7 أسباب وراء الغضب العربي

متظاهرة مصرية بخيمة في ميدان التحرير ا.ف.ب

يرى الخبير في مركز الدراسات والأبحاث الخاصة العالم العربي المعاصر، في فرنسا، بشارة خضر، أن «أغلب البلدان العربية تحتوي على العناصر نفسها المؤدية للانفجار»، حيث تتشابه الأنظمة السياسية في المنطقة كونها «متصلبة وقمعية»، موضحاً أنها «تتميز بالفساد والاحتقان على كل الأصعدة».

ويعتبر محللون تهالك هذه الأنظمة «البالية» أهم الأسباب التي أدت إلى الاحتجاجات الأخيرة، التي بدأت في تونس ولن تنتهي عند ليبيا. ويقول خضر ان «تونس هي طائر السنونو الذي يبشر بقدوم الربيع العربي».

ويرى مثقفون أن العرب سيتأثرون كثيرا بالأحداث التي جرت في تونس، لكن هناك مخاوف من استيلاء العناصر المتشددة على الثورات أو تأثرها بالنزعات القبلية والجهوية.

ففي الجزائر مثلاً، يرى الأستاذ والمؤرخ في جامعة باريس، محمد حربي، أنه «بعد 10 سنوات من الحرب الأهلية، عمل النظام على وجود صدمة كبيرة في نفوس المواطنين»، مستطرداً «إضافة إلى ذلك قامت الدولة بزرع عيون لها في المجتمع الجزائري بشكل لا يشبه أي مكان آخر (في العالم العربي)».

أما السبب الثاني فيتمثل في مسألة «التوريث الجمهوري»، إذ باتت الجمهوريات في الوطن العربي تتجه إلى نظام التوريث. في حين تظل البلدان الملكية أكثر ثباتاً، إذ يقول حربي، «في المغرب مثلاً، هناك توجه للتغيير، الأمر الذي يدعم الأسرة المالكة هناك».

أما في البحرين، فيتعلق الأمر باستياء عام من نقص العدالة بين شرائح المجتمع المختلفة، ويعتبر عامل البطالة ضمن الشباب من أهم الأسباب التي تؤجج الاحتجاجات في أرجاء الوطن العربي. أما في تونس مثلا، أقدم محمد البوعزيزي على إضرام النار في نفسه بسبب الإحباط الكبير الذي كان يعيشه هذا الشاب المتعلم.

وتقول الإحصاءات إن نسبة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، في البلدان العربية، تتجاوز نسبة 40٪ في العادة.

وفي هذا السياق يقول الباحث في المركز الوطني للدراسات الديموغرافية في باريس، يوسف كرباج «تشهد المنطقة العربية من المغرب إلى العراق، ارتفاعا كبيرا في نسبة الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً. في المقابل يجدون سوق العمل في تراجع، خصوصاً في بلدان المغرب العربي».

وتشير الدراسات إلى أن معدلات الولادات تراجعت في المنطقة بشكل عام، إلا أن هناك تفاوتاً بين هذه البلدان، حيث استقرت مستويات الخصوبة في تونس لتساوي مثيلاتها في فرنسا، في حين يحافظ اليمن على معدلات زيادة سكانية عالية، حيث تضم العائلة الواحدة خمسة أطفال في الغالب.

ومن بين الأسباب الرئيسة أيضا، الحالة المزرية التي تعيشها شريحة واسعة من الشباب المتعلم، في الوقت الذي تتضاءل فيه فرص العمل، وتزداد المعيشة غلاء. وفي ذلك يقول الباحث المغربي في معهد (كارنجي) للشرق الأوسط، لحسن عشين «شهد الوطن العربي ظهور طبقة حاصلة على مستوى تعليم عالٍ، لكنها لم تتمكن من الحصول على وضع اجتماعي مناسب، نظرا لنقص الوظائف المتخصصة».

وفي مصر يعيش نحو 40٪ من الشعب بأقل من دولارين في اليوم، تحت مستوى الفقر الذي حددته الأمم المتحدة.

ويتمثل السبب الخامس، في انعدام العدالة والفساد، وعدم توزيع الثروات بشكل صحيح وعادل، وتتصدر بعض الدول العربية قوائم البلدان الأكثر فساداً في العالم والأقل شفافية على الإطلاق، حسب المؤشر السنوي الذي تصدره مؤسسة الشفافية الدولية «ترنسبارنسي انترناشيونال».

وأشار عشين إلى أن «المؤسسات الإدارية فاسدة، حيث لا يمكن لشخص ما أن يقدم طعناً أمام العدالة، ولا يمكنه أن يدافع عن نفسه»، ويوضح الخبير الاقتصادي أن المواطن العربي، في كثير من البلدان «يجد نفسه في نظام يقوده إلى الفقر لا محالة».

كما أن غياب الحريات الأساسية يعتبر من أهم الدوافع التي تقف وراء موجة الاحتجاجات الحالية، ويرى رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان كمال جندوبي، أن «القمع وغياب الحريات الأساسية، هما السببان الرئيسان»، والمشتركان للثورات التي تهز العالم العربي الآن. إلا أن نشاط وسائل الإعلام في المنطقة، وتغطيتها الواسعة والشاملة، أسهما في توعية الجماهير بشكل أفضل بكثير من الماضي.

وبالإضافة إلى الدور الإعلامي في اندلاع الثورات، فإن الوسائل المرئية والمقروءة والمسموعة لعبت دورا أساسيا في تسليط الضوء على الواقع المرير التي تعيشها المنطقة. وفي ذلك تقول الخبيرة في وسائل الإعلام الحديثة بمؤسسة «مراسلون بلا حدود»، لوسي موريون، ان وسائل الإعلام عموماً، والإلكترونية خصوصاً، تعتبر «أدوات تعكس الإحباطات المختلفة»، مستدركة أن «الشعوب في الماضي لم تنتظر ظهور الانترنت للقيام بالثورات».

وترى موريون أن التواصل بين المجموعات الناشطة على الانترنت مع الحركات الشعبية في الميدان هو الذي يحسم الأمور».

تويتر