آمال المعارضة تتضاءل في تقدّم سريع إلى طرابلس

مقاتلو المعارضة يتقدّمون بأسلحة خفيفة من دون أي حماية تذكر. رويترز

عندما أخرج مقاتلو المعارضة الليبية القوات الحكومية من مصنع للاسمنت عند أطراف بئر الغنم، الشهر الماضي، وأقاموا موقعاً على بعد نحو 80 كيلومتراً من طرابلس بدا الانتصار يلوح في الافق. لكن الرجال الذين يسيطرون على موقع المعارضة في الجبل الغربي المنطقة الاقرب الى العاصمة يجدون أنه من الصعب التقدم لبضع مئات من الامتار، ناهيك عن الوصول الى معقل الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال مقاتل من المعارضة يدعى موفات بعد أن طلب عدم الكشف عن بقية اسمه لحماية عائلته من اي هجمات انتقامية: «عندما سيطرنا عليه اخذنا نقول سنصل الى طرابلس قريباً. اتصلنا حتى بعائلاتنا وقلنا اننا قريبون جداً من طرابلس. الان لا نتوقع في حقيقة الامر احراز اي تقدم. نأمل فحسب».

والاوضاع في بئر الغنم تسلط الضوء على الصعوبات التي تقف أمام محاولة ترجيح كفة الحرب في ليبيا لمصلحة المعارضين.

ويجلس في المصنع محامون وأطباء وطلاب يرتدون الزي العسكري، لكنهم مازالوا يتعلمون القتال لمحاولة معرفة كيفية التفوق على جيش مدرب على نحو جيد. وتتمركز القوات الحكومية على مسافة نحو كيلومترين في بلدة بئر الغنم.

وفي أي مرة يحاول فيها مقاتلو المعارضة المسلحون ببنادق هجومية طراز «ايه كيه 47» المضي قدماً عبر سلسلة تلال فإنهم يجدون أرضاً صحراوية مكشوفة ووعرة لا توفر لهم غطاء من اسلحة ثقيلة، مثل المورتر والرشاشات الثقيلة، وزرعت القوات الحكومية ايضاً الغاماً ارضية.

وقال طالب من مقاتلي المعارضة يدعى محمود عبدالله (22 عاماً) اثناء جلوسه داخل خيمة: «قوات القذافي ستقطع علينا الطريق اذا حاولنا التقدم». وأضاف «في البداية اعتقدنا ان باستطاعتنا التقدم صوب طرابلس خلال بضعة ايام أو اسبوع، لكن ليست هناك امكانية في حدوث ذلك سريعا. قوات القذافي منظمة على نحو جيد. غالبا ما يتحركون خلال الليل ويضيئون اضواء سياراتهم كإشارات. من الصعب التكهن بتحركاتهم».

والشيء الوحيد الذي غالباً ما يقومون به هو اطلاق صواريخ «غراد» على مقاتلي المعارضة. واحياناً يسقط نحو 20 صاروخاً في اليوم. وثمة اخطار اخرى ايضا، ففي يوم الخميس الماضي حاصرت قوات القذافي مقاتلي المعارضة بالعبور فوق جبال قريبة. وقتل ثلاثة من مقاتلي المعارضة في الاشتباكات التي اعقبت ذلك.

وليس لدى مقاتلي المعارضة أي حماية تذكر، ومعظمهم مسلح ببنادق «إيه كيه 47»، أو ببضعة اسلحة حكومية رشاشة تم التخلي عنها عندما اجتاح مقاتلو المعارضة المنطقة. وقال مقاتل من المعارضة يدعى سليم، بينما كان يحاول اصلاح احدى الرشاشات، فيما كان مقاتلون اخرون ينظفون طلقات بقطع مبللة من الكرتون المقوى: «لا نعتقد أنه سيحدث تغيير كبير هنا طالما لا نمتلك سوى هذه الأسلحة الخفيفة».

تويتر