أكد اختياره الموقف الذي يحبه «أسد الصحراء»

ابن عمر المختار: لو عدت شاباً لحاربـت القذافي

المختار الابن يسعى إلى تقفي آثار الأب. أ.ف.ب

يقول ابن المجاهد الليـبي عمر المختار، إنه كان يتمنى أن يكون شاباً قوياً بما فيه الكفاية ليقاتل مع الثوار في الخطوط الأمامـية ضد العقـيد القـذافي، وعلى الرغم من ذلك قدم محمد المختار البالغ من العمر 90 عاماً خدمة جليلة للثوار، عندما أسبغ عليهم تبريكات جده الثائر (أسد الصحراء)، الذي اعدمه المستعمر الايطالي عام ،1931 عندما ألب ضدهم القبائل الليبـية خلال انتفاضة استمرت 20 عاما.

يقول المختار الابن من منزله في بنغازي «اذا كان والدي لايزال على قيد الحياة، فلم يكن ليختار غير الوقوف الى جانب الثوار من اليوم الأول»، ويضيف أن «القذافي أسوأ من المارشال الايطالي رودلفو غرازياني، الذي قاد الحملة العسكرية لمحاربة والده، وقضى على 80 ألفاً من انصاره»، ويبرر ذلك بقوله «القذافي يقتل شعبه بنفسه، ويجلب المرتزقة من الخارج لقتل المزيد منهم».

مقاتل من أجل الحرية

..عندما غزا الإيطاليون ليبيا عام ،1911 قاتلهم المختار قرابة 20 عاماً في منطقة «سرينيسا»، وهي المنطقة الشرقية الحالية التي تؤجج الصراع ضد القذافي.

..أعدمه الإيطاليون أمام مناصريه عام .1931

..شهد الاستعمار الإيطالي لليبيا إعدامات ومذابح جماعية، حيث يعكس الإحصاء السكاني في ليبيا نقصاً مريعا في السكان من 1.2 مليون نسمة عام 1912 الى 825 ألفاً عام .1933

في بداية الانتفاضة ذهب المختار الى الميدان حيث تجمع الثوار هناك ليحثهم على الثبات والتضحية وعدم الاستسلام قبل ان يرفعه الثوار عالياً ويجوبون به شوارع مدينة بنغازي. وتعتبر تبريكات المختار ذات اهمية معنوية كبيرة، لان كلا الطرفين، الحكومة والثوار، يدعي أنه يجاهد من اجل قيم عمر المختار، اذ يعتبر الثوار ان المختار ينتمي لشرق ليبيا، المنطقة التي انطلقت منها شرارة الثورة الاولى، وتزين صوره مدنهم المحررة ومنازلهم وسياراتهم، ويرددون عباراته «نحن لا نستسلم، بل ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه. أما أنا، فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي». حتى انهم يستخدمون تلك العبارات كنغمات رنين على هواتفهم النقالة.

كما ان القذافي دائماً ما ينسب الفضل في «ثورته الخضراء» إلى عمر المختار، بيد أن القذافي يريد دائماً أن يكون رقم (1) في ليبيا، حيث إنه وضع صورته على الورقة النقدية من فئة 50 ديناراً، بينما وضع صورة المختار على الورقة من فئة 10 دنانير، كما انه نقل أخيراً تمثال المختار من بنغازي الى مدينة سلوق المكان الذي شنق فيه».

كثيراً ما يستغل القذافي المواقف البطولية لـ«أسد الصحراء»، عندما يروق له ذلك، حيث انه وضع صورته على صدره عندما زار إيطاليا عام ،2009 للالتقاء برئيس الوزراء سيلفو بيرلسكوني والتفاوض معه بشأن الاعتذار عن استعمار ايطاليا ليبيا، كما انه اصطحب معه المختار الابن. ويقول الأخير «لم يكن لدي أي خيار».

الآن يواجه القذافي اشرس ثورة ضد حكمه الذي استمر 41 عاماً، ويريد ان يستقطب الحماسة الوطنية لجانبه، عندما امر التلفزيون الحكومي بعرض فيلم «اسد الصحراء»، بطولة النجم العالمي انتوني كوين، كما انه يحاول استجداء تعاطف المواطن الليبي باتهامه «القاعدة» بمحاولتها قتل «ابناء عمر المختار»، عن طريق اشعال الثورة.

عاش المختار الابن خلال عهد الاستعمار الايطالي والعهد الملكي قصير العمر ثم الدكتاتورية التي استمرت اربعة عقود ولاتزال، ويتمنى ان يعيش حتى يشهد عهد الديمقراطية، وعندما تأتي الديمقراطية فإنه يريد ان تظهر صورة والده على الورقة النقدية فئة 50 ديناراً، وان يعود تمثاله الى بنغازي، وان تعود نظارته من إيطاليا. كان المختار ولداً صغيراً يعيش في المنفى في مصر عندما شنق الايطاليون والده، ولا يتذكر منه سوى النظارات، ليس لدى المختار ابناء، وعندما يتوفى سينقطع نسل المختار الاب، لكنه يقول «جميع الثوار الذين يقاتلون على الجبهة هم أحفاد عمر المختار».

تويتر