صحافي «الفجر» أكد أنه شاهده على جسر 15 مايو وتأكد منه 3 مرات

مطالبات بإظهار جمال مبارك بعد شائعات هروبه

صورة تهكمية يحملها متظاهرون لأسرة مبارك. أ.ب

انتشرت في مصر وفي ميدان التحرير أحاديث كثيرة حول وجود رموز النظام السابق خارج السجن، ووجود جمال وعلاء نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك خارج معتقل طرة، ولم يستبعد شباب التحرير في حديثهم لـ«الإمارات اليوم»، أن يكون هناك أساس لما نشرته جريدة «الفجر» حول ظهور جمال مبارك الاسبوع الماضي في منطقة المهندسين بالقاهرة، وقال آخرون ان الشعب يصدق شائعات إطلاق نجلي الرئيس لانعدام الثقة بين الشعب والسلطة الحاكمة الآن.

وأكد عضو حركة العدالة عادل يوسف المعتصم بالميدان، أن نجلي الرئيس خارج السجن مثل والديهما، وأن الحديث عن حبسهما مجرد تمثيلية. وقال عادل لـ«الإمارات اليوم»: «هناك صفقة بين اسرة الرئيس المخلوع والمجلس العسكري يتم بمقتضاها إجراء محاكمات شكلية لتهدئة الرأي العام، على ان تتم حماية أسرة الرئيس المخلوع وعدد من قيادات النظام السابق خارج السجن»، وأضاف «لا يمكن أن يثبت أحد عكس ذلك، لأننا لم نر أياً من أسرة الرئيس منذ التنحي حتى الآن».

وكان الصحافي بجريدة «الفجر» عبدالفتاح علي، فجر مفاجأة في العدد الأسبوعي للجريدة عندما قال إنه شاهد بنفسه شخصاً يشبه جمال مبارك يركب سيارة اسبيرنزا سوداء فوق جسر 15 مايو وأنه عندما حاول الاقتراب منه للتأكد من شخصيته منعته سيارة ميكروباص تويوتا كانت تحرسه، وان شخصاً كان يجلس إلى جواره هدده بمسدس وحذره من الاقتراب من السيارة.

وشدد عبدالفتاح علي لـ«الإمارات اليوم» على ان الشخص الذي شاهده هو جمال مبارك وأنه تأكد بنفسه عندما استغل توقف السيارات في ازدحام المرور ونزل واقترب من السيارة، وتأكد ثلاث مرات أن الشخص الذي كان يركب السيارة هو جمال مبارك، وكان في حراسة مجموعة من البودي جارد».

وكشف مصدر أمني لـ«الإمارات اليوم»، عن طلب تقدم به علاء مبارك لإقامة حمام افرنجي له داخل السجن لأنه يعاني خشونة في رجليه ولا يستطيع استخدام الحمام البلدي، وقال المصدر إن طلب علاء قدم للنائب العام الذي يملك وحده التصريح بذلك، مشدداً على ان نجلي الرئيس المخلوع داخل سجن طرة ولم يغادرا محبسهما منذ حبسهما.

من جهته، قال رئيس تحرير «الدستور» السابق أيمن شرف، إن هناك حالة من عدم اليقين تنتاب المصريين أن تقوم ثورة في مصر تزيح الرئيس مبارك نفسه، وهو ما يجعل الشائعات تروج بينهم. وأضاف: «لم تكن خاطراً يجول برؤوس كثير من (عتاة) المحللين، إمكانية إزاحة الرئيس إلا بعد انسحاب الشرطة ودخول الجيش على الخط وإعلانه الانحياز للثورة، ولم يصدق الشعب انجازاته بإزاحة مبارك نهائياً عن الحكم ومنع مشروع التوريث، والتخلص من رموز نظامه الفاسد، وحل جهاز أمن الدولة، وحل مجلسي الشعب والشورى والحزب الوطني وأخيراً حل المجالس المحلية، والبدء في إعادة تشكيل الحياة السياسية من جديد، رغم تلك الإنجازات مازال كثير من المصريين يدور في حلقة من عدم اليقين وتسيطر عليه نظرية المؤامرة».

وكان مدير مصلحة السجون قد أصدر بياناً أكد فيه وجود نجلي الرئيس المخلوع في سجن طرة، وطالب النائب العام بالتفتيش على السجن للتأكد من ذلك.

وقال المفكر المصري الليبرالي سعد الدين إبراهيم لقناة «سي بي سي»، إنه من سخرية القدر أن علاء وجمال مسجونان الآن فى الزنزانة نفسها التي سجنني فيها والدهما ثلاث سنوات.

وقال الخبير الأمني عبدالوهاب حسين، إن ظهور جمال مبارك يأتي تنفيذاً لخطة الفوضى التي حذر منها الرئيس المخلوع في آخر خطاب له.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أنه «ليس بالضرورة ان يكون جمال من ظهر ولكن يمكن استخدام شبيه له في أوقات الذروة لإشاعة الفوضى وعدم الثقة بين الناس». وقال حسين «هناك اجهزة امنية اجنبية كثيرة تتحرك وتنشط داخل مصر الآن ويمكنها القيام بهذا الدور لضرب العلاقة بين الشعب والجيش، حيث تقلق ثورة المصريين الادارتين الاميركية والاسرائيلية».

وطالب الناشط الحقوقي أحمد غازي بنقل محاكمات رموز النظام السابق علانية، عبر التلفزيون حتى لا يصدق الناس الشائعات. وقال لـ«الإمارات اليوم»: «عدم ظهور رموز النظام بملابس السجن في قفص الاتهام يجعل الناس يفقدون الثقة بالسلطة القائمة، ويصدقون أن هناك صفقة تضمن بقاءهم خارج السجن»، مشيراً الى ان المحاكمات العلنية أحد مطالب الثوار الآن في ميدان التحرير، وكرر الطلب ناشطون من شباب الثورة في ميدان التحرير.

وكان ظهور جمال مبارك للمرة الأولى بعد الثورة قد أثار كثيرا من الجدل في الشارع المصري حول تحدي نجل المخلوع للشعب المصري وحقيقة معاقبة رموز النظام السابق. ووفقاً لجريدة «الوفد» في 24 مارس الماضي، فإن «جمال مبارك كان يجلس على مائدة بصحبة عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق وزكريا عزمي بنادي رجال الأعمال في جاردن سيتي».

وأضافت أن «قريباً للرئيس السابق أنور السادات والذي تصادف وجوده في النادي قام بمصافحة عبيد، ورفض مصافحة جمال مبارك، حتى إن عبيد حاول معالجة الموقف بقوله لقريب السادات (ده جمال بك برضه)، لكنه أصر على موقفه».

تويتر