التنافس السياسي جعل الجــميع يتصارع على المغانـم

مصر: انقـسامات واتهامات متبادلة بين الأحـــزاب الإسلامية

قادة «الحرية والعدالة» يتابعون المعركة الانتخابية. أ.ف.ب

أظهرت المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان المصري، هشاشة العلاقات بين الأحزاب الإسلامية المتنافسة في الانتخابات وعدم التزامها بمواثيق الشرف الموقعة بينهم، التي نصت على الالتزام بأدب الخلاف والتوحد في مواحهة العلمانيين وعدم الدخول في صراعات حادة للفوز بمقاعد البرلمان، وعلى عكس تصريحات قادتهم، في الدعوة السلفية او جماعة «الإخوان»، بأنهم لا يسعون الى مكاسب الدنيا على حساب الآخرة.

ويتنافس في الانتخابات احزاب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لـ«الإخون المسلمين»، مع حزب الوسط المنشق عن «الإخوان» وأحزاب النور والأصالة والفضيلة السلفية، وحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية لـ«الجماعة الإسلامية».

ورصدت «الإمارات اليوم» اشتبكات عدة بين تلك الأحزاب في مواقع النفوذ المشترك، تطورت الى اشتباكات بالأيدي وتقديم بلاغات الى اللجنة العليا للانتخابات واتهامات متبادلة بالتزوير.

واكد الناشط الحقوقي محمد شاكر، من الاسكندرية، ان المحافظة التي يتقاسم النفوذ بها السلفيون و«الإخوان»، شهدت صراعاً مريراً بين الطرفين، حيث تعمد السلفيون التصويت لمصلحة القيادي بالحزب الوطني المنحل طارق طلعت مصطفى، في مواجهة المرشح المدعوم من «الإخوان» المستشار محمودالخضيري.

وقال شاكر لـ«الإمارات اليوم»، ان اشتباكات وتعدياً بالأيدي شهدته لجان الإسكندرية عندما اكتشف «الإخوان» وجود عناصر سلفية امام كل لجنة تقوم بالترويج لطارق مصطفى الى جانب قائمة حزب النور.

وروج شباب حزب الحرية والعدالة مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» يظهر قيادياً سلفياً ملتحياً أمام أحد اللجان الانتخابية بمنطقة سيدي جابر بالإسكندرية، وهو يشرح لجموع الناخبين كيفية الإدلاء بأصواتهم، قائلاً «القاضي سيعطيكم ورقتين، ورقة، حتعلموا فيها على رقم (2) حزب النور رمز الفانوس، والورقة التانية حتعلموا فيها على رقم (10)»، وعندها رد زميله «رقم (10) طارق طلعت مصطفى»، وقاموا بنشره لأعضاء بحزب النور التابع للدعوة السلفية يقومون خلاله بدعوة الناخبين لانتخاب أعضائه. وقال شاكر ان فرص المستشار الخضيري الدعوم من «حزب العدالة والحرية» وكل القوى الوطنية كانت قوية جداً للفوز من الجولة الأولى لولا انقلاب السلفيين على «الإخوان» ومساندة قيادي «الوطني» السابق. وكان المتحدث الرسمي باسم الجماعة السلفية بالإسكندرية، اكبر كيان في التيار السلفي، المهندس عبدالمنعم الشحات، قد أكد قبل الانتخابات ان الجماعة السلفية لن تدخل العمل السياسي، حفاظاً على رسالتها الدعوية، وأن الجماعة لا تفكر في المنافسة على مقاعد مجلس الشعب، ولكنها ستكتفي بدعم ممثلي التيار الديني من مرشحي جماعة الإخوان المسلمين، ونفى وجود خلافات بين التيارات السلفية و«الإخوان».

ولم تسلم محافظة الفيوم التي تتقاسمها الأحزاب الاسلامية من خلافاتهم، وقال عضو حركة كفاية المهندس يسري حسن، لـ«الإمارات اليوم»، ان الخلافات اشتدت بين جميع الاحزاب الاسلامية بالمحافظة للتنافس على المقاعد، وأوضح ان اشتباكات وقعت بالأيدي بين أنصار حزبي النور والحرية والعدالة، عندما حشد الأخير انصاره امام اللجان وقام بتوجيه المواطنين للتصويت لمصلحته، وهو ما رد عليه انصار النور بمحاولة ابعاد انصار الحرية والعدالة، ما أدى إلى حدوث اشتباكات بالأيدي في معظم لجان محافظة الفيوم، وتم تحرير محاضر شرطة متبادلة بين انصار الحزبين في لجان قرية سكسوك وفي لجنة يوسف الصديق بقرية كحك.

واعتبر يسري أن العمل السياسي والصراع الانتخابي والرغبة السريعة في الوصول للسلطة، ستقسم الأحزاب الإسلامية الى كتل متصارعة وتسمح للتيارات الوطنية، في حال توحدها بتحقيق انتصارات مذهلة في الانتخابات المقبلة. واشار يسري لانتخابات نقيب المحامين التي فاز بها المرشح الناصري سامح عاشور، وقال عندما انقسم الإسلاميون ورشحوا محمد كامل ومختار نوح ومنتصر الزيات، فاز التيار الوطني، مؤكداً أن حداثة السلفيين بالعمل السياسي ترشحهم لخلافات اكثر مع «الإخوان» وكان مندوب حزب الوسط أيمن علي مختار، بلجنة هوارة عدلان بمركز الفيوم، قد احتج على إطلاع مندوبي حزب الحرية والعدالة، باللجنة على كشوف الناخبين وقيامهم بالذهاب للمواطنين وجلبهم من منازلهم لمنح أصواتهم لمرشحي حزب الحرية والعدالة.

كانت الانتخابات قد شهدت اتهامات متبادلة بين حزبي «الحرية والعدالة»، وحزب الوسط، حيث اتهم نائب رئيس الوسط ومرشحه في دمياط عصام سلطان أعضاء حزب «الحرية والعدالة»، بتداول استمارات إبداء الرأي أمام مدرسة المنتزه الإعدادية، فيما عرف بالبطاقة الدوارة التي تعني وجود استمارات تصويت مع «الحرية والعدالة» خارج اللجان، ويقوم بوضع كميات كبيرة منها انصارهم عند التصويت.

تقدم حزب الوسط بشكوى إلى اللجنة العليا للانتخابات ضد حزب الحرية والعدالة، بسبب ما وصفه «الوسط» بمخالفة مرشحي الحرية والعدالة للوائح والقوانين الانتخابية بمدينة نصر، مشيراً في شكواه إلى أن مرشحي «الإخوان» نصبوا سرادقات بالقرب من بوابات اللجان تحت دعوى تقديم خدمات للمواطنين لمعرفة لجانهم الانتخابية، ولكنها في الحقيقة تقوم بتوجيه هؤلاء للتصويت لحزب الحرية والعدالة، خصوصاً أن نسبة كبيرة من هؤلاء الناخبين بسطاء ويسهل التأثير فيهم.

تويتر