‏‏‏صورة وظلال‏

‏أحمد الطيب: صعيدي .. عارف بالثقافات الأوروبية

عين الرئيس المصري حسني مبارك الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخاً للأزهر، خلفاً للشيخ محمد سيد طنطاوي الذي توفي الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.

وقالت الوكالة إن الرئيس المصري «أصدر (أمس) القرار الجمهوري رقم 62 لعام 2010 بتعيين فضيلة الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخاً للأزهر، أعلى مؤسسة للإسلام السني في العالم.

أنهى تعيين الطيب رئيس جامعة الأزهر ومفتي الديار المصرية السابق شيخاً للجامع الأزهر تكهنات كثيرة، حيث رشحت أوساط كثيرة مفتي الديار المصرية الحالي علي جمعة للمنصب، واستبعدت الطيب لسابقة غضب السلطة عليه وإقالته من منصبه مفتياً للديار المصرية، كما تضمن الإعلان إبلاغ الشارع رسالة قدرة مبارك على اتخاذ قرارات في فراش المرض.

والدكتور الطيب من مواليد قرية القرنة في الأقصر جنوب مصر والمعروفة بأنها من أبرز المدن السياحية في صعيد مصر، وتضم في جنباتها ثلث آثار العالم وتحمل داخلها تناقضاً، كونها المدينة المنتمية للـ«صعيد الجواني» بتقاليده الأكثر محافظة من جهة، والتي يزورها ويسكن فيها آلاف الأوروبيون من جهة أخرى.

شيخ الأزهر الجديد حاصل على درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين في الفكر الإسلامي، إضافة إلى دكتوراه أخرى من جامعة السوربون، وعمل مفتياً للديار المصرية عامي 2002 و،2003 ثم انتقل بعد شائعات عن خلافه مع السلطة من دار الإفتاء إلى رئاسة جامعة الأزهر. وصف الطيب بأنه صاحب رؤية وسطية للإسلام، ويشجع الانفتاح على الآخر وشارك في مؤتمرات حوار الأديان التي كان له دور بارز فيها لإلمامه باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ودراسته للاستشراق والأدب الإنجليزي والفرنسي، وله العديد من الدراسات والمؤلفات في العقيدة والفلسفة الإسلامية، وكذلك ترجمات وتحقيقات لعدد من المؤلفات الفرنسية عن الفلسفة الإسلامية، لكن هناك من انتقده لإعلانه عن آراء مذهبية وطائفية أقل انفتاحاً من سلفه طنطاوي. تعرض الطيب لمواقف سببت له حرجاً داخل الجامعة وفي مجلس الشعب، حيث رفضت طالبة أزهرية محجبة تُدعى هبة عبدالرحمن عبدالحليم مصافحته أثناء تسلمها شهادة التقدير لتفوقها الدراسي والعلمي ما أثار غضبه، ودفع الطالبةإلى القول له إن المصافحة حرام بين النساء والرجال، مشيرة إلى أن هذا هو السبب وراء امتناعها، إلا أن الطيب واصل غضبه، وقال: «لن أسلم الجائزة إلا لمن تصافحني»، ثم تراجع وقال للطالبة: «قدمي نفسك للحاضرين أم ان الكلام حرام أيضًا». كان للطيب أيضاً موقف في أزمة النقاب التي اشتعلت في مصر، وقال: «إن النقاب ممنوع داخل لجان امتحانات الطالبات».

والطيب معروف أيضاً بموقفه المعارض لجماعة الإخوان المسلمين، وقد دان في 2006 عرضاً عسكرياً للفنون القتالية قام به طلبة تابعون لجماعة

الإخوان في جامعة الأزهر، ودعا إلى «احتواء أي فكر متطرف» في الجامعة.

يواجه الطيب تحدياً صعباً لتوليه مشيخة الأزهر بعد طنطاوي الذي كان دائم الاشتباك مع الإعلام والرأي العام، الطيب عضو في مجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين، وشيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفاً لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية في الأقصر، كما يترأس لجنة حوار الأديان في الأزهر.

تويتر