بعد أن تكفّل سلطان بن خليفة بعلاجها

الطفـلـة مريم تستعد للسفر في رحـــــلة علاج إلى دولة الإمارات

صورة

ما إن تلقى والد الطفلة الفلسطينية مريم، عائد ظاهر، من قطاع غزة، خبر تكفل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، بعلاج ابنته التي تعاني ورماً لمفاوياً في الوجه يهدد حياتها، حتى بكى هو وعائلته ووالداه من شدة الفرحة، فهذه المكرمة بالنسبة له هي الفرج لرحلة عذاب رافقته وطفلته منذ أكثر من اربع سنوات.

فيما حصل عائد وطفلته مريم على تأشيرة خاصة لدخول دولة الإمارات من قبل الديوان، إذ يغادران قطاع غزة يوم الخميس المقبل، في رحلة علاج داخل الإمارات.

وكان سموّ الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، تكفل بعلاج الطفلة الفلسطينية، مريم عائد ظاهر، بعدما نشرت «الإمارات اليوم» معاناتها، وتطرقت إلى ظروف أسرتها إثر تعذر علاجها في قطاع غزة، إذ وجه والد مريم مناشدة إلى أهل الخير في الإمارات، بضرورة التدخل الفوري، لإنقاذ حياة مريم التي تعاني ورماً لمفاوياً في الوجه يهدد حياتها، نظراً إلى إصابتها باختناق متكرر أثناء نومها، والعمل على نقلها لتلقي العلاج في مستشفيات دبي.

«الإمارات اليوم» التقت بوالد الطفلة مريم بمنزله الكائن شمال قطاع غزة، قبل أن يسافر وطفلته إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ كان يستعد للسفر، بعد أن حصل على تأشيرة دخول الإمارات وتذاكر الطيران الخاصة بهما.

ويقول عائد ظاهر، وهو يحتضن طفلته مريم: «عندما سمعت خبر تكفل سموّ الشيخ لطفلتي مريم شعرت كأنني أحلم، ومن ثم بكيت بشدة، لأنني لم أتوقع في السابق أنني سأتخلص من رحلة العذاب التي ذقتها أنا ومريم منذ أن كان عمرها ثمانية شهور، وكدت أشعر باليأس من تكرار محاولات علاجها والتي كانت بلا جدوى».

ويضيف «يعجز اللسان أمام كرم شيوخ دولة الإمارات، وأمام لمستهم الكريمة التي أزالت الآلام والغمامة السوداء التي رافقت ابنتي، فلا نملك سوى أن نشكرهم من أعماق قلوبنا لأنهم استجابوا لاستغاثتنا، ولم ينتظروا يوما واحدا من نشر قصة مريم على صحيفة (الإمارات اليوم)، حتى تكفلوا بعلاج مريم وسفرها».

ويتابع ظاهر قوله: «أخيرا سنرتاح أثناء الليل من الآلام والقلق الذي كان يرافقنا. كنت لا أعرف النوم خشية اختناق وتشنج ابنتي وهي نائمة، فعلا إن شيوخ الإمارات غمرونا بكرمهم وعطائهم، وأسأل الله أن يبقوا دوماً ذخرا وسندا لأبناء الأمة العربية والإسلامية».

ويوضح أنه ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن تكفل سمو الشيخ سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، بعلاج طفلته مريم، حتى اتصل به الديوان من دولة الإمارات، وكان على اتصال يومي معه، لمتابعة إجراءات السفر والعلاج.

ويقول ظاهر: «أرسلت لهم جواز سفر مريم وجواز السفر الخاص بي، وخلال أيام معدودة أرسلوا الي تأشيرة دخول دولة الإمارات، والتي كتب عليها إذن دخول خاص، كما أرسلوا تذاكر الطيران لي ولمريم، كما ساعدوني في حجز تذاكر السفر على معبر رفح البري».

وتعاني الطفلة مريم، البالغة من العمر خمسة أعوام، ورماً لمفاوياً في الجهة اليسرى من وجهها ظهر لديها وهي في الشهر الأول من عمرها، أدى إلى إصابتها بصعوبة في التنفس أثناء نومها، الأمر الذي دفع والدها إلى التناوب مع أمها على مراقبتها أثناء نومها، خشية اختناقها، والانتباه إليها، وقلبها على الجهة الأخرى في حال اختناقها، لتعود إلى التنفس مجدداً، فضلاً عـن الالتهابات الشديدة في لسانها، ومشكلات صحية أخرى في أسنانها، وهو ما ينعكس سلباً على صحتها نتيجـة عـدم قدرتها على تناول الطعام.

ويقول والد الطفلة مريم: «انتشر الورم أكثر في الرقبة والوجه عندما كان عمر مريم ثمانية أشهر، وقد أجرينا لها عملية في مصر وتم استئصال الورم في الرقبة، ولكن الورم انتشر في الوجه واللسان، وسافرت مرات عدة ولكن دون جدوى، وكانت آخر عملية أجريت لها قبل عام، فجميع هذه العمليات لم تنجح في علاج مريم، أما في قطاع غزة فلا يتوافر علاج لحالة طفلتي مريم».

ويضيف «ما دفعني للمناشدة هو كثرة السفر دون جدوى، والمصاريف التي كلفتني دون أن يتوافر العلاج لطفلتي».

وكان المنزل الذي يؤوي عائد ظاهر ووالديه وإخوته قد هدمه الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة نهاية عام ،2008 إذ تم تشريد عائلة ظاهر التي كانت تسكن عزبة عبدربه شرق مدينة جباليا شمال القطاع، واضطروا الى إيجار شقة سكنية تؤويهم.

مريم ليست الطفلة الوحيدة في عائلة ظاهر التي تعاني أمراضا خطرة منذ الطفولة، فالطفل نور عصام ظاهر (13 عاما) يعاني ضمورا بسيطا في جهاز العضلات جعله عاجزا عن الحركة والمشي، وقبل ذلك كان يمشي ببطء بواسطة جهاز «الووكر». وكان والده قد أجرى له أكثر من عملية في مصر ولكن دون جدوى. وبحسب عائد يحتاج إلى إجراء عملية زراعة أعصاب والتي تجرى في الخارج، حسب ما أبلغهم الطبيب المصري أخصائي جراحة المخ والأعصاب، والذي كان يـتابع حالته في المستشفيات المصرية.

تويتر