متحدّرون من الجنوب يخشون فقد جنسيتهم السودانية

قانون الجنسية السوداني يمنع ازدواجية الجنسية. إي.بي.إيه

تواجه العائلات المتحدرة من جنوب السودان، وجاء أجدادها الى الشمال قبل أكثر من 100 سنة، إمكانية أن تفقد جنسيتها، بعد تعديل برلمان الخرطوم قانون الجنسية الذي أصبح ينص على إسقاط الجنسية السودانية عن الذين يحصلون على جنسية دولة الجنوب.

وقال رجل الاعمال الذي ينتمي أجداده الى قبيلة الدينكا، لكن أسرته تقيم في الخرطوم منذ أكثر من 50 عاماً، عزالدين مرسال «نحن شريحة منتشرة في كل مدن السودان، جاء أجدادنا الى الشمال قبل اكثر من 100 عام، وساهمنا في الحياة السودانية».

وأضاف «عندما وضع قانون الاستفتاء حول جنوب السودان لم نمنح حق التصويت، لان القانون وضع شرطاً وهو أن يعود الذين قدموا من الجنوب قبل الاول من يناير 1956 إلى مناطقهم الاصلية في الجنوب، ونحن لا نعرف مناطقنا الاصلية، وأجدادنا انقطعت صلتهم بالجنوب منذ ان جاؤوا إلى الشمال».

وليست هناك إحصائية دقيقة لعدد هؤلاء الذين ينتمي أجدادهم الى قبائل من الجنوب.

لكن احمد ابراهيم مرسال قال لفرانس برس أن «عددهم في بُري ابوحشيش، وفق آخر احصاء سكاني، هو 2600 شخص».

وتجمعت مئات الاسر التي تعود جذورها إلى قبائل من جنوب السودان، قبل أيام في هذه الضاحية الواقعة شرق الخرطوم لمناقشة اوضاعها، بعدما عدل المجلس الوطني السوداني قانون الجنسية السوداني.

وقد أضاف الى القانون فقرة تقضي بان «كل من نال جنسية دولة جنوب السودان حكماً أو قانوناً تسقط عنه الجنسية السودانية».

وفشل السودان ودولة جنوب السودان في إقرار الجنسية المزدوجة للدولتين، بسبب رفض الخرطوم، مع أن قانون الجنسية السوداني يتيح للسوداني ان يحمل جنسية دولة اخرى ويحتفظ بجنسيته السودانية.

واستثنى التعديل الذي تم اقراره في 13 يوليو 2011 من يحمل جنسية دولة جنوب السودان من إمكانية الاحتفاظ بجنسيته السودانية.

وأكد مرسال أن «حي بُري ابوحشيش اسسه مرسال ابوحشيش وهو من قبائل الدينكا قبل اكثر من 100 عام»، مشيراً الى احياء اخرى في العاصمة ومدن اسسها متحدرون من الجنوب «مثل ديم ابوحشيش في مدينة بورتسودان الحي الذي انشئ مع الميناء في 1905».

أما الزينة فقد ذهبت لاستخراج وثيقة الجنسية، وكتبت في الفقرة الخاصة بقبيلة الجد انها دينكا. فقال لها الموظف المسؤول «عليك ان تذهبي إلى دولة جنوب السودان لاستخراج وثيقة الجنسية»، كما قال خالها ابراهيم موسى لـ«فرانس برس».

ومن هؤلاء ايضا سميرة عيسى التي قالت ان «جدي جاء الى الخرطوم وعمره سبع سنوات في ،1885 والمنزل الذي اسكن فيه الآن ورثته عنه».

ورأى الناطق باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ابراهيم غندور لفرانس برس أن هناك «حالات مؤقتة، ويمكن ان ينتج عنها ضحايا».

واضاف «معروف ان في السودان من ينتمون إلى قبائل جنوب السودان، وثائقهم تقول انهم من الجنوب، لكن حتى جيرانهم في المنازل لا يعرفون انهم من الجنوب، وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم تنتمي الى الشمال». وتابع المسؤول نفسه ان «هذه الفئة تستحق النظر اليها ومعالجة امرها، ليس من خلال تعديل القانون، بل بقرارات من المؤسسات المعنية بذلك».

وكانت هجرة مجموعات من قبائل جنوب السودان الى شمال السودان بدأت في 1821 بعد سيطرة الدولة العثمانية.

تويتر