‏‏

‏غرامة مالية على صاحب حمارين اجتازا حدود القدس‏

جنود الاحتلال أعاقوا دخول مسيرة «الشعانين» إلى القدس. أ.ف.ب

‏بعد نحو 10 أيام من مسيرة «أحد الشعانين» التي اعتقل فيها عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عباس زكي وعدد من المشاركين في المسيرة، فرضت بلدية الاحتلال في القدس غرامات مالية على أحد الفلسطينيين الذي اعتقل خلال المسيرة، وأفرج عنه بكفالة مالية، بحجة دخول الحمير التي امتطاها بعض المشاركين في المسيرة مناطق عسكرية داخل القدس المحتلة.

قال المواطن الفلسطيني إبراهيم صلاح، إنه خلال عمله في حراثة الاراضي بالقرب من الحاجز العسكري لمدينة بيت لحم شاهد المسيرة الدينية بمناسبة احد الشعانين، وكان فيها بعض المواطنين الذين يمتطون الحمير، (تعبيراً عن الاقتداء بدخول السيد المسيح على الحمار، تواضعاً منه بمناسبة العيد، حيث استقبل بالترحاب من قبل سكان القدس وهم يحملون جذوع النخيل والزيتون).

وأضاف صلاح انه عندما شاهد المسيرة اندفع للمشاركة فيها، حيث قام بحل المحراث عن الحصان وجره مع حمارين آخرين استأجرهما لحراثة الارض، وانطلق نحو المسيرة وشارك فيها، «حيث قدم ممتلكاته فداء للوطن»، لاسيما انه يعاني الامرين والظلم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه الذين يحاولون منذ سنوات سرقة أرضه والاستيلاء عليها، معتبرا مشاركته واجباً وطنياً لمواجهة الاحتلال الذي يسرق الارض ويمنع الفلسطينيين، مسيحيين ومسلمين، من الوصول الى أماكن عبادتهم.

وسرد إبراهيم تفاصيل معاناته ومعاناة كل المشاركين الذين اقتحموا الحاجز العسكري الفاصل بين بيت لحم والقدس، وما كابدوه من اعتداءات إسرائيلية، وصلت حد رش افواه المعتقلين بالغاز والاحتجاز ساعات طويلة دون مياه شرب أو طعام، وتفاصيل لقائه بابنه المعتقل في سجن عوفر ورؤيته له لاول مرة منذ سبعة أشهر، وهو الشيء الايجابي الوحيد لابراهيم في هذه الرحلة الاعتقالية التي استمرت اربعة ايام.

ويوضح ابراهيم انه دخل سجن عوفر عند الساعة الـ11 ليلاً، وعندما ادخل للغرف قام بالتعريف عن نفسه ومن ثم عرفه الاسرى في الغرفة التي ادخل اليها بانفسهم وانهم في سجن عوفر، فقال لهم ان ابنه في هذا السجن فبدأ الاسرى بالصراخ على ابنه قائلين له ان اباه في السجن، حيث انتظر حتى ساعات الصباح وشاهد ابنه في فورة الاسرى. المفاجأة لابراهيم كانت بعد الافراج عنه، هو بقاء حمارين له داخل الحاجز العسكري، فيما اخرج ابنه الصغير الذي كان يعمل معه الحصان عند انتهاء المسيرة واعتقال والده، ولكنه لم يستطع اخراج بقية الحمير من هناك. ويضيف ابراهيم انه بدأ رحلة بحث عن الحمارين الضائعين عبر سؤال العمال الداخلين والخارجين والمشاركين في المسيرة، إلى ان دله احد المواطنين عليهما، قائلا له ان بلدية الاحتلال تحتجزهما في مكان قريب من الحاجز العسكري المعروف بالمعبر، حيث تطالب بمبلغ 1200 شيكل غرامة مالية.

وبعد طول اتصال بين ابراهيم والمواطنين الذين يحملون هوية القدس ويقطن بعضهم بالقرب من الجدار في الجهة التي تسيطر عليها اسرائيل استطاع هؤلاء المواطنون إقناع البلدية بتخفيض المبلغ الى 400 شيكل، حيث اقترضها ابراهيم المواطن الضعيف من بعض الاصدقاء والجيران ودفعها لهؤلاء المواطنين الذين اعادوا اليه الحمارين. تساءل ابراهيم عن اسباب طلب اسرائيل هذه «المبالغ الطائلة» غرامة على الحمير، فقيل إنها مقابل الطعام الذي قدمته بلدية الاحتلال للحمارين، قائلاً بشكل ساخر «هل كانت بلدية الاحتلال تطعمها البسكويت لتطلب مثل هذا المبلغ؟!».

تويتر