«حماس» قررت انطلاقه في 17 أبريل.. و«فتح» لم تقرر

الانقسام الفلسطيني يهدّد بإفشال إضراب الأسرى

مخاوف من تأثير خلافات الفصائل في التضامن الشعبي مع الحركة الأسيرة. أ.ف.ب

يلقي الانقسام الفلسطيني بين حركتي «فتح» والمقاومة الإسلامية (حماس) بظلاله على الحركة الأسيرة في السجون التي أعلنت توجهها نحو إعلان الاضراب المفتوح عن الطعام التي اختارت «حماس» ان يبدأ في 17 أبريل الجاري، لكن «فتح» لم تقرر بعد.

ويقول رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس، إن الانقسام يلقي بظلاله على الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، «حماس والجهاد والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين سيبدأون الاضراب يوم 17 الشهر الجاري فيما لم يحدد اسرى حركة فتح بعد موعد بدأ اضرابهم المفتوح عن الطعام»

وسيطرت «حماس» على قطاع غزة عام 2007 بعد ايام من الاقتتال الداخلي مع قوات حركة «فتح» ولم تنجح جهود الوساطة العربية التي بدأتها مصر وشاركت فيها قطر في إنهاء الانقسام الفلسطيني على الرغم من التوقيع على اكثر من اتفاق لإنهائه، وكل طرف يلقي باللوم على الآخر في فشل انهاء الانقسام.

ويؤكد قدورة «هناك من يريد ان يرى نتائج الحوار الجاري حالياً بين الاسرى وادارة مصلحة السجون قبل بدء الاضراب لأن الهدف منه تحقيق مطالب، واذا كان الحوار يحقق هذه المطالب فليكن».

ويضيف «توجهت الى الاخوة في حركة حماس من اجل الاتفاق على موعد موحد للاضراب واقترحت ان يكون في 10 مايو المقبل، بحيث تكون لجنة الحوار التي يشارك فيها ممثلون عن كل الفصائل بما فيها حماس قد انتهت من عملها، واذا تم التوصل لنتائج كان به، وإذاً لا يبدأ الاضراب بشكل جماعي حتى يكون التضامن معه بشكل أوسع، الا أنني لم اتلق جوابا حتى الآن».

ويقول القيادي في «حماس» صالح العاروري «تنطلق السجون بالإضراب المفتوح عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني (الذي يصادف يوم 17 أبريل)».

و17 أبريل هو اليوم الذي اطلق فيه سراح اول أسير فلسطيني في اول عملية تبادل بين الفلسطينيين واسرائيل عام .1974 ونقل الموقع الرسمي لكتائب عزالدين القسام الجناح المسلح لحركة «حماس» عن العاروري قوله «إنهم هناك خلف القضبان من أجلنا نحن ومن أجل حريتنا، وسنظل أسرى حتى يتحرروا وعلى كل واحد منا أياً كان موقعه أن يسهم في هذه المعركة التي هي عنوان كرامتنا أو مهانتنا، ونحن أمة لا تعرف الهوان».

وتشير آخر الاحصاءات الفلسطينية الى ان إسرائيل تحتجز في سجونها ما يقرب من 4700 اسير منهم خمسة أسيرات و217 طفلاً دون سن الـ18 موزعين على أكثر من 27 معتقلاً ومركز توقيف وتحقيق.

ويوضح قدورة ان الهدف من خطوة الاضراب تحقيق مجموعة من المطالب منها «إلغاء قرار حرمان أسرى قطاع غزة وكل الأسرى من الزيارة، والمستمر منذ سنوات طويلة وإلغاء سياسة العزل والعزل الانفرادي والتفتيش الليلي والاعتقال الإداري وتجديده ومنع الأسرى من لقاء المحامين والغرامات الباهظة، إضافة لإلغاء قرار منع الأسرى من التواصل مع العالم الخارجي ومشاهدة التلفاز والسماح لهم بالاتصال بذويهم وصولاً لكل حقوقهم الإنسانية في العلاج والتعليم الجامعي».

ويشير إلى أن هناك ما يقرب من 500 اسير فلسطيني من قطاع غزة لم يزرهم أهلوهم منذ خمس سنوات.

وأعاد الاسير الفلسطيني خضر عدنان استخدام سلاح الاضراب عن الطعام الذي يستخدمه الاسرى الفلسطينيون لتحسين ظروف اعتقالهم في السجون الاسرائيلية الى الواجهة، بعد خوضه إضراباً مطلع العام الجاري استمر 66 يوماً كاد يودي بحياته قبل ان يتم التوصل الى صفقة مع الجانب الاسرائيلي تقضي بعدم تجديد الاعتقال الاداري له والافراج عنه في 17 أبريل.

وتؤكد «مؤسسة الضمير» لرعاية الاسير وحقوق الإنسان «استمرار ثمانية أسرى في الاضراب المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال رفضاً لسياسة الاعتقال الاداري (عدد منهم دخل يومه الـ43 في اضرابه عن الطعام)».

وخاض أسرى «سجن نفحة» الصحرواي أقوى اضرابات الاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية عام 1980 الذي استمر 33 يوماً، وتوفي بسببه أسيران وتبعهم ثالث بعد أيام من انتهائه.

ويخشى قدورة الذي توقع دخول 1500 اسير من أصل 4700 في الاضراب عن الطعام يوم 17 الشهر الجاري، أن يؤثر عدم اتفاق الاسرى على الدخول بشكل جماعي في الاضراب في حركة التضامن الشعبية معهم.

ودعا وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع «الحركة الأسيرة الى التوحد وخوض الاضراب بشكل جماعي، لأن الانقسام سيؤثر سلبا في المقدرة على تحقيق المطالب، إضافة الى انعكاسه سلبيا على حركة التضامن الشعبي والدولي معهم».

ويقول «توجهت بنداء عاجل الى كل الاسرى في سجون الاحتلال من أجل الابتعاد عن الأجندات السياسية والتنظيمية والضغوط الخارجية، لأن خطورة الوضع في السجون تتطلب رؤية وبرنامجاً موحداً».

تويتر