‏‏

‏أميركا تخوض حرباً ثالثة في باكستان‏

آثار هجمة جوية أميركية على باكستان. أي.بي.أيه

‏تسبب مقتل ثلاثة جنود أميركيين في باكستان قبل شهر بحرج كبير لحكومة رئيس الوزراء رضا جيلاني التي تواجه صعوبات في إدارة البلاد، ويعبر الرأي العام الباكستاني عن غضبه المتزايد حيال الدور الذي تلعبه الوحدات الأميركية الخاصة في البلاد، فضلاً عن قيام الطائرات-من دون طيار بتنفيذ عمليات عسكرية، كان آخرها الأسبوع الماضي وراح ضحيتها عشرات المدنيين.

وعلى الرغم من سياسة التعتيم والتكتم التي تنتهجها الولايات المتحدة، إلا أن واقع الحال هناك يقول إن أميركا تخوض الحرب الثالثة لها في باكستان منذ 2001 بعد حربي أفغانستان والعراق. وفي حادث نوعي تعرضت قافلة تتكون من شاحنات تنقل معدات مدنية لتجهيز مدرسة للبنات على الحدود الباكستانية-الأفغانية لهجوم بسيارة مفخخة، راح ضحيته سبعة أشخاص وأصيب 130 شخصاً أغلبهم من طالبات المدرسة. وكان ثلاثة أميركيين يرتدون زياً محلياً من بين الضحايا، تبنت حركة طالبان-باكستان الهجوم، وقالت إن الأميركيين الذين كانوا ضمن القافلة ينتمون إلى شركة بلاكووتر الأمنية الخاصة. وتتهم الحركة بلاكووتر، بأنها وراء تفجيرات بيشاور ومدن باكستانية أخرى. ويعتقد باكستانيون أن سلسلة الهجمات التي حدثت في الآونة الأخيرة والتي تتهم «طالبان»-باكستان بالوقوف وراءها، هي من تدبير الأميركيين من أجل تبرير الوجود الأميركي. ويذكر أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية كانوا قد كشفوا، عن طريق الخطأ عن وجود 200 جندي أميركي في باكستان، يعمل مابين 60 و100 منهم في مجال التدريب العسكري، ويقوم بعض الجنود، منهم الثلاثة الذين قتلوا في الهجوم بتدريب حراس الحدود الباكستانيين، وقد كشف الهجوم الذي حدث بالقرب من المدرسة الحدودية، أن «البنتاغون» قامت بتمويل مشاريع في المنطقة القريبة من أفغانستان لسنوات وتم ذلك سراً.

من المحتمل أن يكون عناصر «طالبان» قد تمكنوا من اختراق الجيش الباكستاني، ومن ثم تسنى لهم معرفة وجود أميركيين في المجموعة التي تم استهدافها بوساطة سيارة مفخخة، وهي الوسيلة الوحيدة المتاحة في أيدي المسلحين، نظراً لتوفر معدات متطورة لدى القوات الأميركية يمكنها كشف العبوات الناسفة والقنابل التقليدية المزروعة على جانبي الطريق. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الرأي العام في باكستان بدأ يتولد لديه إحساس بأن الولايات المتحدة تقوم بإهانة الباكستانيين وتغرس بذور التفرقة بينهم. كما أن قيام «البنتاغون» بتمويل بناء مدارس للبنات قد يؤدي إلى نتائج عكسية وربما تولدت منها حساسية حتى في المناطق التي لا تسيطر عليها «طالبان».

كتب الدكتور حسين أحمد باراشا مقالاً في إحدى الصحف المحلية ينتقد فيه الحكومة التي سمحت بالتدخل الأميركي في البلاد، تحت عنوان «ماذا بقي من الكرامة؟». وجاء في المقال «لقد قامت القوات الأميركية بالعديد من الهجمات على أراضينا مستخدمة الطائرات من دون طيار، وأدى ذلك إلى مقتل 700 شخص على الأقل أغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء، في حين لم يتعد عدد القتلى من المسلحين 18». مضيفاً «لقد تحولت بذلك كرامتنا إلى رماد، واحترقت آخر جمرة فيها عندما أصبح رعايا الدول الإسلامية وباكستان من ضمنها، مجبورين على المرور عبر أجهزة التفتيش الضوئي (التي تكشف الأجساد)، بقرار من الإدارة الأميركية». وأشار باراشا إلى أن العاملين في بلاكووتر الذين اقترفوا جرائم شنيعة في العراق، يدخلون الأراضي الباكستانية متى شاؤوا ومن دون تأشيرات للدخول. وأضاف «أنهم يتجولون في سيارات تحمل أرقاماً غير صحيحة ويحملون أسلحة فتاكة». وأشار استطلاع للرأي أجري الصيف الماضي، إلى أن 64٪ من الباكستانيين يرون في الولايات المتحدة «عدواً» لهم في حين قال 9٪ من المستطلعة آراؤهم، فقط، إن واشنطن حليفة لباكستان. ويرى المراقبون أن عودة الجنود الغربيين إلى باكستان، بعد خروجهم في 1947 لن يكون مرحب به من طرف أغلب الباكستانيين.

 

تويتر