مؤسس «الجهاد المصري» يؤكد أن التنظيم يضم ‬800 عنصر مسلحين جيداً

نبيل نعيم: حادث سيناء دبّره جهاديـــون مخترقون من «الموساد»

نعيم: القبائل العربية غير متعاطفة مع الجماعات الجهادية في سيناء. الإمارات اليوم

أكد مؤسس «تنظيم الجهاد الثاني» في مصر نبيل نعيم، والمفرج عنه بعد ‬20 عاماً من الاعتقال في سجون الرئيس المصري السابق حسني مبارك، أن وراء حادث خطف الجنود المصريين، أخيراً، في سيناء «مجموعة تكفيرية» مخترقة من «الموساد» الإسرائيلي. وكشف نعيم في حوار مع «الإمارات اليوم» عن خريطة تنظيم «السلفية الجهادية» والمكون من خمس مجموعات في سيناء، والذي قام بخطف الجنود المصريين في سيناء، وتنبأ بصدام سلفي - جهادي - إخواني في المستقبل، واستبعد في الوقت نفسه تحول «جبل الحلال» في سيناء إلى معقل لتنظيم القاعدة على الطريقة الأفغانية لتباين الجغرافيا في البلدين، مؤكداً أن قراراً سياسياً حاسماً يمكن أن ينهي وجود «القاعدة» في سيناء، مشيراً الى أن «الإخوان لن يتخذوا - لاعتبارات انتهازية - مثل هذا القرار».

وقال نعيم الذي أسس تنظيم الجهاد بعد ضربه عام ‬1981، ورافق زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن فترات في افغانستان، إن سيناء تضم أربع مجموعات مسلحة أعلنت جميعها انضمامها الى تنظيم القاعدة، هي «مجلس شورى المجاهدين»، و«التوحيد والجهاد»، و«جيش الاسلام»، و«السلفية الجهادية».

وأكد نعيم أن الاكثر عدداً في هذه التنظيمات هو «التوحيد والجهاد» الذي أسسه خالد مساعد قبل مقتله في أحداث طابا ويضم نحو ‬800 عنصر، تحولوا الى الفكر التكفيري بعد اعتقالهم ومعاملتهم بوحشية في سجون مبارك والتقائهم بجماعات «الشوقيون»، و«الناجون من النار»، وخرج منهم ‬300 من أصل ‬2000 معتقل أثناء ثورة ‬25 يناير، وتحالفوا مع منظمات تكفيرية فلسطينية مثل «جيش الاسلام»، بقيادة ممتاز دغمش، وقاموا بعمليات مشتركة، منها مهاجمة قوات الشرطة وتفجير أنابيب الغاز.

وشدد نعيم على أن هذه المجموعات التكفيرية «مخترقة بالكامل، وربما موجهة عن بعد، من الموساد الاسرائيلي، والدليل الأبرز في ذلك أن إسرائيل كانت على علم بحادث قتل الجنود المصريين الـ‬16، بل وأبلغت المخابرات المصرية وقتها وقبل الحادث بثلاثة أيام بأسماء المنفذين».

ونفى نعيم الذي حارب في الثمانينات في أفغانستان، إمكانية تحول سيناء الى معقل للقاعدة، حيث «إن جبل الحلال المشتبه في اختباء المتشددين المسلحين فيه وعر التضاريس وليس به ماء أو زرع، ولا يمكن العيش فيه أكثر من أربعة او خمسة أيام على عكس جبال أفغانستان الغنية بالمياه العذبة والفواكه».

وأشار نعيم إلى أن «التواجد الحقيقي للقاعدة الآن في ليبيا من طبرق الى بنغازي، لكن هذا لا يمنع من وجود معسكرات لها داخل الأراضي المصرية قرب مطروح».

وقال إن «قراراً سياسياً يمكن أن ينهي وجود القاعدة في مصر، لكن المشكلة ان جماعة الإخوان المسلمين تستبعد فرضية الصدام معهم لأسباب تتعلق بالموازنات السياسية، وهي تفكر الآن بمنطق الاحتواء والمهادنة، على الرغم من أن الصدام قادم لا محالة، لأن هذه التنظيمات تعتبر مرسي والاخوان كفاراً وعقبة في طريق تطبيق مفهومهم للشريعة».

وكشف نعيم أن «هناك اتفاقات عرفية إخوانية، وأخرى عرفية سلفية مع عناصر الجماعات الجهادية المسلحة في سيناء، لكن بينما الاولى سياسية وحزبية محضة تستهدف الالتفاف والاحتواء، تستهدف الأخيرة، أي اتفاقات السلفيين، لعب دور اجتماعي في المجتمع السيناوي».

وأوضح نعيم أن «الاخوان لا يسعون للصدام مع الجهاديين سعياً لاحتوائهم، وكسب تأييدهم الانتخابي، ولاستخدامهم بشكل ما في المرحلة المقبلة».

وقال نعيم: إن الجماعات السلفية الجهادية في سيناء مسلحة بصواريخ غراد مداها ثمانية كيلومترات، ويمكن بعد نزع أجهزة التوجيه أن يصل الى ‬25 كم، وبمدافع «غرانوف» وصواريخ «آر بي جي»، كما تضم صفوفها عناصر وخبرات أجنبية بأعداد رمزية من تنظيم القاعدة.

وأضاف أن «سيناء مهملة ومهمشة»، وأن الجماعات المتطرفة والتكفيرية لا تحترم أحداً ولا حتى شيوخ القبائل، وليس لها سقف، مؤكداً أن إسرائيل تستغل ذلك كله انطلاقاً من استراتيجية واضحة لعمل «خط آمن» بينها وبين مصر على شاكلة الشريط الحدودي في لبنان، «والوضع النموذجي لحكام تل أبيب أن تظل سيناء أرضاً بلا صاحب ترتع فيها القاعدة، وتجند فيها العشرات لمصلحة الموساد، كما أنها تسعى لتوريط الرئيس المصري محمد مرسي في معارك جانبية، وإظهار مصر بمظهر الدولة غير المستقرة».

وأكد نعيم أن القبائل العربية غير متعاطفة مع هذه الجماعات، لكن غياب التنمية، والتهميش، ورغبة الأطراف السياسية في اصطياد الثمار، كلٌ من منظوره، تتسبب في تدهور الوضع.

تويتر