‏‏‏بعد غارة راح ضحيتها رئيس الشرطة ومدعٍ عام و3 نساء

القوات الأميركية تنحر خروفاً على الطريقة الأفغانية لتطييب خاطر الاهالي‏

الجنود جاؤوا بخروف وذبحوه طبقاً للتقليد الأفغاني في إشارة لطلب الصفح. غيتي - أرشيفية

‏‏زار أحد كبار قادة القوات الخاصة الأميركية في افغانستان قرية «خطابا» شرق البلاد للاعتذار للأهالي عن غارة ليلية شنتها قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالخطأ وراح ضحيتها رئيس الشرطة ومدعٍ عام وثلاث نساء. حدثت تلك المجزرة في 11 فبراير الماضي الأمر الذي اثار الأهالي واستقطب توبيخاً حاداً من السياسيين في العاصمة كابول.

وصل قائد قيادة قوات العمليات المشتركة، الفريق البحري وليام ماك رافين إلى القرية التي وقع فيها الحادث محاطا بأكثر من 10 جنود افغان، وكان الغرض من تلك الزيارة هو الاعتذار لكبير القرية، حاجي شرف الدين على ما حدث ومواساة أهل القرية، حيث عرفه بنفسه «أنا قائد الجنود الذين قتلوا أحباءكم عن طريق الخطأ، وقد جئت هنا لمواساتكم ومواساة أسر الضحايا، وجئت هنا طالباً عفوكم عن هذه المآسي التي تسببنا فيها». وتعتبر هذه الزيارة أمراً جديداً للقوات الأميركية العاملة في أفغانستان والتي رفضت منذ شهرين بعد هذا الحادث أن تسمي الوحدة التي تورطت فيه أو أن تقر بمسؤوليتها عن مقتل الأهالي.

ويؤكد المحققون الأفغان ان القوات الاميركية الخاصة حاولت التستر على دورها في مقتل المدنيين الافغان وهي التهمة التي تنفيها الولايات المتحدة.

بيد أن قائد القوات الاميركية في افغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، اصبح يطبق «عقيدة مناهضة المسلحين» الاميركية التي تدعو القوات الاميركية -المدربة على العنف والشدة في الميدان- ان تعمل ايضا على حماية المدنيين الافغان من اجل كسب صداقتهم وتحالفهم. ومنذ ان تسلم القيادة العام الماضي اصدر ماكريستال «قواعد اشتباك مخففة» واجتهد قدر الامكان لكي يقلل الخسائر وسط المدنيين.

وفي مؤتمر عبر «الفيديو كونفرانس» يجيب فيه على اسئلة الجنود في وقت مبكر من هذا العام يقول ماكريستال بشيء من اليأس «لقد قتلنا عدداً قليلاً من الأشخاص الذين لا يمثلون أي تهديد لنا». وفي فبراير الماضي اعتذر ماكريستال للشعب الافغاني بعد ان قضت ضربة جوية لقوات (الناتو) على 27 مدنياً. وقدم ماك رافين مواساته في الغرفة نفسها التي تجمع فيها من قبل 25 من اقارب الضحايا للاحتفال بمولد طفل جديد قبل وقت قصير من هجوم القوات الخاصة على المكان. وأقرت قوات (الناتو) في الرابع من الشهر الجاري للمرة الأولى بمسؤوليتها عن مقتل الافغان الخمسة ممهدة الطريق لتلك الزيارة. وصل رافين في سيارة مصفحة وأنزل ثلاثة من الجنود خروفاً من السيارة وذبحوه طبقاً للتقليد الافغاني في اشارة لطلب الصفح، ثم اخذ كبار القرية القائد ومرافقيه إلى الداخل، حيث قدم رافين تعازيه لشرف الدين. وقال «سيدي، اعلم انك رجل طيب وأن افراد اسرتك أناس طيبون»، وأضاف «لم نأتِ الى هنا لإيذائكم وإنما اتينا لبلادكم من اجل حماية الشعب الافغاني، هذه غلطة فظيعة. سيدي انت وأنا رجلان مختلفان، انت لديك اسرة وأنا جندي قضيت معظم وقتي خارج البلاد بعيداً عن اسرتي ولدي اطفال ايضاً وقلبي يحزن من اجلكم». ورد شرف الدين بأنه يعرف ان القوات الاجنبية «جاءت الى افغانستان لمساعدتنا وحمايتنا ولجلب الأمن وليست هنا لتقتل المدنيين»، لكنه أضاف أن العدالة لن تتحقق الا عندما يسلم الاميركيون المخبر الذي ارسل القوات الخاصة الى هنا للهجوم على منزل مليء بالمدنيين والمسؤولين الحكوميين. وقال «اننا نطلب منكم تسليمنا ذلك الجاسوس الذي ادلى لكم بالمعلومات الكاذبة». انني لا اريد الجاسوس من اجلي بل اريده ان يواجه العدالة او تسليمه لقائد الجيش الافغاني». ويحذر القائد عبدالله عضو مجلس الحكماء الاقليمي القوات الاميركية ألا يقبلوا سريعاً أي معلومات يتم تقديمها لهم لأن اعداء افغانستان يحاولون خداعهم بهذا الشكل، ويضيف «خلال 30 عاماً من الحرب في افغانستان صارت هناك العديد من العداوات وأصبح كل شخص يحاول الايقاع بأعدائه بأي طريقه لقتلهم».

 

تويتر