ارتفاع معدل الانتحار والإدمان في بريطانيا بسبب «الأزمة»

الأزمة الاقتصادية عززت تماسك الحياة الزوجية وشجعت على الانتحار. غيتي

ارتفعت معدلات الانتحار في بريطانيا للمرة الأولى منذ عقد من الزمن بسبب الركود الاقتصادي، وفقاً لأرقام نشرها المكتب الوطني للاحصاءات، في الوقت الذي تراجعت معدلات الطلاق لأدنى مستوياتها منذ .1975

ويعتقد خبراء ان تدني نسبة الطلاق ربما يعود الى ان الزوجين يفضلان البقاء مع بعضهما بعضاً في ظل الازمة الاقتصادية لأنهما لا يستطيعان أن يوفرا لنفسيهما مستوى معيشياً أفضل وهما منفصلان تحت هذه الظروف الاقتصادية الصعبة. ارتفعت أيضا حالات الانتحار المقترنة بالكحول الى 3.5٪ خلال هذه الفترة مسجلة 9031 حالة، من ضمنها 11 معاقراً للخمور دون الـ35 عاماً.

هذه الارقام عززت المخاوف التي اثيرت من قبل حول التأثير التدميري الذي تتعرض له الثقافة البريطانية بسبب الافراط في تناول الكحول. وشهدت بداية الازمة الاقتصادية ارتفاعا في معدلات الانتحار بلغ 6.1٪، وهو ارتفاع لم تشهده البلاد منذ ،1998 حيث انه منذ ان وصلت حالات الانتحار إلى ذروتها عام 1998 بدأت في الهبوط بفضل سلسلة من المبادرات التي هدفت الى تقديم الدعم للاشخاص المعرضين للانتحار، بيد ان معدلات الانتحار ارتفعت فجأة من 5377 حالة عام 2007 إلى 5706 حالة عام 2008 بالتزامن مع بدايات الأزمة الاقتصادية اذ تضاعف عدد المنتحرين من الجنسين ثلاث مرات.

وترتفع حالات الانتحار بين الذكور في الشمال الشرقي من بريطانيا لتنخفض في شرق ميدلاندز في الوقت الذي لا تتخذ حالات الانتحار بين الاناث نمطا جغرافيا معينا.

كما ان هناك 9031 وفاة متعلقة بتناول الكحول عام 2008 مقارنة بـ8724 وفاة العام ،2007 وتضاعفت الوفيات المقترنة بالكحول منذ بداية التسعينات، حيث إن جميع الوفيات تقريباً لأشخاص فوق الـ35 عاماً، بيد ان 11 من تلك الحالات في 2008 كانت لأشخاص تتراوح اعمارهم بين 15 و34 عاما.

من ناحية أخرى، هبطت نسب الطلاق بمعدل 5٪ في مقاطعة ويلز عام 2008 لتصل الى 121 ألفاً و779 حالة. و هو العام الخامس على التوالي الذي تشهد فيه هذه الحالات هبوطا في معدلاتها، حيث هبطت الحالات من أعلى ذروة لها (153 ألفاً و176 حالة) في .2003

ويشير مسح مستقل الى ان مهنيي الطبقة الوسطى هم الاكثر تناولاً للكحول مقارنة بالعمال الفقراء، ويتضح من خلال المسح ان المهنيين يستهلكون 13.8 وحدة من الكحول في الاسبوع مقارنة بـ10.6 وحدات يستهلكها العمال اليدويون، ويقر مهنيو الطبقة الوسطى بأنهم يتناولون الكحول بشكل متواصل او خمس مرات في الاسبوع، مقارنة بـ11 ٪ من العمال اليدويين الذين يفعلون الشيء نفسه.

ويحذر استاذ بحوث سياسة الصحة بجامعة ادنبرة، استيفن بلات من ان ارتفاع حالات الانتحار قد يؤذن بنمط تصاعدي لهذه الحالات جراء الازمة الاقتصادية. ويقول انه إذا سلمنا بالعلاقة القوية بين الكساد الاقتصادي وحالات الانتحار فمن المحتمل ان يكون هذا الارتفاع هو البداية لنمط تصاعدي في حالات الانتحار سيستمر الى ان تتحسن الظروف الاقتصادية.

تويتر