الغزيون يترقبون فتح معبر رفح
معبر رفح منفذ غزة الوحيد إلى العالم. الإمارات اليوم
بدأ الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة يترقب جني ثمار ثورة الشباب المصري، فبعد الجهود المصرية التي تكللت بتوقيع حركتي «فتح» والمقاومة الاسلامية «حماس» على ورقة المصالحة الوطنية، جاء القرار المصري بإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وفتح معبر رفح البري بشكل كامل أمام سكان القطاع، بمثابة نافذة الأمل التي انتظرها الفلسطينيون منذ ما يزيد على أربع سنوات.
وحظي القرار المصري بترحيب فلسطيني واسع، وأعاد الأمل إلى قلوب الغزيين الذين تحولت حياتهم إلى سجن كبير بفعل الحصار، معتبرين أن هذا القرار خطوة في الاتجاه الصحيح، لإعادة روابط الدم والأخوة بين الطرفين المصري والفلسطيني.
وكان وزير الخارجية المصري نبيل العربي، أعلن أن مصر ستفتح معبر رفح بشكل كامل من أجل تخفيف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، بعد نجاح القاهرة في إبرام اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس».
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في غزة أحمد المدلل لـ«الإمارات اليوم»: «نحن نرحب بهذه الخطوة الكريمة من إخواننا في مصر، ونعتبرها ثمرة طيبة من ثمار الثورة المصرية، فإيماننا العميق واعتقادنا أن النظام المصري الجديد لن يكون خاضعاً للإملاءات الخارجية». وأضاف أن فتح المعبر بهذا الشكل يبشر بأن هناك خطوات أكثر فاعلية سيقوم بها النظام المصري الجديد في مصلحة الشعب الفلسطيني.
من جهته، تمنى المواطن زياد الهباش من سكان مدينة خانيونس جنوب القطاع أن يكون قرار فتح المعبر بداية لإنهاء الحصار بشكل كامل عن سكان غزة.
وقال «لقد واجهنا معاناة كبيرة من إغلاق معبر رفح البري، الذي زاد إغلاقه من أزمات الحصار التي نتعرض لها منذ سنوات، وكان إغلاق المعبر يشكل عائقاً كبيراً أمام حرية سفر المرضى، والطلبة، وهذا شيء يسعدنا جميعا بأن تفتح مصر معبرها أمام حرية سفر جميع المواطنين في أي وقت».
ودعا مصر إلى السماح بإدخال البضائع والمواد الضرورية عبر المعبر، حتى يتم تخفيف المعاناة بشكل كبير عن سكان غزة.
من جهة أخرى، قال المحلل السياسي الفلسطيني مخيمر أبوسعدة، «كانت هناك وعود مصرية بأنه في حال تمت المصالحة الفلسطينية سيتم فتح معبر رفح بشكل كامل، وكان قرار فتح المعبر نتاج الجهود المصرية المتكاملة لمصلحة القضية الفلسطينية». وأضاف أن القرار المصري الجديد لا يقتصر على تسهيل حركة المواطنين فقط، بل من أجل إعطاء دفعة إيجابية لإمكانية تطبيق اتفاق المصالحة على أرض الواقع. وأثار القرار المصري الذي جاء على لسان وزير خارجية مصر، والذي يهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي، غضب حكومة الإسرائيلي، لأنه يأتي مخالفاً لسياستها الخانقة، فقد رفض الاحتلال اتفاق المصالحة، وبادر بإطلاق التهديدات ضد الجانب الفلسطيني.
وقال أبوسعدة إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «سلبية تجاه الاتفاق الفلسطيني الداخلي، وهذا يعزز من وجهة النظر التي تقول إن إسرائيل هي التي غذت الانقسام على مدار السنوات الماضية».
وأشار إلى إمكانية أن تحاول إسرائيل العبث بالساحة الفلسطينية من خلال التصعيد الأمني، واستخدام عملائها لتوتير الساحة الفلسطينية، «لأنها دائماً تلعب دوراً هداماً تجاه قضيتنا».
ويعد معبر رفح البري المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى العالم الخارجي، خصوصاً المرضى الذين ذاقوا الويلات وفارقوا الحياة على أبواب المعابر الموصدة في وجوههم، وكان النظام المصري السابق قد أعلن عن فتح معبر رفح بشكل دائم عقب مجزرة أسطول الحرية، ولكن كان عدد المسافرين قليلاً، عدا عن الصعوبات التي كان يواجهها سكان غزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news