بعد انتشار السرقات والسطو المسلح

عودة اللجان الشعبية لحماية المصريين

لجان الحماية الشعبية عادت في المحافظات الملتهبة. رويترز

عادت اللجان الشعبية، التي تواكب ظهورها مع اندلاع ثورة ‬25 يناير، إلى الميادين والشوارع الرئيسة في المحافظات الملتهبة بمصر مرة أخرى، وبدأت مجموعات شبابية بتنظيم مجموعات لحماية المحال التجارية والمنازل، من خلال لجان شعبية لا تنتمي للون سياسي معين، وتتصدى لمن يقول عنهم أفرادها، إنهم «أغراب وبلطجية».

وفي لقاء لـ«الإمارات اليوم»، مع عدد من ممثلي هذه اللجان، قال المهندس حسن درويش، من حي بولاق الشعبي بمحافظة الجيزة، إن الحي الشعبي الملاصق لحي المهندسين الراقي، يستغله اللصوص والبلطجية في السطو على محال المهندسين وسرقة المواطنين بالقوة، موضحا أن أبناء الحي اكتشفوا وقوع شوارع بأكملها تحت سيطرة البلطجية، أثناء الليل، خصوصا مع اندلاع التظاهرات والاحتجاجات، مشيرا إلى أنه نجح في تشكيل عدد من اللجان، يزيد أفرادها على ‬15 شخص لكل لجنة، وتتواصل مع اللجان الأخرى عبر المحمول.

وأكد أن غياب الشرطة، وانشغالها بالتظاهرات شبه اليومية، وانتشار السلاح وهروب عدد كبير من السجناء، وضع عدد من المناطق الشعبية تحت السيطرة الليلية للبلطجية. وأضاف أن اللجان تصدت لخمس محاولات لسرقة محال تجارية الاثنين الماضي، خلال تظاهرات في ذكرى رحيل الرئيس السابق حسني مبارك.

وطمأنت عودة اللجان الشعبية الأهالي في القاهرة والإسكندرية، ومدن القناة (السويس وبورسعيد والاسماعلية)، حيث تم ضبط عدد كبير من اللصوص .

وقال رئيس إحدى اللجان بمدينة نصر محمد سليمان، إن جميع المحال الملاصقة لمنطقة الهجانة الشعبية تعرضت للسطو، خلال الأسابيع الماضية، ولم تفلح بلاغات أصحابها في إعادة المسروقات أو ضبط المتهمين، مؤكدا أنه لجأ إلى الأعضاء السابقين في اللجان الشعبية، وقام بإعادة تشكيلها.

وأضاف «نجحنا في تسليم متهمين لقسم شرطة مدينة نصر»، مؤكداً وجود تنسيق تام مع رجال المباحث «الذين يتبادلون معنا الحراسة». وكشف سليمان عن إعادة ‬40 جهاز كمبيوتر لصاحبها بعد نصف ساعة من السطو على محله، حيث ترك اللصوص السيارة المسروقة وهربوا بعد حصارهم، واعتبر سليمان أن اللجان الشعبية وعلى الرغم من تسلحها بالعصي والقطع الحديدية، ستنجح في القضاء على البلطجة، لأنها تتلقى دعما مكثفا من الشعب.

واستلهاما لروح ثورة ‬25 يناير، بدأت بعض اللجان في تنظيف الشوارع، وطلاء الجدران، وتنظيم وحراسة التظاهرات.

وقال رئيس اللجنة الشعبية في مصر الجديدة الدكتور سعد المنشاوي، إنه نجح مع عدد من المتطوعين في جمع القمامة وإضاءة أعمدة الإنارة، وإطلاق مبادرة «كن إيجابي»، التي تدفع الناس لحماية أملاكها وتنظيف أماكنها، مشددا على أن وجودهم الليلي عبر مسيرات بالسيارات، نجح في حماية مناطقهم من سطو اللصوص.

وكشف المنشاوي، عن نجاح اللجان الشعبية في ضبط أحد تجار المخدرات، الذي دون اسمه وتليفونه على سيارته للدعاية لأصناف من المخدرات، التي يقوم ببيعها.

وقال «تواصلنا في ما بيننا وأغلقنا الشارع على سيارته، وأبلغنا الأمن الذي قام بضبطه متلبسا بترويج الحشيش.

من جهته، قال المقدم في مباحث القاهرة هاني عبدالرشيد، إن الشرطة المصرية تعمل الآن بأقل من نصف كفاءتها قبل الثورة، وإن العمل الشعبي المنظم، بالتنسيق مع الأمن، هو المخرج الوحيد لإنقاذ البلاد من انتشار اللصوص والبلطجية. وأضاف «لقد اكتشفنا أن معظم من تم ضبطهم في ‬2012 ليسوا مسجلين ضمن سجلات المباحث كمجرمين».

وأكد أن هناك أعداداً من الشباب العاطل عن العمل انضموا إلى المجرمين، مستغلين انشغال الشرطة بمتابعة التظاهرات، وتأمين المنشات الحيوية، واعتبر أن تسليح الشرطة والسماح باستخدام السلاح في مواجهة السرقات بالإكراه والسطو المسلح مع بعض الضوابط، ضرورة لحفظ الأمن.

تويتر