مسؤولون فلسطينيون طالبوا بلير بحزم حقائبه والرحيل

«الرباعية» أصبحت عديمة النفع بعد فشلها في التسوية

بلير زار المنطقة ‬90 مرة ولم يحقق شيئاً يذكر. غيتي

يقول المسؤولون الفلسطينيون إنه يتعين على ممثل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، توني بلير، أن يحزم حقائبه ويعود إلى وطنه، على ألا يأخذ المسألة على أنها شخصية، ويقولون أيضا إن عمله والهيئة التي يمثلها عديما النفع بصورة مطلقة.

وأصبح بلير ممثلاً للرباعية، وهي مشكلة من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وروسيا، بعد بضعة أسابيع من مغادرته داونينغ ستريت. وفي الأسبوع الماضي زار المنطقة للمرة الـ‬90، كما قال، منذ تعيينه في يونيـو عام ‬2007.

وهو يمضي أسبوعاً كل شهر بمقره في القدس، أو يسافر الى مختلف دول العالم نيابة عن «الرباعية» التي تمول مكتبه، كما تشرف على تفاصيل أمنه على مدار الساعة الشرطة البريطانية، بيد انه لا يتلقى راتباً مباشراً.

وبعد أربع سنوات من استئجار ‬15 غرفة في «فندق المستعمرة الأميركية» من أجل طاقمه الذي يعمل بدوام كامل، قام بلير باستئجار منزل آخر عام ‬2011 في منطقة الشيخ جراح في القدس الشرقية من أجل مكتبه الجديد. ولكن كبار المسؤولين الفلسطينيين والمحللين أخبروا صحيفة «الإندبندنت» بأن هذه الخطوة لم تكن ضرورية، إذ إن إقامته المؤقتة في المنطقة يجب إلغاؤها. وقال محمد اشتية احد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس «لطالما كانت الرباعية عديمة الفائدة بالمطلق».

وأشار إلى أن حاجتها المتواصلة إلى الوصول لإجماع داخلي بين الأطراف المتحاربة فيها، جعلتها عديمة الفاعلية، وأضاف اشتيه بعد ان أنهى لقاء مع بلير «لطالما كانت تصريحات الرباعية لا تعني شيئاً لأنها كانت دائماً مفعمة بالضبابية البناءة كما يقولون، الأمر الذي جعلنا نراوح مكاننا بلا جدوى»، وقال «نحن بحاجة الى وسيط مستعد للتحرك بجدية، ومستعد لأن يقول للطرف الذي يدمر عملية السلام، أنت المسؤول عن ذلك». واشتية ليس وحده الذي يحمل هذا الرأي.

وفي فبراير الماضي أعلن «مركز صابان» لسياسة الشرق الأوسط التابع لمؤسسة «بروكنغز»، عن موت الرباعية في تقرير بعنوان «الرباعية في الشرق الأوسط: ما بعد الموت». وقال التقرير «ليس لدى الرباعية أي شيء تظهره لنا خلال انخراطها في عملية السلام لمدة عقد من الزمن، وبات الفلسطينيون والإسرائيليون أكثر بعداً من ذي قبل في التوصل الى حل».

وأضاف أنه «خلال الحالات القليلة التي تم فيها اجراء مفاوضات بين الطرفين، كان دور الرباعية ثانوياً في ذلك، وبالنظر الى انها امضت الأعوام الثلاثة الأخيرة في حالة شبه شلل، وبعد فشلها في ثني الفلسطينيين عن المطالبة بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة والاعتراف في سبتمبر ‬2011، وصلت الرباعية الى النهاية».

وأوضح التقرير أن الآلية الحالية «باتت قديمة جداً وعفا عليها الزمن، ولا يمكن اصلاحها. وبدلاً من محاولة تنشيط الرباعية بلا جدوى، يجب على اعضائها ان يسمحوا بوجود آلية التحرك الجدي». ومن النادر أن يسافر بلير الى غزة، بدواعي الأسباب الأمنية. ويذكر موقع «الرباعية» العديد من الإنجازات في الضفة الغربية، بما فيها إزالة نقاط التفتيش التابعة للجيش الإسرائيلي، وتحديث العديد من المرافق من اجل التصدير. وأبلغ المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون صحيفة «الإندبندنت» بأن «الرباعية» تنسب لنفسها ما يفعله الآخرون.

وقال نائب رئيس جامعة بير زيت الوزير السابق في السلطة الفلسطينية، غسان الخطيب «أعتقد بصورة عامة أن الفلسطينيين يشعرون بالإحباط نتيجة اداء الرباعية، ولا استطيع التفكير في أي شيء جدي نجحت الرباعية في تقديم المساعدة لنا من خلاله»، وأضاف «أحيانا يتكلم بلير بشأن ازالة نقاط التفتيش، لكني اعتقد ان اسرائيل كانت تريد ازالة نقاط التفتيش هذه من دون مساعدة الرباعية».

واشار الخطيب الى ان اعلان «الرباعية» عن مساعدة الاقتصاد الفلسطيني كانت «جوفاء تماماً» مثل انجازاتها السياسية، لكنه اكد أن موقفه ليس شخصياً من بلير، وقال إن «المسالة ليست شخصية لتوني بلير، لكن الرباعية نفسها هي التي فشلت في تقديم اي شيء».

ولم يرد مكتب بلير في القدس عندما طلبت منه الصحيفة التعليق.

 

تويتر