جورج غالاوي.. سياسي مشاكس

عاد اسم البرلماني البريطاني المثير للجدل جورج غالوي المؤيد لقضية الشعب الفلسطيني ليشغل بقوة ساحة الأحداث في الشرق الأوسط في الايام الأخيرة مع تزايد الحديث عن قافلة «شريان الحياة 3» التي تضم أكثر من 250 شاحنة محملة بالمساعدات الانسانية الاوروبية والتركية والعربية واقتراب وصولها الى قطاع غزة والمصاعب التي تظهر في طريقها.

وقد سبق هذه القافلة خلال هذا العام القافلتان الاولى والثانية في إطار جهود لم تتوقف يبذلها غالاوي وطاقم ضخم من مساعديه لتخيف آثار الحصار المفروض على أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، والتخفيف من ويلات الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل عليه وقتلت وأصابت المئات وحولت عشرات الآلاف الى مشردين في العراء أو الخيام.

وهذه المواقف المؤيدة بكل وضوح للشعب الفلسطيني والمتفهمة لمعاناته ليست مستهجنة من غالاوي العضو في مجلس العموم البريطاني ممثلاً لقائمة حزبه ريسبكت «الاحترام» ممثلاً عن منطقة بثنال غرين اند باو.

وكان غالاوي المولود في داندي في اسكتلندا عام 1954 عضواً في حزب العمال البريطاني منذ سبعينات القرن الماضي وبلغ نشاطه الحزبي ذروته عام 1981 بانتخابه أمينا عاما لفرع الحزب في داندي وهو في السادسة والعشرين من عمره، لكن تأييده للقضية الفلسطينية الذي بدأ عام 1974 ظل في تزايد حتى تم رفع العلم الفلسطيني فوق بلدية داندي بقرار من المجلس البلدي، وبعد أن تم فصله من حزب العمال في اكتوبر 2003 بذريعة أنه اساء إلى سمعة الحزب إبان غزو العراق ووصفه الحكومة العمالية برئاسة توني بلير بـ«آلة كذب بلير رقم 1»، شكل مع شخصيات اشتراكية ومعارضة لغزو العراق عام 2004 حزبه الجديد «ريسبكت».

ومما أسهم في تعزيز صورة غالاوي مؤيداً للقضايا العربية وزيادة شهرته في العالم العربي حملته لإلغاء الحصار الاقتصادي على العراق، خصوصاً حملته التي عرفت باسم «قافلة مريم»، ما شجع قادة وسياسيين آخرين على كسر الحصار على العراق.

وقد أثار غالاوي الذي يلقبه بعضهم بـ«المشاكس» والذي كان متزوجا بفلسطينية تحمل الجنسية البريطانية، جدلا واسعا عام 2006 عندما شارك في البرنامج التلفزيوني «الاخ الأكبر». وأعلن انه في حال فوزه فإنه سيتبرع بقيمة الجائزة لمنظمة انتربال الخيرية التي تقدم الدعم للشعب الفلسطيني.

كما عارض غالاوي حرب إسرائيل على لبنان عام 2006 وأيد «حزب الله» ووصفه بأنه جزء من المقاومة الوطنية اللبنانية، ووصف اسرائيل بالدولة الإرهابية، وقبل دعوة بالمثول للشهادة أمام الكونغرس الاميركي، حيث دحض على مدى ساعات جميع الاتهامات التي وجهت له بتأييد الإرهاب والجماعات المتشددة مثل «حزب الله» وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، وفند جميع الذرائع الواهية التي ساقتها حكومة بلير وإدارة الرئيس الاميركي آنذاك جورج بوش، لتبرير غزو العراق ليعود من واشنطن أكثر ثقة وأشد قوة.

تويتر