تيار الاستقلال يصعد في انتخابات نقابة الصحافيين المصريين

مكرم وضياء قبل إعلان النتيجة. الإمارات اليوم

تبلورت انتخابات الصحافيين المصريين لاختيار نقيبهم، أول من أمس، عن صعود غير مسبوق لتيار الاستقلال النقابي، ممثلاً في المرشح ضياء رشوان، على حساب تراجع كبير للتيار الحكومي، ممثلاً في مكرم محمد أحمد. وعكست الانتخابات التي انتهت إلى جولة إعادة الأحد المقبل إلى حالة احتشاد من القوى السياسية المختلفة من اليسار واللبراليين والقوميين والإخوان المسلمين خلف رشوان، وكشفت عن حالة ممانعة ملحوظة ضد «الوعود الحكومية». 

 
فوز لضياء رشوان 

اعتبر عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين جمال عبدالرحيم أن نتيجة الجولة الأولى في انتخابات النقابة أول من أمس بمثابة فوز بطريقة ما لمرشح الاستقلال لمنصب النقيب ضياء رشوان، فمن أعطى صوته لضياء ومن رفضوا الحضور للتصويت (2500) هم غير راضين عن أداء النقيب الحالي مكرم محمد أحمد في السنتين الماضيتين. ويرى أن الإعادة سوف تحسم لمصلحة مكرم لأسباب عدة، أهمها ان الإقبال من المؤيدين له سوف يكون كثيفاً، ولن يأخذ ضياء رشوان أكثر من كتلته التصويتية. وأضاف إن جموع الصحافيين متخوفون من طغيان التيارات السياسية داخل النقابة، وأن تتحول إلى ساحة للأحزاب، وتبتعد عن دورها النقابي، وسوف يأتي هذا التوجه بالسلب على ضياء رشوان.


وكان رئيس محكمة جنوب القاهرة المشرف على الانتخابات قد أعلن النتائج النهائية مساء أول من أمس، حيث حصل مكرم محمد أحمد على 1497 صوتاً وضياء رشوان 1458 صوتاً.

وجرت الانتخابات وسط منافسة ساخنة بين المرشحين الرئيسين، مكرم محمد أحمد والخبير في مركز الدراسات في صحيفة الأهرام ضياء رشوان، وشهدت إقبالاً متوسطاً، حيث اكتمل نصابها القانوني في نحو الرابعة من بعد ظهر يوم الانتخابات، حيث يبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية المسددين لاشتراكات النقابة ولهم حق التصويت في الانتخابات ،5416 وتم إغلاق الصناديق في الخامسة، لتبدأ على الفور عمليات فرز الأصوات.

وبينما يحظى النقيب الحالي للصحافيين المصريين بدعم الحكومة وينتمي لجيل من الصحافيين سيطر على المنصب طويلاً، فإن رشوان هو مرشح الشباب. وسوف تزداد حدة المنافسة بين كل من مكرم محمد أحمد وضياء رشوان بعد حصولهما على عدد أصوات متقارب، في انتخابات وصفها الكاتب الصحافي النائب مصطفى بكري بأنها «تميزت بالنزاهة والحوار الحضاري». وقال « النتيجة تعطي أكثر من دلالة، أولها الرغبة في التغيير، وثانيها أنه حان الوقت لجيل الوسط أن يتبوأ مواقعه، وثالثها أن ضياء رشوان نجح في إدارة المعركة، وأن يجعل المهنة وقضاياها ومشكلاتها البرنامج الذي تقدم به». ويرى أن التغيير مؤشر مهم جداً، وأنه يتوقع أن تحسم المعركة في الإعادة لمصلحة رشوان.

واعتبر الصحافي سليم عزوز أن المفاجأة في حصول ضياء رشوان على هذا العدد من الأصوات (1458)، مشيراً إلى تراجع شعبية مكرم محمد أحمد بناء على ما حصل عليه في الانتخابات السابقة، وكان منافسه فيها رجائي الميرغني، حيث حصل مكرم على (2389) صوتاً، وحصل رجائي على (1120) صوتاً. وأرجع عزوز التراجع إلى موقف الحكومة المصرية من مكرم محمد أحمد، وتخليها النسبي عنه في مرحلة حشد المصوتين وتقاعس المؤسسات القومية عن دعمه، ربما لغياب تعليمات صريحة من الجهات الأمنية التي تمسك بملف الانتخابات لرؤساء تحرير الصحف القومية، بدفع الصحافيين إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع مثلما يحدث كل مرة.

وقال عزوز « ما قام به صحافيو جريدة الشعب يوم الانتخابات كان عاملاً سلبياً أضيف إلى عوامل أخرى أثرت في شعبية مكرم»، في إشارة إلى اعتصام صحافيي جريدة الشعب في مقر النقابة، وفي المدخل الرئيس لها، حيث كانوا يستقبلون المصوتين بهتافات معادية لمكرم. وأضاف عزوز أن شعارات التغيير التي رفعها ضياء رشوان استقطبت عدداً كبيراً من جيل الصحافيين الشبان، والذين يرفعون من قيمة الطابع السياسي على الطابع المهني. ويتوقع عزوز خسارة مكرم محمد أحمد في جولة الإعادة في حال حافظت الجمعية العمومية على هذا الكم من الحضور، لأن من ذهب إلى التصويت لضياء رشوان في الجولة الأولى ذهب مع سبق الإصرار والترصد، وملتزم بالحضور في الجولة الثانية، ما يعني حفاظ ضياء على كتلته التصويتية. بينما من جاء إلى مكرم ربما لن يأتي في الجولة التالية بدافع الإحباط.

وقال سليم عزوز إنه إذا لم تتدخل الحكومة بالقوات المحمولة جواً ممن احجموا عن الحضور (2500) صوت، غالبيتهم من المؤسسات القومية، مثل المصححين والمراجعين وغيرهم، فإن خسارة مكرم سوف تكون مؤكدة.

واعتبر عضو مجلس نقابة الصحافيين المصريين، جمال عبدالرحيم، النتيجة تمثل رسالة واضحة من الجمعية العمومية للحكومة ورؤساء تحرير الصحف القومية، مفادها بأن الصحافيين المصريين لا يحركهم أحد، ولا يعنيهم أي مبالغ إضافية في بدل التدريب، في إشارة إلى مبلغ الـ80 جنيهاً التي استطاع مكرم محمد أحمد الحصول عليها من الحكومة في هذه الجولة، ويصفها بعضهم بأنها رشوة من الحكومة للصحافيين للتصويت لمصلحة مرشحها، وأن الصحافيين في حاجة إلى كادر جديد للأجور، وليس التسول بهذه الطريقة.

وكشف أمين صندوق التكافل في نقابة الصحافيين، الدكتور هشام يونس، عن انقسام مؤسسة الأهرام الناطقة بلسان الدولة إلى تيارين، أحدهما مع التغيير والاستقلال، ويمثله غالبية الشباب بالصحيفة، والآخر مع المرشح الحكومي، وكان مثيراً في الانتخابات إعلان تيار الاستقلال تمرده على تقاليد صحيفة الدولة، ورفض التعليمات التي صدرت بمساندة مكرم محمد أحمد مرشح الحكومة، والمدهش أن الشباب من الصحافيين في الجريدة أعلنوا موقفهم صراحة أمام رئيس تحرير وقيادات جريدتهم من دون أي اعتبار للخوف من حرمانهم من حوافزهم المادية.
تويتر