تحت شعار «أطفال سورية أطفالنا.. معاناتهم معاناتنا»

فلسطينيو الــ ‬48 يغيثون اللاجئين السوريين في الأردن

أطفال فلسطين أبوا إلا أن يشاركوا في إغاثة إخوانهم السوريين. الإمارات اليوم

أعادت أزمة اللاجئين السوريين وتشريدهم من وطنهم إلى دول الجوار، إلى ذاكرة الفلسطينيين مشاهد نكبة الـ‬1948 حيث التهجير واللجوء، والبحث عن مأوى، وهذا ما دفع سكان قرى الجليل والمثلث في الداخل الفلسطيني المحتل لإطلاق حملة إغاثة وتبرع ودعم للمواطنين السوريين الذين فروا إلى الأردن.

وانطلقت هذه الحملة من بلدة «باقة الغربية» في المثلث الفلسطيني المحتل بعنوان «أطفال سورية أطفالنا.. معاناتهم معاناتنا»، ولاقت إقبالاً منقطع النظير من قبل جميع السكان الذين قدموا تبرعات مالية سخية تضامناً مع أشقائهم السوريين الذين يتعرضون للمشاهد نفسها، والتي ذاقوا ويلاتها قبل ‬65 عاماً.

وكانت أولى شاحنات الإغاثة من فلسطينيي الداخل المحتل قد وصلت إلى اللاجئين السوريين في الأردن برفقة ‬20 فلسطينياً من المشرفين على الحملة، لتعزيز صمودهم، ورسم البسمة على شفاه الأطفال الذين شردوا من وطنهم.

ويقول الناطق الرسمي باسم حملة الإغاثة الشيخ خيري إسكندر، من بلدة باقة الغربية لـ«الإمارات اليوم»، إن فكرة تنظيم حملات لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن تولدت مع تواصل المجازر في سورية، واتساع مشهد اللجوء، خصوصاً الأوضاع المأساوية في مخيم الزعتري الذي يضم عدداً كبيراً من لاجئي سورية، وأرسلنا وفداً من الشباب الفلسطيني إلى المخيم والمناطق التي يوجد بها لاجئون سوريون في الأردن للاطلاع على معاناتهم.

ويضيف أنه «بعد هذه الزيارة تكشفت لنا صورة قاتمة عن حجم معاناة اللاجئين السوريين، وعلى الفور قررنا إطلاق حملة إغاثة كبيرة طالت المدارس والمساجد وكل بيت في بلدة باقة الغربية، حتى النساء تبرعن بالذهب، والأطفال قدموا ما في حصالاتهم، وكتبوا رسائل تضامن لأطفال سورية اللاجئين».

ويوضح أن حجم الأموال التي جمعت من سكان باقة الغربية بلغت آلاف الدولارات، وهذا ما مكنهم من توفير المساعدات الغذائية والإغاثية، وكل ما يحتاج إليه اللاجئون في الأردن.

وتمكن ‬20 فلسطينياً من شباب باقة الغربية والمشرفين على الحملة من السفر إلى الأردن، وقاموا بتسليم المساعدات بأيديهم للاجئين السوريين، للتأكيد على تضامنهم ومشاعرهم معهم، حيث تمكنوا من توزيع المساعدات على ‬1500 عائلة سورية لاجئة.

ويقول اسكندر، «على الرغم مما نتعرض له من اعتداءات في الداخل المحتل، إلا أن أوضاع الشعب السوري غاية في القسوة، وهذا ما دفعنا لمساعدتهم والوقوف إلى جانبهم فهي رابطة الدم والأخوة، فهذا شعب مسلم عربي ومن الواجب علينا أن نتألم لألمه وأن نقف بجانبه، إضافة إلى أن الشعب السوري طالما وقف بجانب الفلسطينيين في محنتهم، وساندهم ودعمهم».

ويضيف «حتى هذه اللحظة مازال سكان باقة الغربية يتوافدون على القائمين على حملة الإغاثة، ويقدمون الأموال والمساعدات، ونحن سنقوم بإرسالها إلى اللاجئين»

ويشير إلى أن القائمين على الحملة هم من سكان بلدة باقة الغربية، حيث شملت الحملة كل الحركات والأحزاب في البلدة، وكل إنسان قدم كل ما يستطيع تقديمه لإغاثة أشقائه في سورية.

ويلفت إلى أن الجانب الأردني قدم للقائمين على الحملة مساعدة كبيرة في الوصول إلى اللاجئين السوريين وتوزيع المساعدات عليهم، إذ قامت هيئة الإغاثة الأردنية بدور كبير تجاه ذلك.

وحول أوضاع اللاجئين السوريين في الأردن، يقول الشاب مؤيد أبومخ أحد الذين شاركوا في توزيع الإغاثة على اللاجئين السوريين، إنهم يعيشون أوضاعا غاية في المأساة، والحزن لا يفارق وجوههم.

ويضيف لـ«الإمارات اليوم»، أن «جزءا كبيرا من اللاجئين السوريين في الأردن يعانون الإصابات التي تعرضوا لها في سورية، فقد دخلنا أحد المنازل التي تؤوي عائلات لاجئة يوجد بينهم طفل وطفلة أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجة الإصابات التي تعرضوا لها، وأحد المنازل يوجد به ‬22 طفلاً، ونساء فقدن أزواجهن إما شهداء وإما مفقودون».

ويقول «وسط الألم والمأساة التي يتعرضون لها، فرحوا كثيراً بقدومنا إليهم، وما قدمناه لهم من مساعدة، بل ما زاد سعادتهم أن الشعب الفلسطيني المحاصر والمحتل والمظلوم هو من يقدم المساعدة للاجئين السوريين».

تويتر