مساهمات إسلامية مميّزة في مواجهة كارثة هايتي

مسلمو العالم ظهروا شركاء أصليين في أعمال الإغاثة. رويترز

تعرضت هايتي لمعاناة يصعب وصفها نتيجة الزلزال المدمر الذي ضربها، حيث قتل نحو 150 ألف شخص، وشرد نحو ثلاثة ملايين آخرين. وسارعت المنظمات والحكومات والأشخاص من جميع أنحاء العالم إلى تقديم المساعدة. وبالنظر إلى الطبيعة الخيرية للدين الإسلامي، ظهر مسلمو العالم باعتبارهم شركاء فاعلين في أعمال المساعدة والإغاثة. وفي حقيقة الأمر، عمل المسلمون مع الجماعات الخيرية الأخرى من الأديان المختلفة.

وتحظى جميعة الإغاثة الإسلامية بأعلى قدر من الاحترام من بين الجمعيات الخيرية في العالم، وتعتبر الأكثر نجاحا، واستخدمت هذه الجمعية التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة، لكي تحشد المساعدات، إضافة إلى جمعية «دايجت سيكر»، وهي جمعية إسلامية مقرها في كندا.

وجمعت جمعية الإغاثة الإسلامية 100 ألف دولار خلال ساعتين من أجل مساعدة هايتي عن طريق شبكة الإنترنت. وأقامت الجمعية والفنانون المسلمون الأميركيون حفلا موسيقيا في نيويورك، واستغلت الفرصة لجمع التبرعات من أجل هايتي.

وقدمت المنظمات الحكومية وغير الحكومية في دول طالما اعتبرت متلقية للمساعدات، يد المساعدة لهايتي. وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي والسياسي في باكستان قدمت جمعيتا «الخدمات» و«ادي» مساعدات كبيرة لهايتي، بالنظر إلى خبرتهما في هذا المجال، بعد الزلزال الذي ضرب باكستان في 2005 وأدى إلى مقتل 80 ألف شخص.

وقال رئيس جمعية الخدمات نعمة الله خان « يحضنا الإسلام على مساعدة من يتعرضون للمتاعب، فالإنسانية تأتي أولاً». وفي الشرق الأوسط، تقدم جمعية «دبي كير » غير الربحية والمكرسة لضمان التعليم للأطفال الصغار، مساعدات عاجلة لـ 200 ألف طفل في هايتي عن طريق شركائها العالميين الموجودين على أرض هايتي حاليا.

وقدمت البحرين والكويت والمغرب وتركيا مساعدات، كل منها بقيمة مليون دولار، إضافة إلى إرسال طائرة محملة بالإمدادات الطبية والطعام والخيم والبطانيات. وتبرعت إيران بـ 30 طناً من المساعدات الإنسانية، بما فيها الأطعمة والخيم والأدوية عبر جمعية الصليب الأحمر. وقدمت لبنان طائرة تحوي 25 طناً من الخيم وثلاثة أطنان من الأدوية. وأرسلت أندونيسيا، كبرى الدول الإسلامية من حيث تعداد السكان، مساعدات بقيمة 2.1 مليون دولار. وقال وزير الخارجية الأندونيسي، ماريت ناتاليغوا، في رابطة دول جنوب شرق آسيا المجتمعة في فيتنام «باعتبارنا دولة فجعت بما حدث لهايتي من قبل، ندعو دول الرابطة، بما فيها نحن ، لتقديم ما نستطيع من جهد لمساعدتهم».

وطبقاً لما ذكرته الباحثة من مركز دراسات الحكم الدولي في كلية لندن للاقتصاد، حبيبة حميد، «فإن هذا النوع من الأعمال الخيرية ليس غريبا، وانما متأصل في المجتمعات الإسلامية». وقالت «من دون الدول الإسلامية، ما كان في الإمكان إنشاء برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة الآن، والذي أثبت فائدته المهمة في هايتي حالياً». وفي ،2008 وعندما أطلق البرنامج دعوة طارئة للتبرعات على ضوء تزايد أسعار الغذاء والبترول، قدمت السعودية 500 مليون دولار، ما حدا بالبرنامج إلى الاعتراف بالعاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز باعتباره «بطل المعركة ضد الجوع»

وعلى الرغم من أن مسيرة إعادة بناء هايتي طويلة، وتتطلب تضافر المزيد من الجهود، إلا أن جهود الإغاثة الإسلامية في جميع أنحاء العالم تثبت أنه أحياناً يكون شركاؤنا الأكثر فاعلية وجدارة بالثقة ليسوا من نتوقعهم.


عن «كاونتربانش»

تويتر