التطرف يهدد باكستان.. وبوش وبلير بلا محاكمة

بن لادن «حـيّ» رغم مرور 11 عاماً على أحداث سبتمبر

أحداث سبتمبر غيرت ولاتزال تؤثر في العالم. أ.ب

بعد مرور 11 عاما على حادثة 11 سبتمر، وازهاق آلاف الارواح وضياع تريليونات من الدولارات، لاتزال نتائج تلك الكارثة ماثلة امام أعيننا. وعلى الرغم من موت اسامة بن لادن المخطط لهذه الحادثة ، الا ان ايديولوجيته السيئة، تواصل خداع الشبان المسلمين في شتى بقاع الارض.

ولا يمكن لزعيم «القاعدة» أن يرى أنه قد عمل على تغيير العالم نحو الأسوأ. وهنا في باكستان نناضل من أجل احتواء المد المتطرف الذي يهدد وجودنا، كما ان العالم الغربي اصبح مكانا مختلفا تماما. ووصل القلق الامني الى مستويات جنونية، حيث ان الحرية التي كنا نعيشها بصورة يومية وهي من المسلمات بالنسبة لنا اصبحت في وضع خطر.

وبغض النظر عن التكاليف من الدماء والمال، فإن كارثة سبتمبر وما تلاها من حرب على الارهاب جعلت مفهوم الحرب الاستباقية، المزعزع للاستقرار، مقبولا. وتم اضعاف القانون الدولي نتيجة الحرب على العراق وليبيا. وبينما أقوم بكتابة هذه الاسطر اسمع تزايد الدعوات المنادية الى الحرب ضد سورية وايران.

وفي افغانستان، وبعد 11 سبتمبر ثمة اجماع انعكس في قرار لمجلس الامن الدولي يدعو «طالبان» الى تسليم ابن لادن الى الولايات المتحدة. ولكن عندما رفض الملا عمر هذا الطلب نجم عن ذلك زيادة في بؤس الشعب الافغاني، على الرغم مما يعيشه من مآسٍ.

ولكن لم يكن هناك اجماع دولي داخل او خارج الامم المتحدة بشأن غزو العراق. وأدت هذه الحرب التي شنها المحافظون الجدد في واشنطن الى اضعاف صدقية الرئيس الاميركي جورج بوش، ورئيس الحكومة البريطاني توني بلير. وتجلت حقيقة ان صدام حسين لا يملك اسلحة دمار شامل، وبالتأكيد لم يكن له علاقة مع تنظيم القاعدة، الامر الذي أوضح بما لا يرقى للشك أنه لم يكن هناك أي مبرر قانوني او اخلاقي لهذه الحرب.

وعلى الرغم من انعدام أي سند قانوني لما فعلاه، إلا ان بوش وبلير يظلان يتمتعان الآن بتقاعدهما بسلام، بل ان بلير يجمع اموالا خيالية جراء عمله سمساراً في عدد من الصفقات الضخمة. ولكنه تلقى أخيرا اهانة من اسقف جنوب افريقيا دزموند توتو، الذي رفض الظهور في المكان الذي تواجد فيه بلير في جنوب افريقيا.

ولطالما اعتبر توتو « ضمير افريقيا».

وذكر في مقالة له في صحيفة «الابزيرفر» السبب الذي جعله يقوم بهذا التصرف: «كيف نؤيد ارسال روبرت موغابي الى محكمة الجزاء الدولية، في حين ان بلير يصبح متحدثا في المناسبات الدولية، ويتم قتل ابن لادن، وغزو العراق. استنادا الى الحق تجب محاكمة الذين انزلوا الآلام والمصائب في الآخرين تماما كما حدث لزعماء آخرين في آسيا وافريقيا».

وقلة من الأصوات توجه الانتقاد ضد أمثال بوش وبلير. وهناك البريطاني جورج مونبيوت الذي دعا في مقالة بصحيفة الغارديان الى محاكمة بلير، حيث ذكر ان ميثاق الامم المتحدة يسمح بالحرب دفاعاً عن النفس فحسب، لكن يمكن محاسبة بلير لانه جر بريطانيا الى حرب غير شرعية. واسس مونبيوت صندوقا يتم من خلاله الدفع للمواطنين كي يعتقلوا بلير. ولكن من غير المتوقع ان تتم محاكمة بلير على جريمة ضد الانسانية.

وعندما نتر ك امثال بلير وبوش دون محاكمة فإننا نوضح تماما ان الحروب غير الشرعية ستمر دون محاسبة، الامر الذي سيشجع على استخدام القوة من جانب اي طرف. ونحن نستطيع ان نرى نتائج التساهل مع الدول التي ترسل قوتها للتدخل في شؤون الدول الثانية.

والآن وعندما تهدد اسرائيل بالهجوم على ايران، فإن قلة من المراقبين يشيرون الى ان مثل هذا الهجوم يعتبر غير شرعي بموجب القانون الدولي. لكن اسرائيل نادرا ما اكترثت بالقانون الدولي. ويظل الخطر الحقيقي المحدق في المنطقة انها يمكن ان تنحدر مرة ثانية نحو صراع مسلح.

كاتب باكستاني

عرفان حسين

تويتر