تعاني ورماً لمفاوياً ووالدها يناشد الخيرين في الإمارات مساعدته
الطفلة الغزّية مريم مهدّدة بفقدان حياتها
مريم (الأولى من اليمين) تلعب مع صديقتها. الإمارات اليوم
ناشد عائد ظاهر، والد الطفلة مريم، الخيرين في دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدته على انقاذ حياة طفلته، التي تعاني ورماً لمفاوياً في الوجه، لا يتوافر له علاج في غزة، يهدد حياتها نظرا لإصابتها باختناق متكرر اثناء نومها، الامر الذي دفعه الى التناوب مع امها على مراقبتها اثناء نومها خشية اختناقها.
وتتميز مريم بخفة ظل، ولديها ذكاء قوي، ولا تفضل اللعب مع أطفال جيرانها، بسبب نظرات الاستغراب التي تراها في عيونهم وهم ينظرون اليها، لكنها تحب دائما أن تلعب لعبة «ناس وناس» مع شقيقاتها زينات، ورتاج، وجومانة، داخل المنزل، اذ تشعر بقدر من السعادة أثناء تمثيلها دور الأب.
ويقول والد مريم عائد ظاهر في تعليق له على حالة ابنته: «تعاني مريم صعوبة شديدة في التنفس أثناء نومها، نتيجة إصابتها بورم لمفاوي في الجهة اليسرى من وجهها»، مؤكداً أنها قد تفقد حياتها أثناء نومها بسبب عدم قدرتها على التنفس، وهو ما يحتم أن يبقى هو، أو والدتها بجوارها، والانتباه لها وقلبها على الجهة الأخرى حال اختناقها، لتعود إلى التنفس مجدداً.
ووجّه والد مريم مناشدة إلى اهل الخير في الإمارات بضرورة التدخل الفوري والعاجل، لإنقاذ حياة مريم، والعمل على نقلها لتلقي العلاج في مستشفيات دبي، مبيناً أنه شاهد حالة تشبه حالة ابنته، وتلقت العلاج في مستشفيات دبي وتكللت بالنجاح، آملاً أن تلقى مناشدته استجابة لدى الخيرين من اهل الإمارات.
ويبين أنه مع كل صباح تستيقظ فيه مريم تجد فراشها ووسادتها ملطخين بالدم، نتيجة الالتهابات الشديدة في لسانها، مؤكداً أنها تعاني مشكلة في الأسنان وهو ما ينعكس سلباً على صحتها نتيجة عدم قدرتها على تناول الطعام.
ويشير الاب إلى أن مريم لا تتناول إلا الأطعمة البسيطة سهلة الهضم كالألبان، منبهاً إلى أنه تواصل مع كل أطباء الأسنان في قطاع غزة، ليجدوا حلاً لمشكلة أسنانها، لكنهم عجزوا، مفضلين أن يتابع حالتها الأطباء الذين أجروا لها عمليات جراحية في مصر، حتى لا يرتكبوا خطأ طبيا تكون له انعكاسات سلبية مستقبلاً.
وتكره مريم بشدة الحقن والمستشفيات، لأنها تسبب لها آلاماً، وتقول: «يا رب ترفع (الواوا) إللي في وجهي علشان العب وأروح على الروضة»، وبدأت تعد الأرقام من الواحد حتى العشرة بصعوبة في النطق، مضيفة بالقول: «أنا ما عندي ألعاب مطبخ، وكمان بحب ماما وبابا وإخواتي كتير قد البحر».
ويشير والد مريم إلى أن مشكلة كبيرة واجهته أثناء إجراء العمليات الجراحية لطفلته في مصر، بسبب انتشار الورم تحت رقبتها وفي خدها واللسان بشكل كبير، فأجروا أول عملية استئصال للورم من تحت الرقبة وتكللت بالنجاح، وبقي الورم في الخد وتحت الأنف والشفة حتى اللحظة، مبيناً أنه اكتشف في ما بعد أن خطأ طبيا وقع اثناء إحدى العمليات أدى إلى قطع عصب الفك».
ويشير ظاهر إلى أن العملية الأخيرة كانت التاسعة، وأجرتها قبل تسعة شهور، وأن الأطباء أخبروه أنها بحاجة لعمليتين، الأولى لاستئصال الورم من جوانب اللسان، حتى يأخذ مكانه الطبيعي في الفم، والثانية لحقن ورم العين والخد والذقن بواسطة الإبر، منبهاً إلى أن هذا النوع من الإبر لا يوجد إلا في هولندا.
ويسرد والد مريم معاناة ابنته قائلاً: «بدأت المشكلة تظهر على مريم منذ كانت في عمر ثمانية أشهر، إذ ظهر الورم عليها، وبدأت في علاجها، لكن أحد الأطباء أخبرني أن علاجها غير متوافر في غزة، وطلب مني أن أجمع تواقيع كل أطباء الجراحة بغزة على ورقة تؤكد استحالة علاجها هنا».
ويوضح والد مريم، الذي تراكمت عليه الديون، أنه موظف حكومي ويتلقى راتباً من السلطة الفلسطينية، وبالكاد يساعده على تدبير أمور حياته اليومية، خصوصا بعد تدمير قوات الاحتلال منزله بالكامل في عزبة عبدربه شمال قطاع غزة، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، منبهاً إلى أنه يسكن في شقة بالإيجار وهو ما يزيد معاناته.
ويشير إلى أنه لا يتمكن من توفير مصاريف علاج مريم، اذ أقدم على الاقتراض من البنك، ومؤسسات اخرى من أجل علاج مريم، مؤكدا أن تكاليف المستشفيات أثناء وجود مريم في مصر كانت على حساب السلطة الفلسطينية، أما السكن وبقية الأمور فكانت على حسابه الشخصي، اذ كان يمكث كل مرة في مصر ما يقارب أربعة أشهر، ويعود بعد فترة لاستكمال العلاج.
ويأمل والد مريم أن يستجيب اهل الخير في الإمارات لندائه ويساعدونه في علاج ابنته، حتى تكتب لها النجاة وتعيش كغيرها من الاطفال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news