الاحتلال يحرم 125 ألف مقدسي حق الإقامة
إسرائيل تواصل مضايقتها للمقدسيين بأشكال شتى. الإمارات اليوم
في خطوة لحرمان 125 ألف مقدسي حق الإقامة في مدينتهم المقدسة، يطبق الاحتلال الإسرائيلي سياسة جديدة مع المواطنين المقدسيين، سكان الأحياء التي عزلها جدار الفصل العنصري عن محيط مدينة القدس المحتلة، إذ لم يعد يطالبهم بدفع رسوم ضريبة المسقفات، أو ما تعرف بـ«الأرنونا» للعام الجاري، فيما زادت مخاوف السكان من أن يكون هذا التحول بداية لعزلهم عن حدود البلدية الذين يتبعون لها، رغم أنهم خارج الجدار، لاسيما أن مسؤول ملف القدس الشرقية في بلدية الاحتلال يائير سيغف، أعلن العام الماضي نية البلدية التخلص من 55 ألف مقدسي، من سكان الأحياء التي عزلها الجدار، إذ لم تعد للبلدية أية حاجة إلى استمرار صلاحياتها هناك.
من جهته، قال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد حموري، لـ«الإمارات اليوم»، «في الوقت الذي تمثل فيه هذه الضريبة كابوسا وثقلا على المقدسيين، إلا أنها تستعمل وثيقة مهمة، لإثبات الوجود في القدس، فمستندات (الأرنونا)، هي واحدة من قائمة طويلة من الوثائق، التي تطالب الداخلية الإسرائيلية المقدسيين بإحضارها، حتى تصدر لهم بعض المعاملات والوثائق.
وأضاف أن «الضريبة تأخرت هذا العام عن سكان ضاحية السلام وكفر عقب ورأس خميس، وعدد من مدن القدس، ما دفعهم للتوجه إلى بلدية الاحتلال للاستفسار عن الضريبة، ليتم إبلاغهم بأنهم غير مطالبين بدفعها دون أن توضح البلدية لهم أسباب ذلك، ولكن لم تعفِ المدينين منها».
وتعد «الأرنونا»، بحسب حموري، ضريبة تجمعها البلدية مقابل الخدمات التي تقدمها للسكان، وهي موجودة في معظم المدن الفلسطينية والعربية بمسميات مختلفة، ولكن البلدية تجمع مبالغ باهظة، مقارنة مع المدن الفلسطينية الأخرى، إذ يدفع أصحاب المحال على المتر الواحد سنويا 300 شيكل أي ما يقارب الـ(85$)، وهذا ينسحب على البيوت ولكن بنسبة أقل. وأوضح أن الاحتلال لا يريد أن يخفف مبلغ الضريبة عن المقدسيين، ويهدف إلى تراكم الديون عليهم، حتى تصبح منازل السكان خاضعة للمصادرة.
وعن ذلك يقول مدير مركز القدس إن «85٪ من المقدسيين مدينون للاحتلال، بسبب تراكم هذه الضريبة عليهم، وهذا يشكل خطورة كبيرة عليهم، إذ يتم رفع قضايا عليهم في المحاكم، وبالتالي يتعرض ملكه وبيته للسحب مقابل تراكم الديون». وأوضح حموري أن إسرائيل لا تقدم الخدمات للمقدسيين، مقابل جمع الضرائب الباهظة منهم، إذ يستخدم الاحتلال 35٪ من الضرائب التي يجمعها من المقدسيين لمصلحة ميزانية الإسرائيليين، فيما يقدم 5٪ منها لمصلحة العرب، كما يستخدم جزءاً من تلك الضرائب لمصلحة بناء وتوسيع المستوطنات المقامة على أرض القدس الشرقية. وأشار إلى وجود تمييز واضح، في تقديم بلدية الاحتلال الخدمات، بين المقدسيين في الأحياء العربية، والإسرائيليين وسكان المستوطنات، إذ إن الشوارع والحدائق والخدمات العامة تختلف بصورة كبيرة. وذكر حموري أن أكثر من 125 ألف مقدسي يقطنون أحياء عزلت فعليا، بسبب الجدار العنصري، وتتركز كثافتهم الكبرى في بلدتي الرام وضاحية البريد، وتجمع مخيم شعفاط وضاحية السلام، إضافة إلى أن مجموعات كبيرة من هؤلاء تقطن في بلدات أبو ديس والعيزرية، وبيرنبا
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news