قراقع استقبل ‬8 شهداء في سجون الاحتلال

إسرائيل تحول وزير الأسرى إلى «وزير جنازات»

قراقع: لا أطلب الآن سوى ألا أشارك في جنازة العيساوي المتوقعة. إي.بي.إيه

يقول وزير شؤون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية، عيسى قراقع، إن إسرائيل حولته إلى «وزير جنازات».

وكتب قراقع في مقال نشره، أمس، في صحيفة «القدس»، واسعة الانتشار، «منذ عام ‬2009 استقبلت ثمانية شهداء من الأسرى كنت أعرفهم، وأتابع موتهم البطيء ساعة بساعة ويوماً بيوم».

وسرد قراقع في مقاله أسماء الأسرى الذين توفوا داخل السجن أو بعد خروجهم منه بفترة قصيرة، بسبب أمراض متعددة منها السرطان والفشل الرئوي والكلوي.

ويضيف في مقاله أن «حكومة إسرائيل حولتني إلى وزير للجنازات، وأرى زحمة للموت في السجون الإسرائيلية، لان الإهمال الطبي والاستهتار بصحة المرضى أصبح سياسة وروتيناً، وأطباء عيادات السجون لا يتلقون تعليماتهم من أخلاقهم المهنية والطبية، وإنما من أجهزة الأمن وتعليماتها التي تقول إما ان يموت الاسير الفلسطيني فوراً أو يموت تدريجياً فهو يشكل خطراً على الأمن القومي الاسرائيلي حياً أو ميتاً».

وحول عدد من الحالات المرضية بين الاسرى كتب قراقع «وزير الجنازات يقرأ عن اسرى فقدوا النظر، وآخرين فقدوا السمع، وأسرى مشلولين يتعكزون على رائحة الدواء المسكن الى حين».

وترفض اسرائيل اتهامات الفلسطينيين لها بتعمد الإهمال الطبي للأسرى، وتقول إنها تقدم العلاج اللازم لهم.

ويبدي قراقع قلقه على حياة الأسير سامر العيساوي، الذي دخل اضرابه عن الطعام شهره التاسع احتجاجاً على ظروف اعتقاله.

وأوضح بيان لنادي الأسير، أول من أمس، أن نبضات قلب العيساوي «وصلت الى ‬30 نبضة في الدقيقة، وهناك ضعف واضطراب شديد في عضلة القلب».

ويقول قراقع «أنا وزير الجنازات، لا اطلب الآن سوى ألا اشارك في جنازة سامر العيساوي المتوقعة، بل اطلب ان تسمحوا لي بأن استقبله حياً حراً يتحرك على قدمين، وليس على عربة المقعدين، تضمنا شمس القدس وشوارعها، نتبادل الحديث عن السلام والجمال، لا عن الخوف وننجو معاً من الموت والعدوان ونصلي».

ويتهم قراقع إسرائيل بأنها «مازالت تمارس التعذيب بشكل منهجي ورسمي، لانها تقمع الأسرى بكل اساليب القمع والبطش، ولانها لا تملك سوى مشفى هو اسوأ من السجن واكثر قسوة من زنازين العزل. كأن وظيفتي اصبحت التنبؤ بمواعيد الموت القادم، وترتيب حالات الفجع ودهشة المأساة».

وتشهد الاراضي الفلسطينية في الاشهر الاخيرة فعاليات مستمرة تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يتحول بعضها الى مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية في نقاط الاحتكاك.

وأدى عنف هذه المواجهات عند حاجز عناب العسكري شرقي طولكرم في الأيام الماضية الى استشهاد الفلسطينيين عامر نصار (‬17 عاماً) وناجي بلبيسي (‬18 عاماً) برصاص الجيش الاسرائيلي.

وتشير أرقام نادي الاسير الفلسطيني الى وجود ‬100 حالة مرضية مصابة بأمراض مزمنة بين الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، وهم بحاجة الى رعاية خاصة.

ويقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدروة فارس، إن جهوداً كبيرة تبذل لمساعدة الاسرى المرضى الذين يعيشون في ظروف صعبة داخل السجون الاسرائيلية.

ويضيف لـ«رويترز»، «منذ خمسة اشهر ونحن نحاول الإفراج عن الاسير محمد التاج الذي يعاني فشلاً رئوياً، الا اننا لم نتمكن من ذلك لغاية الآن»، والتاج معتقل منذ عام ‬2003، وصادر ضده حكم بالسجن ‬16 عاماً.

ويشير إلى أن «يوم الاحد (أول من أمس)، كانت هناك جلسة للنظر في قضية الإفراج عن الاسير التاج لأسباب صحية إلا ان الشاباك (جهاز المخابرات الاسرائيلي) وكعادته يماطل في اعطاء توصية للإفراج عنه في محاولة منه لإضاعة الوقت».

 

تويتر