‏‏‏أنصارها يقلدون غاندي ولوثر كينغ

المقاومة السلمية تكسب أرضاً جديدة في فلسطين‏

مسنتان تحملان علم فلسطين في تظاهرة سلمية في بلعين. أ.ف.ب - أرشيفية

‏المقاومة السلمية أو بالأحرى «اللاعنفية» التي يتبناها بعض الفلسطينيين تجد استحساناً من بعض سياسيي الضفة الغربية والشعب، الا ان تقاليد رمي الحجارة والمقاومة المسلحة بوصفها النماذج الأبرز للثورة لاتزال تستحكم في نسيج الشعب الفلسطيني.

اعتاد سكان قرية بلعين خلال السنوات الخمس الماضية الخروج بالمئات كل يوم جمعة والزحف تجاه ما يسمى الحائط الامني الاسرائيلي، والهتاف ضد الجنود الاسرائيليين المتمركزين على الجانب الآخر. ومن ضمن هذا الحشد الشاب الفلسطيني اشرف ابورحمة، الذي يرتدي قميصاً «تي شيرت» يحمل صورة المناضل الاميركي الاسود مارتن لوثر كينغ، مردداً هتافات ضد «حائط الفضل العنصري»- الذي وصفته محكمة العدل الدولية بأنه غير قانوني وعلى الرغم من ان أخاه بسام لقي مصرعه برصاص الجيش الاسرائيلي في تظاهرة مماثلة العام الماضي، فإن اشرف يقول انه لا يسعى وراء الثأر، ويقول إن «الله هو المنتقم»، ويضيف «انني اؤيد التظاهرات غير العنفية لأنها تعكس حقيقة كوننا محبين للسلام».

وبعد ثوانٍ من ذلك بدا معظم الشباب يرشقون الحائط بالحجارة، ثم جاءت عبوات الغاز المسيل للدموع لتسقط وسط المتظاهرين وتطوقهم في غلاف من الدخان، وتم ابعاد احد المصابين من وسط الجموع بعد ان تعرض لجرح اثر سقوط عبوة غاز على رأسه. وبعد دقائق من ذلك بدات التظاهرة السلمية.

ويبدو أن مثل هذه التظاهرات غير العنفية التي تبنتها قرية بلعين منذ سنوات أنها وجدت هوى لدى قطاع عريض من الفلسطينيين، ووجدت ايضاً مساندة من سياسيين امثال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.

في خضم مباحثات السلام التي لا تلوح لها نهاية في الافق، ومع عدم احراز أي تقدم من خلال الانتفاضة العسكرية صار معظم الفلسطينيين يتطلعون الى طريق جديد يفضي بهم للدولة المستقلة، بيد ان دعاة المقاومة السلمية يطلبون من الفلسطينيين تناول دواء مر للغاية يتمثل في قبولهم بحقيقة عدم كفاءة الميليشيات العسكرية الفلسطينية ازاء القوة العسكرية الاسرائيلية. ويقول رجل الاعمال من قرية بلعين محمد خطيب عضو لجنة تنظيم التظاهرة السلمية الاسبوعية: «ليست المسألة حرباً بين جيشين، حيث اننا باتباعنا التظاهر السلمي فإننا نقضي على المبرر الأمني الذي يستغله الاسرائيليون»، ويضيف أن «مثل هذه التظاهرات تعكس قوة حق الشعب الفلسطيني في العيش على هذه الارض». بالنسبة للاجيال الفلسطينية المتعاقبة والتي نشأت في خضم الصراع في اسرائيل فإن الدولة الفلسطينية لن تظهر للوجود الا بنوع من المواجهة مع الدولة العبرية، ويعتقد حتى اؤلئك الذين أصابتهم خيبة أمل من الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في العقد الماضي أن «انتفاضة الحجارة» التي برزت أواخر الثمانينات لاتزال تحتفظ بشعبيتها الطاغية وسط الفلسطينيين. ويقر منظمو تظاهرة قرية بلعين انه من السهل تحويل الفلسطينيين من المقاومة بالحجارة الى المقاومة السلمية التي تبناها المهاتما موهنداس غاندي في الهند، ولوثر كينغ في اميركا خلال خمسينات القرن الماضي.

ويعتقد خطيب ان معظم الفلسطينيين الذين يشاهدون الاحتجاجات الصامتة على التلفزيون يتشككون في جدواها، لكنه يعتقد انه يفضل المهادنة بدلاً من تعريض المتظاهرين للخطر، ويقول «علينا ان ندرك ان مقاومة الحجارة صارت جزءاً من ثقافة المقاومة الفلسطينية منذ الانتفاضة الاولى ويعتقد الفلسطينيون أن لهم الحق في المقاومة المسلحة بموجب القانون الدولي»، لكنه يضيف «ولكنني ايضاً اعتقد أن الفلسطينيين اذكياء بما فيه الكفاية ليعرفوا أي الطرق افضل لنيل حقوقهم».

اضافة الى التظاهرات الاسبوعية ضد الجدار العازل، فإن هذه المقاومة الفلسطينية الصامتة تتضمن جهوداً وليدة لحث الشعب الفلسطيني على عدم شراء ما قيمته 500 مليون دولار سنوياً من البضائع المصنعة في المستوطنات الاسرائيلية، وتوجد ايضاً حركة سلام تعمل على زارعة الأشجار في الضفة الغربية.

 

 

تويتر