‬10 من الأسرة بينهم أطفال ونساء قتلتهم الطائرات الإسرائيلية

عائلة الدلو.. جمعتـهم مائدة الغداء وفرّقتهم صواريخ الأعداء

جثامين عائلة الدلو في مستشفى الشفاء بغزة. الإمارات اليوم

 

حين انخفضت الصواريخ الإسرائيلية إلى أدنى مستوى لها يوم الأحد الماضي ‬18 نوفمبر ‬2012، حصدت معها أرواح عائلة كاملة وهي مجتمعة على طاولة الطعام لتناول الغداء، فخلال حربها المفتوحة وغير المتكافئة على سكان قطاع غزة، مارست إسرائيل أسلوب الموت بـ«الجملة»، وأبادت عائلة الدلو المكونة من ‬10 أفراد، جميعهم من النساء والأطفال، لتلحق الطفلة سارة وأشقاؤها إبراهيم ويوسف وجمال الذين لا تتجاوز أعمارهم سن الثالثة بوالدتهم سماح، إلى جانب جدتهم وزوجة وأبناء عمهم، فيما اصطفت إلى جانبهم جثامين سيدتين ورجلين من عائلة المزنر التي يلاصق منزلهم بيت عائلة الدلو التي استهدفته الطائرات الإسرائيلية بصاروخين.

داخل ثلاجة الأموات في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، كانت تفوح رائحة الموت، الأطفال الأشقاء الأربعة اجتمعوا للمرة الأولى على سرير واحد، مضرجين بدمائهم، وقد قتلت أحلامهم وانتهكت براءتهم، لتدحض إسرائيل بصواريخها الأكذوبة التي مارستها مراراً بأن حربها ضد ما تسميهم الإرهابيين وليس المدنيين.

ناصر صلوحة (‬16 عاماً) هو الناجي الوحيد من المجزرة التي طالت عائلة الدلو، وهو شقيق الشهيدة سماح وخال الأطفال الأربعة، كان قد لجأ إلى منزل شقيقته ليحتمي به من حمم صواريخ الاحتلال، لكنه لم يعلم أنه سيكون الشاهد الوحيد على أبشع جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق الأطفال والنساء في غزة.

يقول ناصر لـ«الإمارات اليوم» واصفاً ما حدث، وهو يرقد داخل مستشفى الشفاء بغزة لتقي العلاج، إثر الإصابة التي تعرض لها «كنت جالساً أنا وشقيقتي وأبناؤها في منزلها لتناول طعام الغداء، وفي الطابق الثاني توجد عائلة شقيق زوجها ووالدته، وفجأة سقط صاروخ على المنزل، ولم أجد نفسي إلا داخل حفرة وقد غطاني الركام والرمال».

ويضيف «حاولت أنفض كل هذا عن جسدي، وبعد محاولات عدة للخروج من الحفرة تمكنت من ذلك، لكن لم استطع التحرك، حتى نقلتني طواقم الإسعاف والطوارئ، ولحظتها لم يكن يعلم أحد أن هناك أطفالاً ونساءً تحت الركام، فأخبرتهم بذلك، ومن بعدها نقلت إلى المستشفى، وبعدها لم أر شقيقتي وأبناءها، لتكون آخر مرة شاهدتهم فيها ونحن نتناول طعام الغداء».

أما المواطن أحمد الغرباوي، وهو أحد شهود العيان على جريمة الإبادة الجماعية، فيصف المشاق التي واجهت طواقم الإسعاف والدفاع المدني وهم ينتشلون جثث الـ‬10 شهداء من عائلة الدلو، إذ تمكنوا بعد ثلاث ساعات متواصلة من انتشالهم من تحت الأنقاض التي هبطت تحت الأرض، وكانت جميع الجثث متهتكة ومقطعة.

حاولنا الحديث مع أحد أفراد عائلة الدلو، لكن الفجيعة التي ألمت بهم، والتي سترافقهم سنوات عديدة، منعتهم من الحديث، أو حتى الوجود في مستشفى الشفاء حتى لا يشاهدوا جثث الشهداء وهي مقطعة ومتهتكة.

من جهة أخرى، يقول وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة مفيد المخللاتي، لـ«الإمارات اليوم»، وهو يتفقد الضحايا من عائلة الدلو، إن «إسرائيل تقتل النساء والأطفال والعالم يقف متفرجاً أمام هذه الجرائم، فهذه الجريمة تكشف أكذوبة إسرائيل بأنها تقاتل ما تسميهم الإرهابيين، لكنها في الحقيقة تقتل وتبيد الأطفال والنساء، وتمارس إبادة جماعية بحقهم، فما لهؤلاء الأطفال الذين تُقتل أحلامهم وإنسانيتهم ذنب إلا أنهم فلسطينون وأبناء شعب ينادي بحقه المسلوب».

ويضيف أن «هذه الجريمة تثبت أننا نرضخ تحت احتلال لا مثيل له، والإنسانية بريئة منه ومن أفعاله، فدماء الأطفال والنساء ستكون لعنة على اليهود الذين سيتخدمون التكنولوجيا لحرق وقتل شعب أعزل».

تويتر