داغان يحطّ من سُمعة الاستخبارات الإسرائيلية ويتسبّب في مشكلات دبلوماسية

داغان قاتل بـ «سكين بين فكّيه».             أ.ب ــ أرشيفية

لم يكن أسبوعاً جيداً بالنسبة لرئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (موساد) مائير داغان، حيث يعتقد الكثير من الاسرائيليين ان المشكلة لا تتمثل في اغتيال «موساد» للقيادي الفلسطيني محمود المبحوح في دبي، بل لأن القتلة قد تركوا وراءهم جميع الادلة التي تشير الى ارتكابهم ذلك العمل، وهو الامر الذي من شأنه ان يحط من سمعة «موساد» ويتسبب في مشكلات دبلوماسية كبيرة لاسرائيل.

خلال سنواته الثماني التي تربّع فيها على عرش «موساد» لم يظهر اسم داغان في الاخبار بشكل علني، إلا نادراً، ناهيك عن الانتقادات الموجهة اليه، وعندما تتحدث الاخبار عن رئيس «موساد» فإنها في الغالب أخبار تحمل الكثير من المداهنة والمجاملة، وكثيراً ما تظهره الصور بأنه رجل أصلع قصير القامة، بيد ان الصورة التي تداولتها الاخبار هذه المرة عكست عن شخصية لا تعرف الرحمة تدبر المكائد في الخفاء بدم بارد وتمسك «سكيناً بين فكيها» اثناء ادارتها لهذه المؤسسة.

ربما كانت قمة اعجاب الاسرائيليين بداغان في عام 2008 ،عندما أعلنته احدى قنوات التلفزة الاسرائيلية بأنه «رجل العام». ونال اعجاب القادة الاسرائيليين ايضاً. وكان قد عيّنه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق، ارييل شارون، رئيساً لجهاز الاستخبارات، وهو الذي اصدر اليه امر «الامساك بالسكين»، وتم التمديد لداغان في هذا الجهاز مرات ومرات، أحدث تمديد كان على يد رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي، بنيامين نتنياهو يونيو الماضي.

ويقول عنه خبير الشؤون الاستخباراتية في جامعة حيفا، يوري بارجوزيف «ينظر اليه الكثيرون على انه رجل ناجح ويزعم الاخرون انه افضل مدير لـ(موساد) حتى الان».

وتنظر اليه الحكومة الاسرائيلية على انه الرجل الذي اعاد امجاد «موساد»، إلا ان بعض المحللين يرون ان الاعجاب بإنجازات «الموساد» في الماضي والجدل الحالي بشأنه مبالغ فيه. ويقول الصحافي يوسي ميلان، الذي ألّف العديد من الكتب عن الاستخبارات الاسرائيلية: «هذه الصورة التي يتمتع بها داغان بوصفه قاتلاً بسكين بين أسنانه إنما هي صورة خادعة، وان (موساد) ليس كذلك، ولا اعتقد ان (موساد) تحت داغان شيء مختلف عما كان عليه الوضع من قبل». واشار ميلان الى ان الاسرائيليين يميلون الى الاعتقاد بـ«أسطورة» الموساد الذي في استطاعته حل جميع مشكلاتهم الكبيرة، لكن ذلك الاعتقاد يخالف التحديات الامنية الاسرائيلية. ويضيف ميلان انه «ليس في استطاعة (موساد) ولا الـ(سي آي إيه) منع ايران من تطوير برنامجها النووي، انه يستطيع تأخيرها. لكن إيران ماضية في عزمها».

تويتر