القناصة.. شبح السلطات الخفي

القناصة استهدفوا المتظاهرين العرب. رويترز

ظهر أفراد القناصة للمرة الأولى في الجيوش، لكن مع الأيام تطور استخدامهم ليصبح ضد الشعوب في الثورات.. ظهر القناصة في الحرب العالمية الأولى، وكانوا أفرادا مدربين على قتل العدو من مسافات بعيدة.

وفي البداية، كان الجيش الألماني هو الوحيد الذي لديه جنود مدربون ومجهزون ببنادق خاصة، يمكن ان تقتل الأعداء حالما تظهر رؤوسهم خارج الخنادق، وكان القناصة من اهم العوامل في ميدان المعركة، والتي تساعد على تحقيق النصر.

وظلت وحدات القناصة من اهم العوامل التي تحدد ميزان المعركة في الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه المرة كان جيش الاتحاد السوفييتي ايضا يمتلك وحداته المخصصة لاقتناص العدو. واستخدم القناصة في الحروب الحديثة ايضا، وكان اخرها الحرب الأميركية في العراق إذ كان لهم دور بارز في التصدي للمقاومة العراقية.

وأاستخدم القناصة ايضا لأعمال الاغتيالات عن بعد لقتل السياسيين والشخصيات المهمة، ونشر الفوضى في الدول التي تريد القوى الغربية تغيير النظام الحاكم فيها، اضافة الى تصفية الحسابات بين أفراد العصابات، ونظرا لدقة القناصة في قتل الشخص المطلوب لجأ الحكام الدكتاتوريون الى استخدامهم من اجل التخلص من التظاهرات الرافضة وجود هذه الانظمة. واستخدمت عام 1989 في رومانيا من قبل الشرطة السرية ضد التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس نيكولاي شاوشيسكو.

وفي عام ،1993 استخدمت في روسيا من قبل شرطة بوريس يلتسين لوأد الثورة الروسية في ذلك العام، وفي عام 2002 حاولت المخابرات المركزية الاميركية الـ(سي اي ايه)، إطاحة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. وفي 11 أبريل من العام ذاته قامت ثورة مضادة تطالب بإعادة شافيز الى منصبه، وقام عدد كبير من القناصة، المختبئين في المباني، بإطلاق النار على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل 18 شخصا.

واستخدم القناصة، خلال تظاهرات الربيع العربي، ففي 16 يناير ،2011 ذكرت وكالات الانباء ان التظاهرات التي احتشدت في تونس العاصمة والمدن الأخرى، مطالبة بتنحي الرئيس السابق زين العابدين بن علي تعرضت للقنص، بهدف إرهاب المتظاهرين وإرغامهم على الهرب. ووقع الأمر ذاته في مصر ايضا، إذ قتل العديد من المتظاهرين بالرصاص الذي يعتقد ان بعضه جاء من قناصين لإرهاب المتظاهرين وإجبارهم على مغادرة ساحة التحرير، لتخفيف الضغط عن النظام وأتباعه. وحدث الأمر ذاته في سورية، إذ قال العديد من شهود العيان إنهم رأوا العديد من عناصر القناصة على أسطح المنازل، وكانوا يطلقون النار على كل تجمع للمدنيين، والهدف ذاته وهو دب الهلع في قلوب المتظاهرين، كي يمتنعوا عن التظاهر، والمطالبة بتغيير النظام.

تويتر