أصوات دعت إلى المراجعة وأخرى اعتبرتها «سلوك قلة» وثالثة حذّرت من المنظمات الحقوقية

أزمـة الخـادمة الإندونيسية «صالان» تثير جـدلاً صحـافياً في السعوديـة

تظاهرات إندونيسية للدفاع عن صالان.. وفي الإطار صورتها. أ.ف.ب

أثارت مشكلة الخادمة الاندونيسية سومياتي صالان، التي قالت إنها تعرضت لتعذيب من عائلة سعودية، جدلاً واسعاً في الصحافة السعودية، وتمنى صحافيون سعوديون أن توقف اندونيسيا إرسال العمالة المنزلية إلى السعودية، كما لمحت بذلك جاكرتا وتراجعت، وذكّر آخرون بجرائم ارتكبها عمال وخدم بحق عوائل سعودية، وانتقدت أقلام أخرى عدم التزام قلة بمعاملة ادمية للخدم، فيما وصفت طائفة رابعة من الكتاب أصوات حقوقية بالانتهازية.

فقد كتب خالد حمد السليمان في صحيفة «عكاظ» أنه «قبل نحو 20 عاماً صُدم المجتمع ببيان لوزارة الداخلية السعودية، يعلن تنفيذ حكم القصاص بعاملة منزلية قامت بنحر طفلة رضيعة في حوض الاستحمام»، و«في بهو جامعة الملك سعود كنا مجموعة من الطلاب الأصدقاء نتداول الخبر عندما صدمنا أحد زملائنا بقوله: إن الطفلة المنحورة.. شقيقتي»!

واستطرد السليمان إن «المجرمة نحرتها في حوض الاستحمام دون مقدمات وبلا أي سبب ظاهر، حيث لم تكن تشكو سوء معاملة أو تبدي أي رغبات خاصة لم يتم تحقيقها، لكن الطفلة البريئة نحرت على مذبح إجرام إنسانة مضطربة، قطعت آلاف الأميال من بلادها إلى منزل غرباء في بلاد غريبة لتقتلع زهرة وتسلب بسمة وتطفئ شمعة».

وختم «لو أجرينا اليوم إحصاء بعدد الجرائم التي ارتكبتها العمالة الوافدة في المملكة لضاقت بها صفحات موسوعة غينيس، لكننا في خضم طوفان جرائم القتل والتعذيب والسحر والغش والخداع والسرقة والاغتصاب لم يحدث يوماً أن وجهنا اتهاماً جماعياً لشعب من الشعوب أو تجاوزنا في الإدانة مرتكب الجريمة، ذلك لأننا عقلاء، ونفهم أن الكل لا يؤخذ بجريرة الفرد».

وقال السليمان «كل هذه الاحتجاجات التي خرجت في إندونيسيا، وقبلها في سريلانكا، احتجاجات تحركها مقومات عاطفية، أبعد ما تكون عن طلب العدالة أو التعبير عن حالة السخط، لأن عشرات الملايين من الوافدين الذين تعاقبوا على هذه البلاد ووجدوا فيها لقمة العيش الكريمة لا يمكن أن تعدل كفتهم حالات فردية من سوء المعاملة يتحمل جريرتها من ارتكب أفعالها».

أما الكاتب تركي الدخيل فقد تناول الموضوع من زاوية مقابلة، فكتب في صحيفة «الوطن» أن «هذه الحادثة (يقصد تعذيب الخادمة سومياتي صالان المفترض) لا تعبر عن أسلوب تعامل مجتمع بأكمله مع الخادمات، لكنه في ذات الوقت يدقّ ناقوس الخطر إلى كارثة التعامل بالحديد والنار مع الخدم، لا نريد نحن الشعب السعودي أن يذاع عنا في كل وكالات الإعلام ما يسيء، يكفي أن تهمة الإرهاب تطاردنا في كل مكان».

أما الكاتب الصحافي حمود أبوطالب في صحيفة «عكاظ» فقد تمنى أن تمنع اندونيسيا إرسال عمالتها كخدم، لأن «القرار يعني أن نعتمد على أنفسنا كما كنا في الماضي».

وفي «الرياض» وتحت عنوان «من إندونيسيا رب ضارة نافعة»، قال الكاتب راشد محمد الفوزان: «ما حدث سيجبرنا على التحرك، وقد سبق أن ذكرت وغيري الكثير من الحلول لهذا القطاع الخاص بالعاملين المنزليين، أولها سن قوانين واضحة تحمي كل الأطراف، ولا نضع لنا شروطاً خاصة دون هذا العالم وأولها ساعات العمل، فالحقوق تؤخذ للعامل وأيضاً لصاحب العمل، ثانياً وهو جوهر الحل، تأسيس شركة خاصة تملك الدولة منها 50٪ لإثبات الجدية والحل، و50٪ لمكاتب الاستقدام المرخصة والرسمية، لتصبح الشركة المسؤول في كل شيء، بحيث أطلب عاملة أو سائقاً من هذه الشركة التي تضمن لي حقوقي وحقوقه، يعني لا مجال للهرب، ولا مجال لعدم دفع راتب أو معاملة سيئة وضبط هذا الكم من العاملين الذي يقدر بمليونين».

وفي صحيفة الحياة اللندنية، كتب الصحافي داوود الشريان أن «عدد عمال المنازل في السعويدية اكثر من ثلاثة ملايين يعيشون في البلد (السعودية ) منذ سنوات، ويجدون معاملة انسانية عظيمة»، واستطرد الشريان أنه «عندما تقع حادثة في بلد يضم ملايين العمال فالأمر لايستحق كل هذا اللغط»، ودعا الشريان الى «التصرف بشجاعة»، و«ضرورة لجم بعض المنظمات الحقوقية التي تسيس أي حادث».

ووصف الكاتب صالح إبراهيم الطريقي الكاتبين علي سعد الموسى وتركي الدخيل بـ«الانتهازيين، الساعيين إلى الصيت الحسن والشخصيات التي لا غبار عليها»، تعقيباً على اعتذارهما عن تعذيب الخادمة الإندونيسية سومياتي.

تويتر