تكهنات بمعرفة المخابرات الفرنسية سلـفاً بعملية المبحوح

السفير الإسرائيلي في لندن رون برسور يغادر مقرّ الخارجية البريطانية بعد استدعائه لتقديم إيضاحات بشأن عملية الاغتيال. آي.بي.إيه ــ أرشيفية

يعتقد خبراء أمن فرنسيون بأن استخدام العقل المدبر لعملية اغتيال الناشط الفلسطيني محمود المبحوح جوازاً فرنسياً، يثير تساؤلات كثيرة، ويرى هؤلاء أن هناك فرضيتين، تقوم الأولى على أن فرنسا تعتبر صديقاً قديماً لإسرائيل، تفعلت العلاقات بين البلدين بشكل إيجابي بعد مجيء الرئيس نيكولا ساركوزي، فقد يكون اختيار الجواز الفرنسي، الذي كان يحمله أهم عنصر في العصابة، لإدراك تل أبيب أن فرنسا «لن تحرك ساكناً».وربما يكون ذلك اختيارا صائباً على الأقل لحد الآن، والفرضية الثانية، وهي الأخطر في الموضوع، أن تكون أجهزة الإستخبارات الفرنسية على علم بالعملية، أو أن تكون قد قدمت دعماً أو مساعدة للمخابرات الإسرائيلية من خلال تأكيد صلاحية الجواز المستخدم من طرف قائد العصابة المدعو بيتر ألفينجر.

ويؤكد خبراء فرنسيون أنه في ظل المراقبة المشددة في المطارات وتبادل بيانات المسافرين حول العالم، من الصعب تصديق تصريحات الحكومة الفرنسية بأن الجواز الفرنسي المستخدم مزوراً.

ويتساءل مراقبون عن الصمت الذي تتبناه باريس، حيث إنه من المنطقي أن تحتج على الممارسات الإسرائيلية أسوة بما فعلته لندن ودبلن، حيث استدعت الأولى السفير الإسرائيلي لديها، واستنكرت الثانية بشدة استخدام وثائق سفر أيرلندية.

ويتعين، حسب رأيهم، فرض «عقوبات» ضد تل أبيب. والواقع أن مانراه ما هو إلا الجزء المرئي من الكتلة الجليدية، في ما يخص العلاقات السياسية والدبلوماسية بين فرنسا والدولة العبرية.

ومايحدث حالياً بين البلدين أكبر بكثير حيث لا يقتصر الأمر على التقارب السياسي، بل يشمل أيضاً التعاون بين الأجهزة الأمنية،

والأمر قد تغير كثيراً عما هو عليه قبل عشر سنوات، خاصة في ما يتعلق بالتعاون الاستخباراتي، ويلفت خبير في مجال الأمن الانتباه إلى أن عناصر الموساد لايستخدمون جوازات السفر الأميركية أبداً.

من جهة أخرى، ينفي خبير أمني آخر احتمال وجود تعاون من أي شكل بين الاستخبارات الفرنسية والمجموعة التي قامت بتصفية المبحوح، ويرى الخبير أن باريس لايمكنها أن تتورط في مثل هذه العمليات، لأنها لن تستفيد كثيراً، بل ستخسر الكثير، كما أن«نتائج العملية ستكون عكسية».

أويسود الاعتقاد في أوساط أوروبية بأن عملية التصفية ستسبب توتراً في العلاقات بين الكثير من الدول، وتعيد هذه العملية إلى الأذهان عمليات أخرى قام بها الموساد مستخدماً الأسلوب نفسه -استخدام جوازات مزورة أو مسروقة- فقد احتجت المملكة المتحدة على استخدام عناصر الجهاز جوازات سفر بريطانية في ،1979 كما طلبت السلطات الكندية من تل أبيب توضيحات بعد قيام عميل للموساد بمحاولة اغتيال فاشلة، في 1997 وكان يحمل جوازاً كندياً مزوراً. كما اضطرت اسرائيل للاعتذار من نيوزيلندا، قبل ست سنوات، في ظروف مشابهة.

تحقيقات نمساوية


تقوم السلطات في النمسا بالتحقيق في استخدام أرقام هاتفية نمساوية من طرف عناصر المجموعة المتهمة باغتيال المبحوح.
وأكدت وزارة الداخلية أن مكتب الأمن القومي ومكافحة الإرهاب يقوم بمتابعة التحقيقات، وتقول الشرطة النمساوية إنها على اتصال مع نظيرتها الإماراتية في هذا الإطار. وحسب الصحيفتين اليوميتين «دغ ستاندرد»، و«هوت»، فإن أفراد العصابة استخدموا سبعة أرقام نمساوية لتحضير العملية، ويذكر أن المجموعة التي قامت بتفجيرات مومباي في نوفمبر ،2008 استخدمت، كذلك، أرقاماً نمساوية، ولم تثبت التحقيقات أن التخطيط للهجمات تمّ في النمسا بالفعل.

عمليات فاشلة
1973: عملاء إسرائيليون يغتالون نادلاً بالخطأ في مقهى بالنرويج، خلال مطاردة للناشط الفلسطيني أحمد سلامي، الذي اغتيل لاحقاً في بيروت.
1974: محاولة 10 عناصر من الموساد الفرار من النرويج، والحكم على أربعة منهم بالسجن.
1991: توقيف جواسيس إسرائيليين وهم يحاولون زرع ميكرفونات للتنصت في السفارة الإيرانية في قبرص.
1997: توقيف عميلين إسرائيليين أثناء محاولتهما اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بواسطة السم في الأردن.
1998: دهم الشرطة منزل لبناني مقيم في بيرن السويسرية ووجدت جواسيس إسرائيليين يزرعون وسائل للتنصت.
1998: القبض على جاسوسين إسرائيليين في قبرص وبحوزتهما أجهزة متطورة جداً.
2004: القبض على رجل وامرأة يعملان لمصلحة الموساد في نيوزيلندا بحوزتهما جوازات سفر مزورة.

تويتر