رئيس جنوب إفريقيا يخطّط للزواج بسادسة

زوما مرتدياً جلد الفهد يراقص عروسه الجديدة توبيكا ماديبا. أ.ف.ب

انزلق الرئيس الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، على الحشيش المبتل الاثنين الماضي، ليقع على بطنه، لكنه نهض ضاحكاً ليواصل رقصه التقليدي، فقد كان في حالة مزاجية جيدة، لأنه كان يحتفل بزواجه الخامس. وظهر زوما الذي يعتبر من أكثر الرجال متعددي الزوجات في المجتمع الإفريقي التقليدي مرتديا جلد الفهد، في حفل مهيب في منزله الريفي في نكاندلا في إقليم كوازولو ناتال، في الوقت الذي ظهرت زوجته الجديدة، توبيكا ماديبا، مصحوبة بوفد من النساء والرجال الشباب من قبيلتها، يرتدون جلود الحيوانات.

وجاء الاحتفال بالزواج بعد عامين من تقديم زوما المهر التقليدي لأسرة ماديبا (34 عاما) التي يقال إن لديهما ثلاث أطفال مشتركون.

ويشكل تعدد الزوجات في جنوب إفريقيا جدلاً مستفيضاً في دولة تتأرجح بين إفريقيا التقليدية والغرب المتقدم، ويستمد زوما الجزء الأكبر من شعبيته من إيمانه بالتقاليد الافريقية، بيد أن شبابا كثيرين يعتبرون تعدد الزوجات موضة قديمة عفا عليها الزمن. وقبيل الانتخابات الرئاسية، أبدى شباب كثيرون عدم ارتياحهم لأن يكون على رأس البلاد رجل متعدد الزوجات، يعول 18 ابناً.

وخلال الاحتفال، انتقد زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الأب ثيونيث بوتا، من الناحية الدينية، هذا الزواج، قائلاً «الزواج بامرأة أنجب منها من قبل ثلاثة أبناء يعتبر ردة كبيرة للعصور المظلمة، وإيذانا بالعودة إلى الوثنية ودين الأجداد». وينتقد ناشطون في مجالي الصحة وحقوق المرأة هذا التقليد (تعدد الزوجات)، قائلين إنه أسهم في انتشار مرض الإيدز وفيروس «إتش آي في» المسبب له، فضلاً عن تقويض وضع المرأة.

ودافع زوما عن نفسه، بإشارته إلى أن لدى رجال كثيرين علاقات غرامية، وأنه يفضل الشكل الرسمي للزواج بصديقاته. ويعتبر تعدد الزوجات تقليداً ثقافياً يحميه دستور جنوب إفريقيا.

ويؤكد إبراهيم ابراهيم الذي كان يشارك زوما الزنزانة نفسها في جزيرة روبن أن تعدد الزوجات «جزء من ثقافة الزولو، ولا يتدخل فيه الآخرون كثيرا، لأنه أمر شخصي، ولا أعتقد أن زوما يلقي بالاً لمنتقديه، ولو فعل ذلك، لما تزوج للمرة الخامسة».

كان زوما في السابعة عشرة عندما التقى زوجته الأولى سيزاكيلي خومالو، قبل نصف قرن، وكان اهتمامهما بحياتهما الزوجية يأتي في المرتبة الثانية بعد اهتمامهما بالكفاح المشترك ضد التفرقة العنصرية. تركها بعد ذلك، ليذهب إلى منفاه الاختياري في سوازيلاند، ومنها إلى موزمبيق. وخلال عمله السري لحزب المؤتمر الإفريقي في موزمبيق، تزوج كيت مانتشو التي تعمل في أحد الخطوط الجوية الوطنية، وأنجب منها خمسة أطفال. وبعد خمس سنوات، تزوج ناكوسازانا دلاميني في سوازيلاند، إلا أنهما انفصلا عام ،1998 وتشغل الآن منصب وزيرة الشؤون الداخلية في حكومته، وفي ديسمبر 2000 أخذت مانتشو جرعة زائدة لتضع حداً لحياتها، بعد أن وصفت زواجها بزوما بأنه «24 عاماً من الجحيم».

وجاء زواج زوما للمرة الرابعة في 2008 عند ترشحه لمنصب الرئاسة، حيث تزوج نومبومليلو نتولي التي أنجب منها طفلين.

وتعتبر ماديبا سيدة مجتمع من مدينة ديربان التقى بها قبل 10 أعوام، وعلى الرغم من إعلان زواجهما الاثنين الماضي، فإن زوما يخطط للزواج بالسادسة، حيث أقام الأسبوع الماضي حفلاً لتقديم الهدايا لخطيبته الجديدة، بونغي نجيما. ويرتبط زوما أيضا بعلاقة مع أميرة من سوازيلاند، ولم تبد أي إشارة عن نيته الاقتران بها.

وحضرت الزوجات الثلاث اللاتي على ذمته جميعهن «السيدات الاول» حفل تنصيبه رئيساً في مايو الماضي، وأخذت كل منهن دورها في مرافقته في الاحتفال الرسمي، وحامت شائعات عقب الزواج أن الزوجتين السابقتين ظلتا على خلاف دائم، ما دعا القصر الرئاسي إلى إصدار توضيح يؤكد أن « لدى الرئيس ثلاث زوجات»، ويضيف البيان أن «الأولى هي سيزاكيلي التي يدور مجال اهتمامها حول الزراعة والأمن الغذائي، وتشرف حالياً على مشروع خضراوات في منطقة أنكاندلا، والثانية نومبومليلو التي تهتم أساساً بالتنمية الاجتماعية وتبذل جهودا مقدرة لمساعدة الأيتام، اما أحدث زوجاته فهي ماديبا، وتهتم أساسا بالشؤون الصحية»، وأكد البيان عدم وجود سيدة أولى رسمية، بيد أن الأمر يعتمد على اختيار الرئيس.

ودخلت الزوجتان في عراك مستفيض، منذ انتقلتا إلى العيش في منزل زوما الريفي.


عن «الغارديان»

تويتر