«السحابة السوداء» تعود إلى القاهرة

مخاوف تأثيرات السحابة تكثّفت بسبب أنفلونزا الخنازير. أرشيفية

جددت السحابة السوداء مخاوف المصريين، خصوصا سكان القاهرة، من تلك الظاهرة التي تهدد البلاد بكارثة بيئية في شهر نوفمبر من كل عام.

وتجددت الجهود السنوية لمواجهة السحابة التي عادة ما تغطي سماء العاصمة المصرية القاهرة في هذا التوقيت من كل عام، وعلى طول الطريق الزراعي الرابط بين محافظتي القاهرة والإسكندرية، يحجب الدخان الكثيف الرؤية، ويسبب الكثير من الحوادث، وتشهد القاهرة نشاطا بشريا كبيرا يسهم في زيادة تلوث البيئة، خصوصا مع توافر الظروف الجوية المساعدة على ذلك. ويحذر وزير الصحة السابق الدكتور عوض تاج الدين، من أن السحابة السوداء تشكل خطرا كبيرا على المصريين، لأنها تتسبب في مشكلات تنفسية خطرة، وكشف عن تزايد عدد مرضى الربو وتضاعفهم في هذا الوقت من السنة، خصوصا بين الأطفال وكبار السن، باعتبارهم الفئات الاكثر عرضة للمرض، وأن الكثيرين منهم يصلون للمستشفيات وهم يعانون من «صعوبات في التنفس وسعال، وأحيانا من فشل في الجهاز التنفسي ما يضطرنا إلى اللجوء في أحيان كثيرة إلى التنفس الاصطناعي، وما يزيد من حجم المشكلة أن فصل الخريف يشهد تقلبات حرارية مع انخفاض في مستوى الرياح، وهو ما يجعل السحابة أكثر قربا من الناس بدلا من ارتفاعها إلى أعلى ». وحذر تاج الدين من تكاتف أنفلونزا الطيور والخنازير مع السحابة السوداء على أبناء الشعب المصري، خصوصا أن أمراض التنفس هي الاخطر على الانسان في الوقت الحالي.

ويقول أحد سكان العاصمة محمود البدري «أذهب بأولادي إلى أطباء الصدر كل عام في هذا التوقيت، بسبب هذا الدخان الذي يسبب مشكلات كثيرة لهم فى التنفس، حيث يتعرضون لنوبات من السعال المستمر، وارتفاع درجة الحرارة، ولا أعرف كيف فشلت وزارة البيئة في منع الحرائق والقيام بحملات لمعاقبة المخالفين». وقال الأستاذ بقسم الإنتاج الحيواني بجامعة عين شمس الدكتور جمال حسين إن «الكثير من المزارعين فى دلتا مصر يقومون بالتخلص من قش الارز، لأن بقاء القش في الارض يتسبب في تكاثر الزواحف بها فيلجأون إلى إشعال النار فيه للتخلص منه، وهو ما يتسبب في تراكم الدخان ووجود السحابة، لأن الحكومة لم توفر أماكن كافية لاستيعاب كميات القش الكبيرة، نظرا إلى اتساع المساحات المزروعة بالأرز وتكتفي الحكومة في هذا الشأن بإنزال العقوبات على المزارعين وبتهديدهم بوقف دعم الأسمدة لكل من يقدم على حرق قش الأرز في أرضه».

وينفي وكيل وزارة البيئة حمد أبوالسعود تقصير السلطات المصرية في مواجهة السحابة، وكشف عن توفير عدد كبير من مراكز جمع القش داخل المحافظات بلغت 150 مركزا داخل المحافظة الواحدة وقمنا بفرض غرامات تصل إلى 100 الف جنيه على المزارع المخالف مع الحبس إلا أن الكثير من الفلاحين يتجاهلون ذلك ويتواطؤون مع بعضهم بعضا لإشعال حرائق جماعية».وأضاف أن «المزارعين الذين يسعون لتهيئة أراضيهم لموسم زراعي جديد يقومون بحرق نحو أربعة أطنان من القش في وقت قصير، مضيفا أن الدخان المنبعث من هذه الحرائق يسبب 40٪ من نسبة التلوث، فيما تتكفل عوادم السيارات بنسبة 23٪ وعوادم المصانع بنسبة مماثلة، إضافة إلى 6٪ من حرق النفايات في الهواء الطلق».
تويتر