«الإخوان» و«تجرد» تنفيان مسؤوليتهما.. و«بلاك بلوك» تعلن نبذ العنف

حرق مقر «تمرد» يعيد شبح الطرف الثالث إلى مصر

نشطاء من حركة تمرد يوثقون آثار الحريق الذي تعرض له مقرهم في القاهرة. الإمارات اليوم

قال منسق حركة «تمرد»، محمود بدر، لـ«الإمارات اليوم» التي كانت في مقر الحركة بشارع شامبليون، بعد تعرضها لمحاولة حرق بكرات البنزين وزجاجات مولوتوف، انه «متمسك بالنهج السلمي لدعوات التظاهر يوم ‬30 يونيو للدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، على الرغم من كل محاولات حرف الشعب المصري عن طريقه»، ورفض بدر الذي ظهرت عليه علامات التأثر البالغ من حرق المقر، وإصابة زميله الناطق الرسمي باسم الحركة، حسن شاهين، التوقف عند تحديد مرتكب الحادث جنائياً، لكنه استطرد بالقول «إن كل المؤشرات السياسية تقول ان وراء الحادث (الإخوان)» في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، فيما رفضت الجماعة وحركة «تجرد»، الداعية إلى دعم الرئيس محمد مرسي، اتهامهما بتدبير الحريق، مؤكدين أن سلوكهما في انتهاج الطريق الديمقراطي واضح منذ ثورة ‬25 يناير.

وقال شهود من النشطاء إنه «في قرابة الساعة الثالثة من صباح الليلة قبل الماضية، قامت مجموعة مجهولة من خمسة اشخاص بسكب غالونات بنزين امام مدخل مقر الحركة، وأشعلوا نيراناً، فتنبه شباب الحركة، وبينهم الناطق الرسمي، الذين قاموا بإطفاء النيران وملاحقة الجناة الذين لاذوا بالفرار». وقال منسق «تمرد»، إن الحركة تقدمت ببلاغ تتهم فيه جماعة الإخوان المسلمين بتدبير الحادث، وتحمل فيه الرئيس، محمد مرسي، المسؤولية.

وأضاف أن الحركة تلقت تهديدات تليفونية عشية الحادث منذ الساعة‬11 ليلاً، وانه «يترك التفاصيل الجنائية للنيابة العامة»، لكن لديه ثلاثة مؤشرات سياسية تؤكد أن السلطة الحاكمة وراء الحادث، أولها يأتي بعد تهديدات نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، المبطنة ضد حركة «تمرد»، خلال اجتماعه بأمين عام جامعة الدول العربية السابق ووزير الخارجية المصري السابق، المعارض عمرو موسى، في منزل المعارض، أيمن نور، أول من أمس، والثاني يأتي بعد رفض «تمرد» لقاء وزير الداخلية للتنسيق معه بشأن تظاهرات ‬30 يونيو. والثالث يأتي تالياً لاتهام «تمرد» لوزارة الداخلية بمسؤوليتها عن الانفلات الأمني. واستغرب بدر أن تتم محاولة حرق مقر «تمرد» بعد ‬24 ساعة فقط من إعلان جماعة «بلاك بلوك» عن قرارها نبذ العنف وتعهدها بالمحافظة على سلمية تظاهرات ‬30 يونيو. وقال بدر «يبدو أن هناك من يريد استمرار العنف وإشعال الحرائق، وهذا مؤشر مخيف إلى طريقة تفكير في مواجهة التظاهرات السلمية المقبلة».

وحول رد فعل الحركة تجاه الحريق، رفض بدر «نية تشكيل» لجان شعبية للدفاع عن الحركة سواء في المقار أو في التظاهرات.

وقال «نحن نعتزم عوضاً عن ذلك اطلاق مبادرة (احمي صوتك)، ندعو فيها اصحاب الاستمارات إلى التوجه للمقار لحماية اوراقهم». مؤكداً «إننا جميعاً في حماية الشعب، ونحن فقط معبرون عن توجهاته»، وشدد بدر على أن «محاولة حرق المقر ليس الاعتداء الأول ولن يكون الأخير، وسبقته محاولات مماثلة في كفر الزيات وغيرها».

من جهته، قال منسق «تمرد» في محافظات الصعيد، عبد الرحمن عبودي، إن «الحركة تعرضت لاعتداءات متفرقة من عناصر مجهولة في صعيد مصر، بعد أن استطاعت الوصول إلى قرى ونجوع ومناطق لم تتمكن الحركات السياسية من دخولها من قبل».

وأضاف أن «تمرد» جمعت في مدينة واحدة في ليلة واحدة ‬1000 توقيع، وأن الشعب يرفض الوضع القائم لكنه يفتقر إلى «نزول النخبة إلى الشارع وتقديم بديل»، وروى عبودي تعرض الحركة في الصعيد لحادثي اعتداء في الأقصر، تم في أحدهما السطو على هاتفه الجوال، فيما حدث في الآخر اشتباك مع عناصر «تجرد» الموالية لمرسي، كما وقعت حوادث في قنا وكوم امبو وبني سويف.

من جهتها، رفضت جماعة الإخوان المسلمين وحركة «تجرد» في تصريحات إعلامية الاتهامات بارتكابها الاعتداء على «تمرد»، وقال قيادي إخواني، طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الإمارات اليوم» «لن ننزل إلى درك الرد على اتهامات مكرورة من هذا النوع، لأن الشعب يدرك من الذي تعرضت مقاره للحرق والاعتداء، وتمسك بالطريق الديمقراطي، ومن فعل العكس».

في الإطار نفسه، قال القيادي في الجماعة الإسلامية، عاصم عبدالماجد، ومنسق حركة «تجرد» إن هناك «خطة غير معلنة للأحزاب الإسلامية لمواجهة العنف المحتمل في ‬30 يونيو»، وأضاف عبدالماجد في تصريحات إعلامية أن «ما تفعله (تمرد) لعب عيال»، مؤكداً أن «الأحزاب الإسلامية ستنزل الشارع ايام ‬28 و‬29 و‬30 يونيو»، ووصف حركة «تمرد» بأنها «من الملحدين المتطرفين».

بدورها دعت «جماعة الجهاد» في بيان، أمس «إلى تشكيل دروع بشرية لحماية المؤسسات الحيوية في البلاد»، وقال «إن الإسلاميين لن يدخلوا في مواجهات مع القوى المعارضة، إلا اذا حاولوا الاعتداء على الدولة واقتحام قصر الاتحادية».

من ناحيتها، زادت حركة «بلاك بلوك» المشهد السياسي ارتباكاً بإصدارها بياناً، أول من أمس، أعلنت فيه «التخلي نهائياً عن العنف وتبنيها طريق التغيير الديمقراطي، وحرصها على سلمية تظاهرات ‬30 يونيو أياً كانت حدة مواجهتها». وقال بيان «بلاك بلوك» إن «المبادرة السلمية إهداء إلى حركة تمرد وإلى الشعب المصري وتظاهرات ‬30 يونيو». وأجمع محللون استطلعت «الإمارات اليوم» رأيهم على أن «مبادرة (بلاك بلوك) قد تعني الأسوأ، فالحركة ليست تياراً سياسياً معروفاً حتى نثمن قوتها، وليست مجموعة واحدة، وقد يكون بيانها محاولة استباقية لنفي المسؤولية عن عنف متوقع» و«إضاعة دم الضحايا بين القبائل».

تويتر