تعاظم دور الدبلوماسية الشعبية في « مصر الثورة »

حظي وفد الدبلوماسية الشعبية لإفريقيا باستقبال حافل عند عودته من إثيوبيا أخيراً، وتصدرت لقاءات أعضاء الوفد البرامج الفضائية والصحف المصرية، خصوصاً بعد نجاح الوفد في إقناع إثيوبيا ومن قبلها أوغندا بتأجيل التوقيع على اتفاقية المياه الجديدة، التي تسمح لدول حوض النيل بإقامة سدود تؤثر في حصة مصر من المياه. وكشف منسق وفد الدبلوماسية الشعبية المصرية لإفريقيا مصطفى الجندي، عن تبني الوفد حملة دولية لإسقاط ديون مصر، خلال المرحلة المقبلة، وقال: كما نجحنا في ملف المياه سننجح في إسقاط ديوننا التي كبلنا بها النظام السابق.

وأضاف: سنقوم بزيارة الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا ونادي باريس لإسقاط ديوننا. وكشف الجندي عن تفاصيل جديدة لـ«الإمارات اليوم» حول زيارة الوفد لإثيوبيا، وقال انه استغل صداقته بالرئيس الاوغندي يوري موسيفيني في تنقية الأجواء أولاً مع رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، مشيراً الى أنه اتصل بعدد من الأصدقاء المقربين من رئيس وزراء اثيوبيا في اوروبا وأميركا، مشيراً الى ان الوسطاء رتبوا اللقاء المنفرد الذي جمعه بزيناوي قبل زيارة الوفد الشعبي.

وأضاف الجندي أن زيناوي شكى مر الشكوى من النظام السابق، وشدد على ان اثيوبيا تريد الكهرباء من سدودها ولا تحتاج إلى قطرة مياه واحدة من نهر النيل.

وتابع الجندي: أنجزنا في زيارة اثيوبيا ما فشل فيه النظام السابق في عشرات السنين، موضحاً أن الوفد نجح في اعادة العلاقات الطبيعية بين الشعبين المصري والاثيوبي، وهتف الشعب الاثيوبي في احدى الكنائس بالآلاف خلف عضو الوفد حمدين صباحي «مصر وإثيوبيا ايد واحدة».

وقال الجندي: زيارتنا لم تكن رسمية ولكنها شعبية، لذلك التقينا برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ونواب البرلمان والتقينا أيضاً برؤساء واساتذة الجامعات ورجال الدين والمثقفين، مشيراً الى ان وفد الدبلوماسية الشعبية المكون من 48 عضواً قام بالتحضير الجيد للزيارة عبر قراءة ملف العلاقات الاثيوبية المصرية جيداً، والاتصال بأصدقائهم في إثيوبيا. وقال ان زيناوي استمع بانبهار لعضو ائتلاف الثورة سالي توما وهي تحكي عن كيفية صمود الشباب في ميدان التحرير، وكيف ان الشعب المصري تغير ونجح في تغيير النظام. واعتبر الجندي ان وجود عبدالحكيم نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ضمن الوفد كان من الأسباب الرئيسة لنجاحه في استعادة روح العلاقات القوية بإفريقيا في زمن عبدالناصر.

ووصف الجندي قرار رئيس وزراء إثيوبيا ميليس زيناوي، بتعليق التوقيع على الاتفاقية الإطارية الى أن يتم انتخاب برلمان ورئيس لمصر، بأنه أعظم انجاز لرحلة الدبلوماسية الشعبية فى مصر. وقال ان قرار زيناوي بقبول زيارة وفد فني مصري لسد الألفية الاثيوبي يؤكد حسن نية اثيوبيا، فقد أعلن زيناوي أن بلاده ستقوم بتعديل انشاء السد إذا ما ثبت أنه سيؤثر في تدفق المياه لمصر.

وكان زيناوي قد أعلن أن إثيوبيا ستعلق التصديق على الاتفاقية الإطارية لحين انتهاء الشعب المصري من انتخاب حكومة جديدة ورئيس جديد، وإعلانه أيضاً قبول إثيوبيا بتشكيل لجنة من خبراء مصريين واثيوبيين وسودانيين وأجانب، لفحص مشروع سد الألفية، وإذا انتهت اللجنة إلى عكس ما يعتقده فإنه على استعداد فوري لتصحيح هذا المشروع.

من جهته، قال رئيس حزب الوفد السيد البدوي، إنه ذهب إلى إثيوبيا وهو محمّل بالشكوك والريبة نتيجة الدعاية السوداء التي مارسها النظام السابق.

وأضاف: ما إن وطئت قدماي أرض مطار أديس ابابا، حتى وجدت مشاعر الحب والصداقة في كل من استقبلنا، مؤكداً أنه استمع الى رئيس البرلمان الإثيوبي رئيس المجلس الفيدرالي الإثيوبي، الذي «أكد أن السد الذي سيتم بناؤه سيكون في صالح مصر والسودان قبل إثيوبيا »، ودعانا للمشاركة في بناء هذا السد.

وأعرب وزير الخارجية المصري الدكتور نبيل العربي عن سعادته بما أعلنه رئيس وزراء إثيوبيا بتأجيل التصديق على الاتفاق الإطاري لدول حوض النيل لما بعد انتخابات الرئاسة، وهو الاتفاق الذي وقعت عليه حتى الآن ست دول وترفضه مصر والسودان والكونغو.

وقال العربي، «هذا ما نتوقعه من إثيوبيا»، مؤكداً أن رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف سيقوم بجولة إفريقية الأسبوع المقبل تشمل ثلاثاً من دول حوض النيل، هي إثيوبيا وأوغندا والكونغو.

تويتر