لندن تنفي اطّـلاعها على خطة إسرائيـلية لاغتيال المبحوح

«حماس» توعدت بالانتقام لمقتل المبحوح.                إي.بي.إيه

نفت الخارجية البريطانية بصورة قاطعة معلومات أفادت بأن لندن أُبلغت بمخطط اغتيال القيادي في حركة «حماس» محمود المبحوح، وباستخدام فريق الكوماندوس جوازات سفر بريطانية مزورة. فيما أفادت صحيفة «الاندبندنت» اللندنية في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط روبرت فيسك، نقلاً عن مصدر وثيق الاطلاع في دبي أن الجوازات التي استخدمها أفراد فريق الاغتيال في تصفية المبحوح ليست مزورة بل حقيقية، لأنه تم إصدارها في بريطانيا حديثاً وأنها بيومترية والصور عليها حقيقية.

وفي مواجهة العاصفة الدبلوماسية التي أثارتها قضية جوازات السفر المزورة، نفت إسرائيل أمس الاتهامات التي وجهتها شرطة دبي الى جهاز «الموساد» بالوقوف خلف اغتيال المبحوح، وقال مسؤول إسرائيلي كبير، طلب عدم كشف اسمه، لوكالة «فرانس برس» أمس إن «شرطة دبي لم تقدم في هذه القضية أي دليل ذي طابع اتهامي». وقال المسؤول الاسرائيلي «حتى اليوم لا أحد يعرف ما الذي جرى. شرطة دبي لم تشرح حتى ظروف وفاة المبحوح». وشدد المسؤول الاسرائيلي على انه «ليس هناك أي دليل على أنه اغتيل. كل ما نراه على أشرطة فيديو أشخاص يتحدثون على الهاتف».

وقال القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان إن أدلة شرطة دبي قوية في قضية اغتيال المبحوح، مؤكداً ان قيام «الانتربول» بإصدار مذكرات حمراء لملاحقة المتهمين لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت الأدلة قوية.

 
الزهار: إسرائيل ودول غربية تدفع «حماس» إلى معركة خارجية

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية محمود الزهار أمس، إن إسرائيل ودولاً غربية تدفع حركته لفتح مواجهة خارجية. واتهم الزهار، في خطبة الجمعة في احد مساجد مدينة غزة، الولايات المتحدة الأميركية بـالتواطؤ مع إسرائيل في محاربة فصائل المقاومة الفلسطينية واغتيال قادتها، في إشارة إلى اغتيال محمود المبحوح في دبي. وقال الزهار إن «الغرب الذي يحارب الإسلام ويتواطأ مع الاحتلال في تنفيذ اغتيالات بحق رجال المقاومة في الخارج يحاول نقل المعركة إلى خارج فلسطين، ونحن مستعدون لذلك». وأضاف أن حماس حافظت على أن تكون المقاومة داخل فلسطين، لكن الغرب والاحتلال يحاولون نقلها إلى الخارج، وإذا حدث ذلك فهم الخاسرون، والشعب الفلسطيني قادر على الرد. وفي اتهامه للولايات المتحدة، قال الزهار إن «الاحتلال لا يقتصر على الكيان الإسرائيلي إنما هناك رجال أمن أميركيون في الضفة الغربية يعاونون وينسقون مع السلطة لمحاربة المقاومة وملاحقة المجاهدين». غزة ــ د.ب.أ
وأضاف خلفان ان تشكيك «الموساد» أو غيره مجرد حديث مرسل لكننا نثق جيدا بأدلتنا، لافتاً الى أنها تشمل صورا وتسجيلات فيديو للجناة قبل تنفيذ الجريمة بـ19 ساعة حتى لحظة هروبهم. وكشف عن أدلة جديدة منها استخدام الجناة بطاقات ائتمانية في شراء تذاكر سفر من دولة أخرى بالاسماء المعلنة نفسها، معتبراً أن هذا دليل قوي.

