الاستيطان يهدّد بلدة «عاطوف» بالزوال

تواجه بلدة عاطوف الفلسطينية الواقعة على شفا الأغوار، قرب بلدة طمون بمحافظة طوباس، حصاراً إسرائيلياً من جميع الجهات بفعل المستوطنات المقامة على مناطق مختلفة من أراضيها ومعسكرات الجيش الإسرائيلي، والتي التهمت أكثر من 60٪ من مساحتها، إضافة إلى حفر الخنادق حولها والتي عزلت القرية عن البلدات والقرى المجاورة.

وتتعرض عاطوف لمخطط إسرائيلي، يستهدف الاستيلاء على ما تبقى من أراضيها وتهجير سكانها، من خلال الهجوم المكثف لقطعان المستوطنين منذ نحو شهر على أراضي البلدة بحماية الجيش، حيث يقتحمونها وهم حاملون خرائط يومين في الأسبوع وكل يوم جمعة. وكان الاحتلال قد احتل بلدة عاطوف عام ،1967 وأقام مستوطنات عدة على أراض تعود ملكيتها لأهالي عاطوف وطمون وطوباس، وقد نال تلك البلدة الجزء الأكبر من أذى الاحتلال، كون أرضها تقع على امتداد سهل البقيعة أحد أخصب سهول فلسطين، وكونها تقع في منطقة الأغوار في محاولة لتطهير تلك المنطقة من السكان الفلسطينيين.

وقال رئيس مجلس قروي بلدة عاطوف عبدالله بشارات، لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي إن «عاطوف بلدة محاصرة ومعزولة عن البلدات والقرى المجاورة لها فقد أقام الاحتلال على أرضها مستوطنتي «البقيعة» و«الحديدة»، وأحاطها بالمستوطنات المقامة على أراضي البلدات والقرى المجاورة لها، بالإضافة إلى وجود أربعة معسكرات لجيش الاحتلال على أرض البلدة».

وتابع بشارات قوله «يكتمل حصار عاطوف بوجود خندقين يربطان معسكرات الجيش الإسرائيلي ويعزلان عاطوف عن القرى والبلدات المجاورة لها، ويوجد بين كل خندق مسافة 500 متر، يمنع سكان البلدة من الاقتراب منها، ويتم اعتقال كل من يقترب من تلك المنطقة من رعاة الأغنام، لاسيما أن 90٪ من بلدة عاطوف ثروة حيوانية».

وأوضح أن هذين الخندقين تسببا في فصل عاطوف إلى قسمين، فقد أغلق الاحتلال المنطقة الشمالية واعتبرها منطقة عسكرية مغلقة، وصادر أراضيها وهدم منازل السكان فيها، كما تتعرض المنطقة الشرقية لعاطوف لسلسلة واسعة من هدم منازل المواطنين وبركسات الزراعة ورعي الأغنام فيها.

ويتعرض سكان عاطوف، بحسب بشارات إلى مسلسل حظر تجوال بشكل يومي، حيث يمنع السكان الخروج من منازلهم بعد الساعة الثامنة مساءً، بينما تنتشر جيبات الاحتلال العسكرية في شوارع البلدة ويتم فتح بوابات معسكرات الجيش. ويتخوف سكان البلدة بحسب بشارات، من إقامة مستوطنة جديدة على ما تبقى من أراضيهم، وهذا ما يعني زوال القرية بالكامل، فما تبقى من مساحة القرية لا يتعدى الـ40٪ من مساحتها الإجمالية التي استولى عليها الاحتلال لمصلحة المستوطنات، ومعسكرات للجيش والتدريب العسكري.

وذكر أن المساحة الإجمالية لبلدة عاطوف «الشفا غورية» 98 ألف دونم، ما بين جبال وسهول ومنطقة وأغوار، وصادر الاحتلال أكثر من 60٪ من مساحتها لمصلحة المستوطنات ومعسكرات الجيش ومناطق عسكرية مغلقة، إضافة إلى الاستيلاء على مناطق جرداء يمنع السكان من دخولها أو الزراعة فيها.

ويعاني سكان عاطوف بحسب رئيس مجلسها القروي، من وجود ألغام ومخلفات للجيش في منطقة سهلية شرقي جبل «جادر» بعاطوف، وهذا يهدد مصير حياة سكان عاطوف، فقد سبق وأن استشهد عشرات المواطنين فيها، ففي عام 2009 استشهد راعي أغنام، وفي عام 2008 استشهد مواطنان، كما استشهد شقيق رئيس المجلس القروي لعاطوف عام ،2005 عندما كان عضوا في المجلس.

تويتر