التوسع الاستيطاني يـــهدّد دير الحطب بنابلس

لم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي بإقامة مستوطنة «ألون موريه»، على أراضي قرية «دير الحطب»، الواقعة شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، والتي التهمت أكثر من 55٪ من مساحتها، بل إنه يوسع من مخططاته لتهويد القرية، والسيطرة على ما تبقى من أراضي لمصلحة التوسع الاستيطاني.

فبعد أن كانت المستوطنة عبارة عن كتلة استيطانية واحدة كما بدأت في عام ،1979 أصبحت اليوم عبارة عن مدينة تضم بؤراً استيطانية عدة تربطها بطرق استيطانية، والتي تلتهم مساحات أكثر من أراضي المواطنين.

فيما لا تفارق الجرافات الإسرائيلية القرية، والتي تقوم بأعمال تجريف وحفر في أراضي القرية القريبة من ألون موريه، وذلك في إطار عملية التهويد والتوسع الاستيطاني.

ويقول رئيس مجلس قرية دير الحطب عبدالكريم حسن لـ«الإمارات اليوم»: «إن ألون موريه في توسع دائم، ومخططات التهويد فيها مستمرة، حيث نشاهد حاليا أعمال تجريف واسعة في جميع جهات المستوطنة، خصوصا الشرقية، بينما وضع الاحتلال كرفانات بالقرب من المستوطنة في منطقة رأس حازم بالقرية، وقد اكتشفنا بداية الشهر الحالي عندما صعدنا إلى الجبل القريب منها وجود عشرات الكرفانات، التي يتزايد عددها في كل يوم، كما وضعوا في تلك المنطقة حدائق ومتنزهات ومسابح للمستوطنين، بالإضافة إلى إمدادها بشبكات الكهرباء والمياه». وأضاف «الاحتلال شق طرقاً التفافية استيطانية لربط الكرفانات بالمستوطنة، وقد التهمت مساحة كبيرة من أراضي المواطنين، كما قام الاحتلال بقطع أكثر من 300 شجرة زيتون من أجل شق هذه الطرق».

وسيطر الاحتلال هذا الشهر، بحسب حسن، على نبع المياه الذي يعد المدخل الوحيد لدخول سكان القرية إلى أراضيهم البالغة مساحتها 10 آلاف دونم المزروعة بأشجار الزيتون، فيما أقام متنزها ومسبحا للمستوطنين وسط الطريق المؤدية للأراضي.

وأوضح أن «الاحتلال يمنع المواطنين من دخول هذه الأراضي إلا يوما واحدا في العام في شهر أكتوبر، الذي يعد موسم قطف الزيتون بفلسطين، وذلك بعد تنسيق مسبق، والحصول على تصريح دخول من قبل الجيش».

وقال رئيس مجلس قرية دير الحطب: «عندما دخلنا إلى أراضينا هذا العام تفاجأنا بأن أغلبية أشجار الزيتون غير مثمرة، وقد اكتشفنا أن المستوطنين يقومون برش الأشجار القريبة من المستوطنة بالمواد الكيماوية والسامة، وذلك حتى لا يقترب السكان من أراضيهم وتسهل السيطرة عليها، كما قاموا في مناطق أخرى بقطع أشجار الزيتون، وزراعة العنب بدلاً منها».

المواطن عبدالباقي عامر من سكان القرية تفاجأ هذا العام بقطع المستوطنين لأكثر من 30 شجرة زيتون من أرضه القريبة من المستوطنة، والتي تعود إلى ما يقارب 40 سنة.

وقال عامر: «عندما دخل المزارعون إلى أراضيهم خلال اليوم المصرح به، اقتحم المستوطنون أراضينا، ورشقونا بالحجارة جميعا، ومن بيننا النساء والأطفال الذين يحضرون برفقة الأهالي للمشاركة في قطف الزيتون، بينما يتم ذلك بحماية من الجيش».

ويعاني سكان القرية من اعتداءات المستوطنين المتكررة، ومنها ما يتم تنفيذه أسبوعيا بحق المدرسة الوحيدة لبنات القرية، وعن ذلك يقول رئيس مجلس قرية دير الحطب: «توجد لدينا مدرسة للبنات داخل حدود القرية، وتبعد عن المستوطنة ثمانية كيلومترات.

تويتر