خلاف مرير بين أكثر من 100 محام حول نقاط بسيطة في الإجراءات

فوضى محاكمة مبارك تقلق أسر الضحايا

أهالي ضحايا النظام المصري السابق يطالبون بإعدام مبارك. إي.بي.أيه

وصل مصطفى مرسي إلى قاعة المحكمة في القاهرة، صباح أول من أمس، على أمل القصاص لابنه البالغ من العمر 22 عاما، الذي قتل بالرصاص خلال الاحتجاجات التي أطاحت الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

بعد الجلوس ساعات والاستماع للسجال القانوني والنقاشات الفوضوية، غادر مرسي المحكمة مرة أخرى، وهو يخشى ألا يرى أبدا مبارك وأعوانه يتحملون مسؤوليتهم عما حدث من عنف.

مرسي واحد بين عدد محدود من أهالي الضحايا، الذين تمكنوا من دخول القاعة التي يحاكم فيها مبارك المتهم بالسماح باستخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين، والفساد، واستغلال النفوذ. وقال مرسي وهو يضع حبلا حول رقبته يحمل صورة ابنه ان المحامين «غير منظمين، لهذا السبب ربما نفقد كل شيء».

وأضاف «بعض هؤلاء المحامين حمقى، الكثير منهم يريد أن يصبح مشهورا بين عشية وضحاها».

مبارك هو أول رئيس دولة في «الربيع العربي» يمثل أمام محكمة بشخصه. وكان لظهوره أول مرة داخل قفص الاتهام في الثالث من أغسطس الجاري، وهو يرقد على سرير مستشفى وقع مدوّ في أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، لكن الجلسة الثانية لم تكن بأي حال تخدم العدالة في مصر ما بعد مبارك.

وثار خلاف مرير بين أكثر من 100 محام يدافعون عن أقارب ضحايا الثورة حول نقاط بسيطة في الاجراءات.

ولم يتسن لمحامي مئات من المدعين بالحق المدني الاتفاق على مجموعة مشتركة من المطالب، ما دفع القاضي أحمد رفعت، الذي يتولى القضية، للدعوة إلى وقف الاستماع الى طلباتهم، حتى يحصل على قائمة مكتوبة بالطلبات، بل وتطور الجدل لدرجة أنه كان يوشك ان يتحول الى تشابك بالايدي، بعد أن اختلف المحامون حول ما إذا كان لابد من محاكمة مبارك على الـ30 عاما، التي قضاها في السلطة، أم على أيام الثورة التي استمرت 18 يوما.

وأصر الممثلون القانونيون، خلال الجلسة، على أنهم يبذلون قصارى جهدهم.

قال المحامي خلف بيومي إنهم يحاولون التنسيق في أنحاء البلاد. وأضاف ان هذه قضية كبرى وهناك عدد هائل من المدعين ولكل منهم تفاصيل خاصة تثير القلق. وإلى جواره كانت هناك مجموعة من المحامين متجمعة، وتحاول الاتفاق على استراتيجية مشتركة، وقال أحدهم «من قال إنك ممكن ان تتحدث بالنيابة عنا»، فرد الاخر «نحتاج الى العمل معا، عاجلا قبل اجلا».

وبينما كان يجري دفع السرير الذي كان يرقد فوقه مبارك، إلى قفص الاتهام للجلسة الثانية كان ابناه علاء وجمال يراقبان باندهاش ما يحدث، بينما طلب موظف المحكمة من المحامين الجلوس. قال لهم موظف المحكمة إن هذه ليست الصورة الحضارية التي يريدونها، وإن القضاة يقفون في الخارج. تكالب عشرات المحامين حول المنصة، لمحاولة التحدث في مكبر الصوت.

وتندر المحامي إسلام مندور، قائلا «بهذه الوتيرة، فإن القضية ستستغرق 10 سنوات». وأضاف «نصف المطالب يمكن ان تقدم كتابة أو لا تقدم على الاطلاق، بدأ صبر المحكمة ينفد».

وقال القاضي أحمد رفعت للمحكمة ان المحكمة تبذل جهدا «يفوق طاقة أي بشر وأي محكمة»، نظرا لوجود 100 محام يقدمون طلباتهم. بعد ذلك، أمر بوقف البث التلفزيوني للمحاكمة، ما جعل الحاضرين يصفقون بشدة وتعالت صيحات «يحيا العدل».

وقال محمود خضراوي، وهو محام للمدعين إن هناك قدرا كبيرا من الأنانية داخل المحكمة.

وأضاف أن المحامين مهتمون بصورتهم وبظهورهم على شاشات التلفزيون، أكثر من العمل على محاكمة سريعة.

وقال بعض المسؤولين إن وقائع الدعوى من الممكن أن تتحسن مع غياب كاميرات التلفزيون. وأغضب قرار إزالة الكاميرات أهالي القتلى، الذين قالوا إنهم يخشون الآن على شفافية المحاكمة. وبالنسبة لآلاف من الأهالي الآخرين خارج المحكمة، فإن هذا حرمهم مشاهدة الجلسات.

قال حسن محمد عبدالفتاح (66 عاما)، الذي فقد ابنه البالغ من العمر تسع سنوات، عن طريق ما قال إنها رصاصة قناصة «عرضوا جلسة المحكمة على الهواء لتهدئة المصريين، الآن هم ينتزعون هذا منا، هذا ظلم».

وكان حسن يحمل سترة بها ثقب من الرصاصة وقميصا رياضيا أبيض به بقع بنية من اثار الدم الجاف لابنه. وأضاف عبدالفتاح، الذي يعمل ميكانيكيا «لم يتأوه حتى، سقط قتيلا أمام عيني، اخترقت الرصاصة ظهره وخرجت من صدره، أريد فقط أن أرى مبارك مشنوقا».

وفي المحكمة مرة أخرى، عبر مرسي عن مشاعر مماثلة، نحى مرسي جانبا شكوكه بشأن المحاكمة لدقيقة. وقال «سوف تعدم»، وهو يشير الى مبارك بينما كان يجري إخراج الرئيس السابق البالغ من العمر 83 عاما إلى خارج المحكمة.

تويتر