المنظمة المصرية لحقوق الإنسان رصدت 12 حالة وفاة في 2009

أبوسعدة: عمليات التعذيب منهــجية وليست حالات فردية

أبوسعدة أكد أن منظمته لم تستطع توثيق كل الحالات بسبب خوف بعض الأهالي. الإمارات اليوم

اعترف رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبوسعدة، بأن تقرير المنظمة الذي صدر الثلاثاء الماضي، لا يرصد جميع حالات التعذيب أو معظمها، مشدداً على ان «عمليات التعذيب انتجت ثقافة الخوف التي تعيق عملنا كمنظمة تعمل في مجال حقوق الانسان».

وأضاف أبوسعدة لـ«الإمارات اليوم» «اننا للاسف الشديد نواجه عمليات منهجية للتعذيب وليست حالات فردية، وهو ما جعل التعذيب بأشكاله المتنوعة في حالة استمرار وتزايد في مصر، على الرغم من تزايد نشاط المنظمات الحقوقية في البلاد».

وأضاف «في ظل هذه الثقافة يتم تقديم مدنيين الى محاكم عسكرية، ما يمثل اعتداء صارخا على حق الانسان في ان يلجأ الى قاضيه الطبيعي وحرمانه من التقاضي امام درجات مختلفة من المحاكم».

وأشار الى ان «الأمن يتحرك بسرعة هائلة خلف المصريين في كل مكان، وأنه اصبح لدينا تعذيب وانتهاكات الكترونية، إذ طال التعذيب والملاحقة والاحتجاز نشطاء الانترنت، وأن عام 2009 شهد انتهاكات عديدة طالت المدونين في حرية استخدام شبكة المعلومات الدولية، والتي تنوعت بين الاعتقال وسوء المعاملة والاضطهاد والتتبع الدائم لهم، ناهيك عن تعرضهم للمحاكمات القضائية كما حدث مع المدون وائل عباس».

ونسب أبوسعدة لمنظمات حقوق الانسان النجاح في ملاحقة المتهمين بالتعذيب سواء كانوا جنوداً او ضباطاً وتقديمهم الى المحاكمة ومتابعة القضايا حتى صدرت أحكام بالسجن على ضباط وجنود في السنوات الماضية، مشيرا الى «حاجة المنظمات الحقوقية الى تعاون قانوني واعلامي اوسع، حتى نصل لجعل جريمة التعذيب وصمة عار على من ارتكبها».

وفي تقرير المنظمة المصرية لحقوق الانسان السنوي، الذي صدر الثلاثاء الماضي بعنوان (حالة حقوق الإنسان في مصر - التقرير السنوي لعام 2009)، أكدت المنظمة أن البنية السياسية لانتهاكات حقوق الانسان فى عام 2009 لم تختلف بأي حال من الأحوال عن الأعوام السابقة، وأشارت المنظمة في تقريرها السنوي إلى أن الانتهاكات «مازالت تعتري منظومة حقوق الإنسان في مصر كما أنها تتم بصورة جسيمة وصارخة».

ورصد التقرير الذي يقع في 578 صفحة وعرضه حافظ أبوسعدة، خلال مؤتمر صحافي نحو 403 حالات تعذيب خلال الفترة من عام 2000 وحتى عام .2009

وذكر التقرير أن حالات التعذيب توزعت على مختلف المحافظات، إذ احتلت محافظتا القاهرة وبورسعيد المرتبة الأولى بواقع سبع حالات لكل منهما، وجاءت محافظة الجيزة في المرتبة الثانية بواقع خمس حالات، فيما جاءت محافظة 6 أكتوبر في المرتبة الثالثة بواقع حالتين، في حين جاءت محافظات الوادي الجديد والإسكندرية والقليوبية والمنوفية والفيوم والإسماعيلية والسويس وأسيوط في المرتبة الأخيرة بواقع حالة واحدة لكل منها. وجاء في التقرير، انه خلال الفترة من 2001 وحتى عام 2009 رصد 2002 حالة احتجاز تعسفي، كما رصد 78 حالة اضطهاد وسوء معاملة داخل أقسام الشرطة خلال الفترة من عام 2004 حتى عام .2009

ولفت التقرير إلى أن ظاهرة الاختفاء القسري تشكل انتهاكاً لمجموعة أساسية من حقوق الإنسان المكفولة بنصوص المواثيق الدولية، مؤكداً أنه على الرغم من أن المنظمة لم ترصد أي حالة اختفاء عام ،2009 إلا أنها رصدت خلال الفترة من عام 1992 وحتى 2009 اختفاء 37 شخصاً بصورة قسرية تم إخلاء مصير 71 شخصاً منهم، بينما مازال 65 شخصاً في عداد المفقودين.

وقال إن المنظمة رصدت في عام 2009 نحو 118 حالة تعذيب واضطهاد واحتجاز تعسفي. وأكدت المنظمة أنها تلقت العام الماضي 3812 شكوى بينها 1532 شكوى تتعلق بانتهاك حقوق الأفراد المدنية والسياسية، وأن الأخيرة تركزت في الأساس على جرائم التعذيب. وأضافت أنها رصدت 12 حالة وفاة بالتعذيب عام 2009 مقابل 113 حالة في السنوات التسع الماضية.

لكن المنظمة قالت إنها تؤكد «أن هذا العدد (من حالات الوفاة تحت التعذيب) هو فقط ما استطاعت أن ترصده على مدار العام ويرجع ذلك لما واجهته المنظمة من صعوبات في التوثيق».

مشيرة الى أن أسر بعض الضحايا ترفض التعاون معها أو تتلقى المساعدة القانونية منها، كما أن بعضها الآخر يتنازل عن توجيه اتهامات لضباط شرطة متورطين في المحاضر الرسمية التي تجريها النيابة العامة.

تويتر