تكهّنات بموت رجل المخابرات المصري بانفجار دمشق أو بقتله على يد الأميركيين ولمصلحة «الإخوان»
عمر سليمان.. غموض في الحياة والموت
مصلّون أثناء دخول جثمان سليمان إلى المسجد للصلاة عليه. الإمارات اليوم
خيّم الغموض على وفاة رئيس المخابرات النائب لرئيس مصر السابق، اللواء عمر سليمان، وتناقل المصريون روايات عن الأسباب المختلفة والمتناقضة لوفاة الرجل، وبينما صدق البعض رواية الوفاة مرضاً في اميركا، الا انهم اتهموا أجهزة أمنية بالتخلص من الرجل، وشكك آخرون في الرواية، مؤكدين أن سليمان قتل في دمشق مع قادة خلية الازمة السوريين، كما حمل بعض من أنصار سليمان «الاخوان المسلمين» مسؤولية وفاته. وكما كانت حياة الرجل غامضة، جاءت وفاته اكثر غموضاً، وانقسم المصريون على كل شيء في عمر سليمان، حتى في حقه في الصلاة عليه.
وشدد الناشط السابق في حملة سليمان الرئاسية، صمويل العشاي، على أن مصر فقدت رمز وطنيتها وقوتها، وقال العشاي لـ«الإمارات اليوم»: «ان جنازة الراحل التي جمعت الشعب المصري، والدموع التي سكبها الشباب تؤكد ان الرجل كان اختيارا وطنيا وشعبيا»، مشيراً الى ان سليمان كان ضحية الضغط النفسي الذي عاناه، بعد هجوم عناصر الاخوان المسلمين عليه، ومحاولة تشويه سجله النضالي الحافل بحب مصر.
وقال عشاي: «ان الهتافات ضد الاخوان والمرشد والرئيس محمد مرسي، كانت تعبيراً عن رفض هذا التيار الذي يحاول تجريف تاريخ مصر لمصلحة الرجوع للخلف».
وكانت جنازة سليمان التي انطلقت من مسجد آل رشدان بمدينة نصر، قد شهدت هتافات الالاف من انصار سليمان ضد الرئيس محمد مرسي، كما هتف الجموع ايضا (يسقط يسقط حكم المرشد)، ورفع الحاضرون الاحذية على صور الرئيس والمرشد، في مشهد احتجاجي لافت كما توافدت مئات الحافلات العسكرية التي اقلت جنوداً بملابس عسكرية ومدنية، وتحولت ساحة المسجد والشوارع المحيطة به الى ثكنات عسكرية، حيث وقف الالاف من الجنود، الذين اغلقوا الشوارع المحيطة، كما جابت سيارات مسلحة المكان، وعند وصول الجثمان للمسجد استقبله انصاره بالهتافات التي سرعان ما تحولت الى هتافات معادية للاخوان.
وقال الناشط بحركة «آسفين يا رئيس»، منتصر حسيب: «ان سليمان قتل بأيدي المخابرات الاميركية التي ارادت التخلص من الرجل القادر على هزيمة الاخوان المسلمين»، مشيرا الى ان الادارة الأميركية قررت أن تحكم العالم العربي عبر جماعة الاخوان، وستقوم بإبعاد كل من يقف في طريق خططهم، مؤكداً «أنهم ازاحوا شفيق من الرئاسة لمصلحة محمد مرسي، وانهم قتلوا سليمان للسبب نفسه ولما يملكه الرجل من اسرار رهيبة»
وقال حسيب: «ان حركته كانت عازمة على طرد الرئيس محمد مرسي، حال مشاركته في الجنازة، وانهم اكتفوا بالهتاف ضد ممثل كبير الياوران، لانه رجل عسكري». وقال حسيب لـ«الامارات اليوم»: «ان سليمان كان استمراراً لمسيرة الوطنية المصرية، التي لا يجب تشويهها بحضور ممثل مرشد الاخوان المسلمين في القصر الجمهوري».
وكان انصار سليمان قد اعترضوا على حضور ممثل مرسي لسرادق العزاء الذي اقيم امام المنصة بشارع النصر بمدينة نصر، وهتفوا في وجهه، رافضين وجود اي ممثل لرئيس الاخوان، على حد قولهم.
من جهته، اكد المحامي بحركة كاذبون، علي وهدان، ان «سليمان قتل بالفعل مع أعضاء خلية الازمة في دمشق على ايدي ابطال الجيش الحر».
وقال وهدان: «ان سليمان لم يكن رجل مخابرات مصرية فقط، ولكنه كان احد قادة جهاز استخباري عالمي يجمع بين اميركيين واسرائيليين ومصريين وعرب»، مشيراً الى مقتل مدير العمليات الخارجية في الشاباك بن شامير في اليوم نفسه، والذي زعمت اسرائيل انه مات في النمسا، وقال وهدان: «ان هناك خمس روايات لأسباب وفاة سليمان، منها جراحة بالقلب وقسطرة بالقلب، وتلقي علاج من مرض بالدم، ومرض غريب اصاب القلب والكلى، ولكن على الرغم من ذلك التضارب لم يتم تشريح جثته، ما يؤكد انه مات مقتولاً».
واعتبر وهدان، ان انصار سليمان اصابهم الجنون، وشعروا بالهزيمة الحقيقية بموت سليمان، لانهم كانوا يعتقدون انه رجل اميركا الذي ستفرضه واشنطن على المصريين.
وكانت جنازة سليمان قد شهدت حالات بكاء هستيري من شباب وفتيات يحملون صور سليمان ويحتضنونها، كما تدافع والقى عدد من الشباب بأجسادهم على نعش الفقيد.
واعتبر سلفيون أن سليمان خارج عن الدين ولا تجوز الصلاة على جثمانه، وقال بيان للجبهة السلفية ان الرجل كان حرباً على الاسلام والمسلمين، ولاتجوز الصلاة عليه، بينما اعتبر الازهر، ان هؤلاء لا يعرفون صحيح الدين الذي يعتبر كل من نطق بالشهادتين مسلم تجوز عليه الصلاة، والرجل كان مسلماً يؤدي جميع الفرائض. يذكر أن مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة هو الذي أمّ المصلين على جثمان سليمان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news