‏‏‏ناجية من «الهولوكست»: العالم مُطالب بنصرة الفلسطينيين

جامعات و40 مدينة عالمية تتصدّى لعنصرية إسرائيل‏

تظاهرة ضد العنصرية الإسرائيلية في لندن. غيتي

‏اختتم عدد كبير من الجامعات في كندا والعالم، أمس، فعاليات أسبوع مواجهة عنصرية إسرائيل التي استمرت حتى 14 من مارس الجاري، وذلك للعام السادس على التوالي، في واحدة من أكبر التظاهرات التي تجسد تضامن شعوب العالم مع قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته، مما يتعرض له من ممارسات عنصرية على يد الاحتلال الاسرائيلي، مثل مواصلة بناء جدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني ومداهمة بيوت الفلسطينيين والاعتقالات اليومية في صفوفهم، إضافة الى الإصرار على مواصلة الحصار الخانق لقطاع غزة.

وقد شارك اكثر من 40 مدينة في مختلف انحاء المعمورة في هذه الفعاليات، والتي جاءت عقب الحرب الوحشية التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة والتي تضمنت مقاطعة للسلع ولنشاط الجامعات والمعاهد الاسرائيلية، وعرض أفلام وإلقاء محاضرات وتنظيم ندوات واحتفالات تسلط الضوء على ضرورة وضع حد لعنصرية إسرائيل وممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين، وتقول الناشطة والاكاديمية الفلسطينية الدكتورة رباب عبدالهادي من نابلس، إنها شاركت مع غيرها من النساء الفلسطينيات في نشاط العديد من الجمعيات العربية والاوروبية والاميركية، من أجل انتزاع حقوق المرأة الفلسطينية والعربية بشكل عام، وفي هذا السياق عملت بين 1982-،1988 مديرة للعلاقات السياسية والدولية في مركز أبحاث الشرق الاوسط في نيويورك، وأسهمت بشكل كبير في تأسيس اتحاد المرأة الفلسطينية في اميركا الشمالية خلال سنوات الانتفاضة الأولى. وتعمل حاليا محاضرة في برنامج الدراسات العرقية في جامعة سان فرانسيسكو.

وهناك فنانة الهيب هوب الموسيقية الفلسطينية عبير الزناتي المولودة في لويد عام ،1948 التي تقدم لوحات استعراضية وتعبيرية راقصة بالعربية والانجليزية والتي قدمت العديد من الاعمال والعروض منذ عام ،2008 كما تتحدث الزناتي عن تجاربها كفلسطينية تعيش تحت الاحتلال الاسرائيلي الذي صادر حريتها ومارس ضدها ألوان الظلم والاضطهاد.

كما تأتي جامعة ألبرتا في كندا في صدارة الجامعات التي نظمت احتفالات ضد إسرائيل، وتضمنت العديد من الفعاليات من عروض موسيقية وغنائية ومسرحية والرسوم والافلام الافلام الوثائقية، بإسهام كبير من شبكة التضامن الفلسطينية التي بذلت جهدا كبيرا في شرح سياسات الاحتلال وممارساته ضد الفلسطينيين وتوجيه الجهود نحو تنفيذ حملة دولية واسعة وفعالة من المقاطعة والعقوبات وسحب الاستثمارات وتصفيتها ضد إسرائيل.

من جانبها، قالت اليهودية الأميركية الناشطة «آنا بالتزر» مؤلفة كتاب «شاهد في فلسطين، وإحدى المتحدثات الناشطات في فعاليات احتفالية فضح العنصرية الاسرائيلية «حينما يقر ذوو الضمائر حول العالم ان التمييز في اسرائيل وفلسطين خطأ كما كان في جنوب إفريقيا، يمكننا بناء حركة للتغيير». وتضيف بالتزر وهي حفيدة ناجين من الهولوكوست ومؤيدة للحقوق الانسانية للفلسطينيين إن «كثيرا من الناس يعتقدون ببساطة شديدة ان اسرائيل ديمقراطية وتدافع عن نفسها وبتوضيح حقائق الامور على أرض الواقع، فإننا ننصف الفلسطينيين ونشجع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على اتخاذ الخطوة التالية نحو تحقيق السلام العادل بينهما، ولن تتحول اسرائيل طواعية من دولة يهودية الى دولة ديمقراطية، وإن على المجتمع الدولي مسؤولية دعم الفلسطينيين في التصميم على المساواة الكاملة لكن الاسرة الدولية فشلت حتى الآن في ممارسة الضغط اللازم على اسرائيل وإنه قد حان الوقت للشعوب حول العالم لممارسة ضغوطها على إسرائيل لتغيير سياساتها والتخلي عن ممارساتها وقيادة حركة شاملة من أجل التغيير».

ويقول القائمون على فعاليات احتفالية مكافحة العنصرية في الجامعات الكندية، إن المحاضرين والمشاركين في الندوات والفنانين ألقوا الاضواء على أهداف الحملة التي تتضمن العمل على انتزاع الاعتراف بالحقوق الاساسية للمواطنين العرب في إسرائيل وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة على اساس القرار الدرلي 491 الصادر .1948 وفي هذا الشأن يقول سيافاش سفاري الذي يعد لنيل الدكتوراه في العلوم السياسية وعضو شبكة التضامن مع فلسطين «كان من المهم والضروري أن تبدأ فعاليات اسبوع عنصرية اسرائيل في كندا، لأن الحكومة الكندية ترى منذ وقت طويل في اسرائيل حليفا قويا ومقربا لها ترتبط معها باتفاقات امنية وتجارية وشاركت معها في مناورات عسكرية في مقاطعة ألبرتا». وأضاف سفاري الذي خاض نقاشا مطولاومعمقا مع الناشط الفلسطيني ضد جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية محمد عثمان (33 عاما)، وهو من قرية جيوس إن «الحملة ضد ذلك الجدار لا تتسم بالعنف وإن بقية الناشطين يرغبون في نقل رسالة بهذا الشأن الى شعوبهم».

ومن بين المشاركين الصحافي الاميركي الفلسطيني الاصل علي أبو نعمة، المشارك في تأسيس موقع الانتفاضة الالكترونية غير الربحي والاستاذة المساعدة في دائرة العلوم السياسية في جامعة أبيغيل باكان الدكتورة ياسمين أبولبن، والناشط في شبكة التضامن مع فلسطين في مدينة إدمنتون سكوت هاريس.

وكعادتها في مثل هذه المناسبات والفعاليات، سارعت إسرائيل إلى اتهام المشاركين فيها وكل من ينتقد سياساتها بالتحامل على اليهود والتحيز ضد إسرائيل، وتسليط سيف معاداة السامية على رقبة كل من يتجرأ ويهاجم سياساتها وممارساتها ضد الفلسطينيين.

إعداد: عقل عبدال‏

تويتر