بالنازحين، كما عمل بإحساس الإنسان الشفيق على أخيه الإنسان دونما النظر إلى أي اعتبارات أخرى».

 

تويتر