الصحافة الورقية وُجدت لتبقى

تخوض الصحف صراعاً مريراً مع الإنترنت، بحثاً عن مصادر جديدة للدخل لتعويض انخفاض التوزيع والإعلانات التي ارتحلت إلى الشبكة العنكبوتية. ويقول خبراء في عالم الصحافة إن الصحف الورقية المطبوعة تواجه تهديدا فعليا كلف صحافيين على مستوى رفيع من الكفاءة والجودة وظـائفهم، لتوجه الصحف نحو تقليص المصاريف وترشيد الإنفاق. ويضيف هؤلاء أنه يتعين على الصحف الورقية أن تبحث عن الوسائل التي تجدد بها حيويتها، وتحافظ بها على استمراريتها، كالمبادرة بالأفكار الخلاقة والابتكار والانفتاح على التقنيات الحديثة والاستعانة بدماء جديدة، بعد أن يتم تأسيس أجيال من الصحافيين على التعليم الجيد.

ويقول الخبير بيتر فين من «واشنطن بوست» «أعتقد أن على القارئ أن يدفع لقاء ما يحصل عليه، والصحافة المبدعة والعظيمة تكلف الكثير، ما يعني أن علينا تمويل أعمالنا بصورة جديدة». ويضيف إن الصحافة ذات البريق والتأثير هي التي تجتذب الانتباه وترسم معالم الطريق أمام القارئ، بل وأمام غيرها من الصحف. ويقول فريق من محترفي الصحافة إن أفضل المقالات هي التي التي تكتب من خلال المراسلة المشبعة بالتفاصيل من مكان الحدث مباشرة، وإن كتابة الاخبار اليومية ومعرفة اللاعبين الرئيسين في منطقة محددة تمكنك من بناء نوع من الثقة معهم، ثم يصبحون أكثر طواعية في التعامل معك أو إعلامك بالموضوعات الأكثر حساسية، وإن بريق الصورة ومتعة النظر إليها وقراءة الأخبار والمقالات عبر جهاز الكمبيوتر تشبه الوجبات السريعة، ولا تغني عن الصحافة المكتوبة عند الذين يتصفون بالرصانة والجدية، وكلما زاد التعمق في الثقافة واللغة الخاصة بالمكان والأفراد زادت جودة المقال أو التقرير، لكن رأياً آخر يقول إن المقال الجيد يجد قارئه سواداً على الإنترنت، أو في الصحيفة الورقية.

وعلى كل حال، سيبقى الصراع مستمراً وعلى أشده في المستقبل المنظور على الأقل، ويبدو أن كفة الإنترنت، بما فيها من تقنية وجاذبية، هي الراجحة.

تويتر