دعا إلى تغيير شامل في «المزلقانات» بعد مقتل ‬51 طفلاً بحادث أسيوط

خبير: سكك حديد مصر تعتمد على «الحطب» لتأمين مرور القطارات

أهالي أطفال أصيبوا في الحادث يحيطون بهم في المستشفى. الإمارات اليوم

كشف المهندس والخبير بسكك حديد الوجه القبلي، رمضان عبدو، عن تهالك «مزلقانات» السكك الحديدية في جميع مدن وقرى مصر، وقال لـ«الإمارات اليوم» إن «حادث دهس قطار للحافلة الذي ادى لمصرع ‬51 طفلاً أول من امس بقرية المندرة بمحافظة اسيوط، سوف يتكرر إذا لم تحدث الدولة سريعاً (المزلقانات) في صعيد وريف مصر». وقال عبدو إن «الهيئة مازالت تعتمد على (الحطب) في منع السيارات والمارة من العبور اثناء تحرك القطارات»، مشيراً الى «رصد الهيئة حالات تمرد عند المواطنين المصريين بجميع محطات القطارات بسكك حديد مصر، حيث يقوم المارة برفع قطعة الحطب للمرور، اعتقاداً بأن القطار مازال امامه وقت طويل للوصول»، وأضاف «معظم حوادث القطارات كان سببها اصرار الناس على عدم احترام ادارة المحطة وكسر التعليمات والإجراءات»، وطالب عبدو بـ«(ميكنة المزلقانات) وربطها الكترونياً بالمحطات الرئيسة مع وقف تشغيل العمال الذين لا يجيدون القراءة والكتابة بها»، موضحاً أن «نظام التشغيل لخفر المزلقانات يتضمن عمل الخفير بمفرده لمدة ‬24 ساعة وراحة يومين، ما يعرضه لنوبات من النوم وإرهاق، أو يقوم بتناول الطعام»، وحمل عبدو، وزير النقل ورئيس الهيئة مسؤولية قتل الاطفال، وقال «يجب محاكمتهما جنائياً لأنهما رفضا مقترحات خبراء بالهيئة بإعادة توزيع العمالة الزائدة التي تتكدس بها المكاتب على المزلقانات حتى يكون هناك عاملان اوثلاثة في كل مزلقان ولا يعملون لأكثر من ست ساعات».

وقال عبدو إن «الهيئة لا تلتزم بالمعايير الطبية الصارمة لعامل المزلقان، التي تشترط عدم اصابته بأي من الامراض التي تغيبه عن المكان او تصيبه بالارهاق وغياب الوعي كمرضى السكر»، وتابع، «الاهمال بالهيئة، يلازمه استهتار المواطن الذي يقوم بكسر نوافذ القطارات وتمزيق مقاعدها وضرب الموظفين، والاصرار على كسر جميع تعليمات الهيئة في ظل غياب الأمن بمحطات السكك الحديدية»، وقال عبدو إن «السائق الذي عبر بحافلة الاطفال قام برفع حواجز المزلقان بنفسه قبل ظهور القطار، ثم عاد ليتحرك بالحافلة، ظناً أنه سيعبر بهم قبل وصول القطار فوقعت الكارثة التي هزت مصر».

وكان القطار رقم «‬165» المتجه من أسيوط إلى القاهرة اصطدم بالجافلة رقم «‬2032» تابعة لمعهد «النور الأزهري»، أثناء مروره بمزلقان المندرة بمدينة منفلوط، الأمر الذي أدى إلى مصرع ‬51 طفلاً تراوح أعمارهم ما بين الخامسة والسادسة وإصابة ‬17 آخرين. وذلك في صباح اول من امس، وقدم وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية استقالتيهما وأحالهما رئيس الجمهورية الى النائب العام، الذي بدأ التحقيقات مع وزير النقل المستقيل الدكتور محمد رشاد المتيني، والمهندس مصطفى قناوي رئيس هيئة السكك الحديدية، وقرر منعهما من السفر.

من جهته، قال العضو السابق بالمجالس المحلية، محمود شوبك، لـ«الإمارات اليوم»: إنه «تقدم وعدد من ابناء المندرة بعدد من البلاغات لقيادات السكك الحديدية بمدينة منفلوط، تضمنت ادلة حول عمل خفير المزلقان بوظيفة ثانية اثناء النهار، ثم العمل بالمزلقان ليلاً، وهو ما يجعله عرضة للنوم في كثير من الأحيان»، وقال شوبك إن «المسؤولين اعترفوا بعجزهم عن استبداله وعدم قدرتهم على المجيء ببديل له»، وقال شوبك إن «المسؤولية مشتركة بين الخفير والسائق الذي غامر بأرواح ‬51 طفلاً ، مشككاً في روايات المسؤولين التي تبرئ الخفير»،

وكانت مصر قد اعلنت الحداد عقب كارثة الحافلة المدرسية وقال الرئيس مرسي إنه يتابع اولا بأول تفاصيل احالة المسؤولين للتحقيق، كما قام رئيس الوزراء هشام قنديل بزيارة محافظة اسيوط، اضافة الى زيارات لعدد من ممثلي القوى السياسية والشبابية. وبرزت مطالبات إعلامية بإقالة رئيس الوزراء ومحاسبته جنائياً، وإقالة رئيس الجمهورية، وقال الكاتب الصحافي عبدالحليم قنديل، ان محاولة تبرئة محمد مرسي من دم الأطفال، تشبه محاولة تبرئة الفريق احمد شفيق، من دماء الشهداء في موقعة الجمل، عندما كان رئيساً للوزراء. وفي محاولة لتسييس الحادثة نشرت وسائل إعلامية عدة، أن حافلة الاطفال تتبع مدارس حراء الخاصة التي تمكلها ابنة المرشد الراحل لجماعة الإخوان المسلمين مصطفى مشهور، التي قامت بنفي هذه الأخبار، واتضح أن الحافلة تتبع احد المعاهد الأزهرية بمدينة منفلوط.

تويتر