أفرج عنهم ضمن صفقة استئناف المفاوضات بين السلطة وإسرائيل
محررون فلسطينيـون حرمـوا الالتقاء بوالديهم
المحرر الخور بين أشقائه وأقاربه. الإمارات اليوم
30 عاماً هي المدة التي قضاها الأسير الفلسطيني فايز الخور داخل السجون الإسرائيلية، وخلال هذه المدة كان على أمل أن يتحرر ويعود إلى حضن والدته، وبقي على هذا الأمل حتى اللحظة الأخيرة من دخوله إلى قطاع غزة محرراً.
ولكن هذا الحلم لم يتحقق، ففرحة الأسير الخور البالغ من العمر 51 عاماً بالإفراج عنه من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل لم تدم طويلاً، فالموت غيب والدته وهو داخل السجن منذ 13 عاماً، وخلال هذه الفترة أخفت عنه عائلته خبر الوفاة خشية مضاعفة معاناته داخل الأسر.
«الإمارات اليوم» التقت بالسجين المحرر الخور في منزله بمدينة غزة، وهو يتوسط أشقاءه الذين حرموا زيارته منذ 24 عاماً، إذ علق بالقول «خلال فترة السجن زارتني والدتي مرات قليلة لا تزيد على سبع مرات فقط، وبعد ذلك منعها الاحتلال من زيارتي كبقية أمهات الأسرى، ولم أتمكن من رؤيتها حتى بعدما خرجت من السجن».
ويضيف، «في كل مرة كان يأتي والدي لزيارتي أسأله عن أمي وأبعث لها السلام، ويخبرني بأنها مريضة ولم تقدر على الزيارة، ولكنني لم أعلم أنها قد فارقت الحياة لأن أهلي لم يخبروني بذلك».
ويتابع الخور حديثه بصوت مرتجف، «عندما دخلت إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز) استقبلني جميع أفراد عائلتي، ولكن أمي لم تكن موجودة، وتوقعت أنها مريضة وتنتظرني في المنزل، ولكنني صدمت بوفاتها، وبكيت بحرقة لأنني كنت متخيلاً أنها أول من سيستقبلني وتفرح بالإفراج عني، وهي أكثر الناس التي كنت أتمنى أن ألتقي بهم بعد خروجي من السجن».
واعتقلت القوات الإسرائيلية المحرر الخور عام 1983 بعد أن قام بقتل مسؤول في جهاز الموساد الإسرائيلي في غزة، وأشرف على عملية قتل أحد الضباط الإسرائيليين، اذ كان ضمن صفوف المناضلين لحركة التحرير الوطني (فتح)، ومكث 30 شهراً داخل الأسر، وبعد ذلك أفرج عنه الاحتلال لأيام عدة، ليتم اعتقاله مرة أخرى حتى تم الإفراج عنه بتاريخ 14-8-2013.
وقضى الخور فترة السجن التي استمرت 30 عاماً داخل العزل الانفرادي، وهذا ما تسبب له بحسب شقيقه رفيق الخور، باضطرابات نفسية، كما يعاني أمراضاً عدة، منها صعوبة الحركة نتيجة القيود والسلاسل التي كان يقيد بها من قبل الاحتلال، خصوصاً في أوقات التنقل داخل السجن.
وكان الاحتلال قد أفرج عن المحرر الخور فجر يوم 14/8/2013 هو و25 أسيراً من الضفة الغربية وقطاع غزة، ضمن الدفعة الأولى لصفقة استئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، التي تشمل 104 أسرى سيتم الإفراج عنهم على ثلاث دفعات أخرى خلال الأشهر المقبلة.
الحرمان من كل شيء
الأسير المحرر محمد جبر نشبت الذي اعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 20/9/1990، حرم رؤية والديه وهو داخل الأسر الذي استمر لمدة 23 عاماً، كما لم ينعم بالالتقاء بهم بعد أن نال حريته، حيث وافتهم المنية خلال فترة اعتقاله.
وخلال الفترة التي قضاها نشبت داخل السجون الإسرائيلية حرم أيضاً رؤية أبنائه الأربعة الذين تركهم وهم أطفال، حيث كان أكبرهم يبلغ من العمر سبعة أعوام، فقد كبروا وتزوجوا وأنجبوا وهو في غياهيب السجن.
ويقول أصغر أبناء المحرر نشبت أحمد، والذي كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات لحظة اعتقال والده «23 عاماً انقضت وأبي بعيد عني، ولم أتمكن من رؤيته وسماع صوته واحتضانه، وكنت محروماً كلمة بابا وأنا طفل صغير، فقد شعرت أنا وإخوتي بحزن ونقص شديد لعدم وجود والدي بيننا». ويضيف، «إن صفقة الإفراج عن الأسرى التي شملت والدي أعادت الحياة إلينا، فاليوم أنا ولدت من جديد، وشعرت بمعنى الحياة بعد أن عاد والدي إلينا ونعمنا بحضنه، لأن الأب هو كل شيء في حياة الإنسان».
أما الأسير المحرر نهاد جندية من قطاع غزة، فقد كان عمره 16 عاماً عندما اعتقلته القوات الإسرائيلية بتاريخ 19-7-1989، لتحرمه والديه مدى العمر وهو لم يبلغ سن الشباب بعد، اذ توفي والده يوسف بعد شهرين من اعتقاله بسبب حزنه على فراقه في الأسر.
كما أصيبت والدته بمرضي الضغط والسكر ولحقت بزوجها بعد بضعة أعوام دون أن تتمكن من زيارة ورؤية نهاد بعد اعتقاله.
ولم يكتف الاحتلال بحرمان المحرر جندية والديه وسلب حريته، فقد نسف منزل عائلته المكون من أربعة طوابق بعد اعتقاله مباشرة عام 1989.
ويُعد جندية من الأسرى القدامى في سجون الاحتلال، ومن أقدم 26 أسيراً من أسرى قطاع غزة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
تجدر الاشارة الى ان مجموعة من 15 اسيراًَ فلسطينياً كانت اسرائيل قد افرجت عنهم، وصلوا الى قطاع غزة بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس على الحدود. وقد اجتاز الأسرى الحدود بعد نقل مجموعة من 11 اسيراً، كانت اسرائيل قد افرجت عنهم، الى الضفة الغربية.
وكان في استقبال الأسرى المفرج عنهم نحو 2000 شخص من عائلاتهم وأقاربهم في معبر بيت حانون (ايريز) شمال قطاع غزة، وهم يحملون اعلاماً فلسطينية ورايات حركة فتح، اضافة إلى صور الأسرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news