الصحراء «ثقب أسود» في نزاع ليبيا

تتركز المعارك بين الثوار وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي على ساحل المتوسط، غير أن الوضع يبقى معقداً وغامضاً في الصحراء الليبية، التي تغطي جزءاً شاسعاً من البلاد، التي تبقى «الثقب الأسود» الهائل في النزاع.

وتتركز الأحداث يومياً على المحور ذاته بين بنغازي وأجدابيا، وهو طريق معبد ينطلق من معقل الثوار، حيث الطقس معتدل الى مدينة أشباح عند ابواب الصحراء على مسافة 160 كلم جنوبا.

وفي غرب اجدابيا تدور مطاردات بين الثوار والقوات الموالية للقذافي، ويتبادل الطرفان القذائف في لعبة عبثية لا ينتصر فيها إلا الموت.

أما في جنوب اجدابيا، فالسيطرة للمجهول. وفي المناطق الأبعد جنوباً يبدو الوضع غامضا في الكفرة، حيث تتقاطع الطرق المؤدية الى تشاد، والى منطقة دارفور في السودان.

ويقول مراقب غربي تعليقاً على ما يجري في هذه المناطق «انه ثقب اسود، ولا أحد يدري عنه شيئاً تحديداً.

وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى غرياني «لن يعلم أحد ان كانت قواتنا أو قوات القذافي في منطقة الكفرة، فهذه المنطقة شاسعة للغاية».

ومدن الصحراء الليبية قليلة السكان، وبعض القبائل التي تسكنها منقطعة تماماً عن الوضع في البلاد، حيث تحولت الثورة التي انطلقت في منتصف فبراير الى حرب أهلية.

ومنطقة الكفرة الصحراوية مقسمة بين قبيلتين، قبيلة الزاوية العربية وقبيلة توبو المقيمة في المنطقة الحدودية بين ليبيا والنيجر وتشاد. وجرت مواجهات بين عناصر من القبيلتين في نوفمبر ،2008 وجرى طرد عشرات من عائلات التوبو من الكفرة. وعلى الرغم من ذلك يؤكد الثوار انهم يحظون بالدعم بين العرب في الزاوية، فيما يشتبه في أن القذافي يجند عناصر من التوبو التشاديين.

وأكد العديد من المقاتلين الموالين للقذافي الذين اعتقلهم الثوار والتقتهم «فرانس برس» في بنغازي، انهم من منطقة سبها كبرى مدن الصحراء الليبية على مسافة نحو 500 كلم جنوب طرابلس. وليبيا مقسمة بين شبكتي اتصالات للهواتف الجوالة منذ اندلاع الثورة، فقد قرصن الثوار شبكة «ليبيانا» شرقا، فيما لاتزال شبكتا «المدار» و«ليبيانا» تعملان في الغرب.

تويتر