وأكد خلفان ان التحقيقات لاتزال تحوي الكثير من التفاصيل التي سيعلن عنها في حينها، معتبراً ان تعاون الدول التي زُورت جوازات رعاياها مؤشر مهم إلى جدية ملاحقة الجناة. واستبعد خلفان صحة ما تردد عن معرفة المخابرات البريطانية مسبقاً باعتزام «الموساد» تزوير جوازات رعاياها واستخدامها في عمليات خارجية، مؤكداً أن العلاقات الأمنية بين الامارات وبريطانيا جيدة ولا يمكن أن تسمح لندن بذلك.

وفي التفاصيل اعتبرت صحيفة «الاندبندنت» أن التبريرات البريطانية لقضية الجوازات تفتقر إلى الرصانة، مشيرة إلى أن هذه القضية أظهرت أن التواطؤ الامني الأوروبي مع إسرائيل تجاوز الأطر القانونية. وكانت الخارجية البريطانية أعلنت أن جوازات ستة من البريطانيين المشاركين في جريمة اغتيال المبحوح وهمية ومزورة، غير ان روبرت فيسك نقل عن مصدره في دبي التساؤل: لماذا لم تتحرك بريطانيا على وجه السرعة لدى علمها بقضية الجوازات؟

من جهتها نفت وزارة الخارجية البريطانية ما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» اللندنية أمس، أن اسرائيل ابلغت جهاز الاستخبارات البريطاني المعروف(ام 6) بأن عملاء إسرائيليين يستعدون لتنفيذ عملية خارج الحدود الاسرائيلية، مستخدمين جوازات سفر بريطانية مزورة.

واوضح المتحث باسم الخارجية البريطانية أن لندن علمت بهذا الموضوع لاول مرة من قائد شرطة دبي الذي كشف عن تفاصيل القضية خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين الماضي.

وقد افادت صحيفة «ديلي ميل» بأن الخارجية البريطانية تلقت معلومات معينة قبل ساعات من تصفية محمود المبحوح في دبي، من دون أن تحاط علماً بالشخصية المستهدفة أو بمكان تنفيذ العملية. واشارت الصحيفة الى أن بريطانيا لم يكن لها أي دور في هذه العملية.

ونفت الخارجية البريطانية بصورة قاطعة معلومات أفادت بأن لندن ابلغت بمخطط اغتيال المبحوح. وقالت صحيفة «ديلي ميل» نقلاً عن عنصر في الموساد الاسرائيلي رفض الكشف عن اسمه ان لندن اعلمت بالخطة قبل ساعات من تطبيقها. ونقلت عدة وسائل إعلام من بينها هيئة الاذاعة البريطانية معلومات الصحيفة.

وقال متحدث باسم الخارجية إن «كل تلميح الى علمنا بأي عنصر في موضوع الاغتيال في دبي قبل حدوثه، بما في ذلك استخدام جوازات سفر بريطانية بصورة غير مناسبة، امر خاطئ بالكامل».

من جهة أخرى قلل المسؤول الاسرائيلي من شأن استدعاء الممثلين الدبلوماسيين الاسرائيليين في كل من بريطانيا وايرلندا وفرنسا والمانيا لطلب توضيحات حول جوازات السفر المزورة من هذه الدول التي استخدمها اعضاء المجموعة المتهمة بتنفيذ عملية الاغتيال. وقال إن هذه الدول «طلبت فقط مساعدة من إسرائيل بشأن استخدام جوازات السفر هذه». وفي برلين طالبت الحكومة الألمانية بسرعة كشف الملابسات والخلفيات المتعلقة بعملية اغتيال محمود المبحوح. وشدد أندرياس بيشكه المتحدث باسم الخارجية الألمانية امس، على ضرورة كشف جميع الملابسات دون فجوات وفي أسرع وقت ممكن.

وأضاف المتحدث أن مفوض الحكومة الألمانية لشؤون الشرق الأوسط أندرياس ميشائيليز تلقى الخميس وعداً من موفد السفارة الإسرائيلية في برلين بالحصول على مزيد من المعلومات حول الجريمة التي ورد فيها اسم شخص يحمل جواز سفر ألمانياً.
تويتر