رئيس «الموساد» السابق قال إنه ضلل إسرائيل

«هآرتس»: تحقيق بريطاني يعيد التجاذب حول أشرف مروان

أشرف مروان. أرشيفية

تبدأ الحكومة البريطانية في يوليو المقبل تحقيقاً مفصلاً جديداً بشأن ملابسات الموت الغامض لأشرف مروان صهر الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر في لندن ،2007 الذي تدعي اسرائيل إنه كان عميلاً لجهاز الاستخبارات الاسرائيلي الموساد، وإنه حذر تل ابيب من خطة مصر لحرب اكتوبر .1973

وسيحاول المحققون إزالة اسباب الغموض في ملابسات موت الرجل، وما اذا كان قد اقدم على الانتحار بالالقاء بنفسه من شرفة شقته أو أن أحداً ما قام بإلقائه في جريمة قتل لمصلحة جهة معينة يرجح أن تكون إسرائيل - كما تقول عائلته التي تنفي أن يكون قد اقدم على الانتحار، وتؤكد انه اغتيل على ايدي عملاء اسرائيليين. بينما تقول مصادر اسرائيلية إن مروان يمكن أن يكون قد قتل بواسطة عملاء الاستخبارات المصرية انتقاماً منه لخيانته بلده بعد الكشف في اسرائيل عن انه كان عميلاً للموساد. وتزعم صحيفة هآرتس أن التحقيق البريطاني قد يسهم في حسم خلاف بين الاسرائيليين بشأن مروان، إذ انقسم الإسرائيليون- في خلاف اعتبره مراقبون عرب مفتعلاً- بين فريقين احدهما يرى مروان عميلاً اسرائيلياً والآخر يراه مزدوجاً.

وطبقاً لصحيفة هآرتس الاسرائيلية، كان مروان زوج احدى بنات الرئيس الراحل عبدالناصر وعمل مستشاراً خاصاً لخلفه الرئيس السادات. واستناداً الى الرواية الاسرائيلية الأولى التي تم ترويجها بشكل واسع، فإن مروان عرض عام 1969 على الاسرائيليين التجسس لمصلحة الموساد الذي رفض العرض لكن عميلاً في «قسم تزوميت» الذي يشرف على العملاء في الخارج قرر لاحقاً قبول العرض وأصبح التعامل مع التقارير التي كان يبعثها من مسؤولية الاستخبارات العسكرية التابعة لـ«جيش الدفاع الاسرائيلي»، إذ كان عميلاً مصرياً آخر يتولى ترجمة تلك التقارير وإنه طبقاً لذلك ابلغ الاسرائيليين بالقرار الاستراتيجي الذي اتخذه الرئيس السادات في اكتوبر 1973 بشن الحرب، وأبلغ المسؤول المباشر عنه في الموساد بتفاصيل الخطة الخاصة بتلك الحرب، كما ابلغه في مايو 1973 بأن المصريين يستعدون لمناورات وتدريبات عسكرية. وبعد ذلك بأشهر قليلة ابلغ مروان الجانب الاسرائيلي بأن يوم 6 اكتوبر 1973 هو الموعد الدقيق المحدد للحرب.

غير أن رئيس جهاز الموساد قبل حرب اكتوبر وأثنائها إيلي زاعيرا الذي وجهت له لجنة «أغرانات الاسرئيلية» التي تم تشكليها للتحقيق في اوجه القصور في الحرب قال عكس ذلك. ففي تسريب معلومات للصحافيين قال إن مروان كان عميلاً مزدوجاً وإنه زود اسرائيل بمعلومات مزيفة وكاذبة وإنه ضللها وأضر باستعداداتها للحرب. وقد اقدم قسم من الصحافيين الاسرائيليين على نشر المعلومات التي ادلى بها زاعيرا، بينما امتنع القسم الآخر من منطلق الشعور بالواجب.

وتمضي صحيفة هآرتس بأنه في اكتوبر 2003 وجه الصحافي الاسرائيلي شلومو ناكديمون رسالة الى المدعي العام الياكيم روبنشتاين يشكو فيها من تسريب اسماء عملاء للموساد الى أشخاص غير رسميين وليست لديهم اي صفة مسؤولة مثل الصحافيين والباحثين، ما دفع الأخير الى اجراء مشاورات واتصالات مع العديد من الهيئات والجهات الحكومية، ثم قرر عدم فتح تحقيق في الأمر. وفي العام التالي كرر ثلاثة من كبار مسؤولي الاستخبارات الطلب من خليفة روبنشتاين المدعي العام الجديد مناحيم مزوز اجراء تحقيق ومحاكمة زاعيرا بسبب ما اسموه من كشف عن معلومات تضر بالأمن الوطني وتعرض حياة عملاء خدموا اسرائيل للخطر.

وتزعم «هآرتس» أن المعلومات التي كشف عنها زاعيرا احدثت انقساماً واصحاً في الرأي بين قيادات الموساد، فقد طالب رؤساء العديد من الأقسام بما فيها «قسم تزوميت» ونائب رئيس الموساد مائير داغان باتخاذ إجراء صارم ضد زاعيرا ومعاقبته، باعتبار أن ما اقدم عليه كان صفعة قوية لما يسميه الاسرائيليون «قدس الأقداس» وهو الموساد الذي يحمي عملاءه لكن داغان عاد لاحقاً ليعدل من موقفه، ويقول إن معاقبة زاعيرا تسلط المزيد من الضوء والاهتمام على المسألة.

 

تويتر