المحررة الشلبي: تعرّضت للضرب منذ اللحظة الأولى لاعتقالي

المحررة الشلبي تتمتع بمعنويات عالية رغم ما تعرّضت له.الإمارات اليوم

«حرية وإبعاد» شعوران متناقضان عاشتهما الأسيرة الفلسطينية المحررة هناء الشلبي في لحظة واحدة، فبعد أن خاضت إضراباً مفتوحا عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي لمدة تزيد على 40 يوماً احتجاجاً على سياسة التعذيب والاعتقال الإداري، حققت انتصارا ونالت الحرية، لكن هذه الحرية مقيدة، فلن تعود هناء إلى بلدتها الأصلية جنين، ولن تنعم بحضن والديها مرة ثانية، فالاحتلال الصهيوني قرر إبعادها إلى قطاع غزة لثلاث سنوات.

وفتحت غزة ذراعيها واحتضنت هناء، بعد أن أدخلها الاحتلال عبر معبر بيت حانون «إيرز» شمال القطاع، حيث جرى استقبالها بحضور شعبي ورسمي، قبل أن يتم نقلها بسيارة إسعاف وعناية مكثفة إلى مستشفى دار الشفاء، لمتابعة حالتها الصحية المتدهورة.

«الإمارات اليوم» التقت الأسيرة المحررة هناء داخل مستشفى القدس بغزة، وتحدثت إلينا رغم سوء حالتها الصحية والإعياء الذي يصيبها، وتقول بصوت خافت: «لقد خضت فترة إضراب طويلة لمقارعة السجان داخل سجون الاحتلال، إذ تم الضغط عليّ من قبل الاحتلال بشتى الأساليب لوقف الإضراب. وكانت أكثر وأشد فترة تعرضت لها للضغط في الأيام الأخيرة قبل الإبعاد، لكنني كنت مصرة على الإضراب وانتصار إرادتي، إذ أكملت مسيرة الشيخ خضر عدنان».

وتضيف «كنت صابرة وصامدة، وأتمتع بمعنويات عالية أستمدها من إيماني بعدالة قضيتي، ومن فترة الإضراب التي خاضها الشيخ خضر عدنان».

وكان الاحتلال قد أفرج عن الأسيرة هناء ضمن صفقة التبادل مع الجندي جلعاد شاليت، بعد أن اعتقلها إدارياً لعامين ونصف العام، لكنها لم تتمتع بهذه الحرية سوى أربعة أشهر، حيث تم اعتقالها مرة أخرى دون معرفتها لأسباب هذا الاعتقال.

وتكشف الأسيرة المبعدة أنها تعرضت للضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال منذ اللحظات الأولى لاعتقالها في مركز توقيف سالم، وهذا ما دفعها الى الإضراب عن الطعام، بالإضافة الى التضامن مع الأسير الشيخ خضر عدنان. وتقول الشلبي: «لم أعلم في بداية الأمر أنني معتقلة إدارياً، ولكن عندما تم تحويلي إلى سجن هشارون، علمت بأنني محكومة إدارياً لمدة ستة أشهر، وهذا ما جعلني أستمر في الإضراب عن الطعام».

وتضيف أن «سلطات الاحتلال ضغطت عليّ وأخبرتني أنه لا سبيل أمامي سوى الإبعاد إلى غزة، وأنا منذ البداية كنت أرفض الإبعاد عن اهلي وبلدتي، لكن الاحتلال أجبرني على الإبعاد، سواء قبلت أم رفضت ذلك».

وتتابع الشلبي قولها «رغم أن الإبعاد عن أهلي قاسٍ على قلبي، إلا أنني لم أشعر بالغربة بين أهلي وإخوتي في غزة التي تعد جزءاً أصيلاً من وطني فلسطين، ولابد أن يأتي يوم الرجوع والعودة والالتقاء بالأهل».

تويتر